حقوق وحريات

العدل والإحسان: تشميع البيوت "إرهاب دولة" لن يُركِعنا

قالت الجماعة إن المغرب غارق في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية- عربي21 (أرشيفية)
قالت الجماعة إن المغرب غارق في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية- عربي21 (أرشيفية)

هاجمت جماعة العدل والإحسان (أكبر جماعة إسلامية معارضة بالمغرب) المتحكمين في زمام الأمور بالمملكة، بعد تشميع ثلاث بيوت جديدة لأعضائها، الأربعاء الماضي، مؤكدة أن هذه البيوت "لم تكن يوما وكرا من أوكار الفساد"، ومعتبرة التشميع "إرهاب دولة" لن يثنيها عن طريقها.

المغرب غارق في الأزمات
وقالت الجماعة على لسان أمينها العام، محمد عبادي، إن المغرب غارق في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية، فبدل أن ينكب المسؤولون على معالجة هذه القضايا الحارقة المقلقة، ينقضون، من جديد، على هذه الفئة المستضعفة من جماعة العدل والإحسان ومن غيرهم.

وأضاف عبادي، في رسالة مرئية وجهها إلى من اعتبرهم "حكام" المملكة، بثتها الجماعة بموقعها الرسمي: "إنكم تعلمون علم اليقين أن هذه البيوتات التي شمعتموها لم تكن يوما ما وكرا من  أوكار الفساد. التجأ المؤمنون إليها وهم مضطرون لأنكم حرمتمونا من حقوق المواطنة، ومن حقنا في التجمع والإعلام والتجمهر، ومن حقنا في وطننا الحبيب، لماذا؟ لا لشيء، إلا لأنكم تضيقون ذرعا بمن يصدقكم النصح، وبمن يدق ناقوس الخطر في وجهوكم ويحذركم من مغبات سياستكم غير الرشيدة".

وتابع: "ألا ترعوون. ألا تتقون الله سبحانه في هذا الشعب الذي تمتصون دمائه وتنبهون من خيرات بلاده. ألا تعلمون أنكم ملاقو ربكم، وأنكم ستسألون على ما تفعلون".

واستطرد عبادي قائلا: "عجبا من جرأتكم على الله ومن جرأتكم على عباده. فهل من توبة صادقة خالصة تفصلون بها بين عهد استعبدتكم فيه الشهوات والملذات، وأذقتم هذا الشعب ما أذقتموه مما يعانيه من ويلات، وبين عهد تعقدون الصلح مع الله سبحانه وتتوبون إليه. تردون المظالم لمن يستحقها، وترفعون أيديكم عن هذا الشعب المقهور المظلوم المغضوب على أمره".

 

اقرأ أيضاالسلطات المغربية تغلق بيوتا جديدة لقيادات العدل والإحسان

 

وأوضح: " كل الفضاءات العامة حرمتمونا منها، وها نحن مقبلون على شهر رجب من أشهر الله الحرم، إننا سنرفع أكفنا إلى الله سبحانه متضرعين إياه آناء الليل وأطراف النهار، نسأله عز وجل أن يحفظنا ويحفظ هذا البلد من مكر الماكرين، وكيد الكائدين، ومن ظلم الظالمين. نقف بين يده سبحانه سائلين إياه أن يرد بنا وبكم ردا جميلا، وأن يتوب عنا وعنكم".

وأكد أن العدل والإحسان لا تخاف من البشر، "خوفنا ينبغي أن يكون من الله، الذي هو وجهتنا وقصدنا، وينبغي ألا يصدنا صاد عن هذه الوجهة".

 

        

 

التشميع إرهاب دولة
عضو مجلس الإرشاد في جماعة العدل والإحسان، عبد الكريم العلمي، قال إن "الصرعة الأخيرة من صرعات إرهاب الدولة الذي يتمادى الحاكمون في ممارسته في الآونة الأخيرة على أبناء وبنات جماعة العدل والإحسان، لا عنوان له إلا الغياب الكلي للعقل، والارتماء التام في غَيَابات العبث".

وأضاف العلمي في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك": "وكأن من يصدرون هذه الأوامر بتحطيم أبواب المنازل واقتحامها وانتهاك حرماتها ودوس كرامة أصحابها، لم يتعلموا ولم يأخذوا العبرة ممن سبقوهم بالإساءة إلى هذه الجماعة وهذا الشعب على مدى سنوات طويلة، وكيف كانت نهايتهم واحدا واحدا". 

وتابع: "نقول لهؤلاء، إن نور الله لا يطفئه ظلم ولا جبروت، وإن الطغيان مهما علا فسنة الله فيه أنه إلى زوال"، مؤكدا أن "المواطنة ليست إكرامية، والحرية ليست "گريمة"، وإن بيننا وبينهم عالم الغيب والشهادة سبحانه هو حسبنا ونعم الوكيل". 

وفي 5 شباط/ فبراير الماضي، أقدمت السلطات المغربية على تشميع ثلاث بيوت لأعضاء جماعة العدل والإحسان بكل من الدار البيضاء والقنيطرة وأكادير، قبل أن تغلق ثلاثة بيوت آخرين في كل من فاس وطنجة والجديدة، أول أمس الأربعاء 27 شباط/ فبراير الماضي.

وسبق للجماعة أن دعت كل القوى إلى رص الصف وتكتيل جهود لمناهضة الفساد والاستبداد، معتبرة تشميع بيوت أعضائها "قرارا انتقاميا إداريا مركزيا".

اقرأ أيضاالعدل والإحسان: الأمن المغربي يقتحم ويغلق بيوت 3 أعضاء


التعليقات (0)