كما تقتضي شروط الالتحاق بكليات الطيران مثلا إجراء فحوصات شاملة للطالب الذي يتقدم للدراسة، بحيث يتم الاطمئنان على توفر الصفات الصحية والنفسية والعصبية التي تؤهله لقياد طائرة، فمن الضروري أن نطبق هذه المعايير بنفس الجدية على المتقدمين للمناصب المؤثرة في قيادة البلاد، وفي مقدمتها منصب رئيس الجمهورية
القصة إذن متشابكة وعميقة الجذور، ولا يصلح معها حلول الاستقطاب بين طرفين، حتى لو كان أحدهما ضحية الآخر بشكل واضح، وإليكم القصة العميقة على غرار مصطلح "الدولة العميقة"
الخلاصة، أننا لن نصبح "جرساً يرن" إلا إذا نجحنا في إعادة تركيب "الأشلاء" وفق كتالوج علمي سليم، ولكي ننجز هذا، لا بد من أدوات ورؤية. والمحزن المحبط أن من معهم الأدوات لا يملكون الرؤية أو يتعمدون تضبيبها، ومن معهم الرؤية لا يملكون الأدوات، ولهذا يستمر الجرس أشلاءً لا ترن
لكن هل استمر كما كنت؟ وهل ألوك أيامي بتكرار مقيت لا يفضي إلى جديد، معلقا في مساحة باهتة بين عدم الخنوع وعدم الفعل، بين اللا سلم واللا حرب؟ هل أهرب من الأسئلة الصعبة إلى ملجأ الـ"بين بين"؟
تأملت ما تيسر من مشاهد المظاهرات في السودان، فوجدت ما يغنيني عن السؤال، وانصرفت عن الجدال الكلامي الدائر بشأن الإهمال الإعلامي للمظاهرات، وكذلك بشأن الخلاف حول توقيت الثورة..
الصراع دموي بين من يحتكرون كل شيء لأنفسهم وبين بشر خلقهم الله مجبولين على الحرية والبحث والحفاظ على حياتهم من التهلكة، لكن لماذا ينتهي الصراع بنصرٍ خسيس لصالح الجبابرة، وفي كل مرة يدفع بروميثيوس وسنودن وجمال خاشقجي الثمن؟ وهل تستطيع "تايم" وأخواتها تغيير نتيجة الصراع لصالح "حراس الحقيقة"؟
ما خاشقجي إلا "نقطة دم" نتعامل معها كعينة للدماء البشرية المهدورة في كل أرض وفي كل زمان، ومن هنا يكتسب الدفاع عن "الفرد" مشروعية الدفاع عن كل المقتولين غدراً، بل ومشروعية الدفاع عن الإنسانية
تصريحات ترامب الهجومية الوقحة في حق فرنسا ورئيسها، انطلقت من منصة شخصية، وهو حساب تويتر الرسمي لترامب، لكن الحساب الرسمي للرئيس الأمريكي لا يجب التعامل معه كحساب فردي يعبر عن انفعالاته المريضة وسلوكه الأهوج، لأنه جزء من السياسة الأمريكية
"الإعلام المقلوب" بالنسبة لي هو "الإعلام المطلوب"، وهو الإعلام الصحيح (المعدول)؛ لأن إعلام الأنظمة هو المقلوب منذ نشأته، فالإعلام يجب أن يكون للناس لا للحكام
لقد مررت بهذا الحالة كثيراً وطويلاً من قبل، لكن الكتابة بالنسبة لي لم تعد (كما كانت) طريقة للتعبير أو للتثقيف، لكنها صارت "سلاحاً" لا أملك سواه في معركة مع وحوش ضاريات، لذلك فإن "قفلة الكتابة" في هذه الظروف تذكرني بالشعور الأبيض الغامض الذي شعر به الكاتب جمال خاشقجي وهو يواجه القتلة أعزلاً
قصة التحول إلى النقيض مخيفة، خاصة لو كان النقيض متوحشاً وبعيداً عن الإنسانية. والمؤسف أنني شاهدت هذه القصة المكررة كثيراً في الأفلام، وقرأت عنها في التاريخ، وتعرفت على نماذج من أطرافها في الحياة