علوم وتكنولوجيا

قرب انتهاء مهمة تلسكوب اكتشف 2700 كوكبا في 9 سنوات

"كيبلر" انطلق خلال شهر آذار/ مارس سنة 2009 من القاعدة الجوية في كيب- ناسا
"كيبلر" انطلق خلال شهر آذار/ مارس سنة 2009 من القاعدة الجوية في كيب- ناسا

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن التلسكوب كيبلر، الذي شارفت مهمته على الانتهاء بعد أن اكتشف 2700 كوكبا خارج مجموعتنا الشمسية. وخلال الصيف المقبل، سينفد مخزون هذا المسبار الفضائي من الوقود بمفعول انعدام الجاذبية في الفضاء.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التلسكوب الفضائي "كيبلر" انطلق خلال شهر آذار/ مارس سنة 2009 من القاعدة الجوية في كيب كانافيرال على متن صاروخ دلتا-2 في اتجاه الفضاء، بهدف رصد الكواكب الموجودة خارج مجموعتنا الشمسية.


وأشارت الصحيفة إلى أن المسبار كيبلر سمي على اسم العالم الفلكي الألماني، يوهانس كيبلر، الذي وضع في القرن السابع عشر ما يعرف "بقوانين كيبلر" المتعلقة بحركة الكواكب، من خلال عمليات حسابية معقدة. ومنذ وصوله إلى الفضاء، تمكن هذا المسبار الفضائي من رصد حوالي 2700 كوكب خارج درب التبانة. على ضوء ذلك، أثبت تلسكوب "كيبلر" أن كل النجوم تملك أنظمة شمسية خاصة بها.


وأكدت الصحيفة أنه بعد تسع سنوات من الأبحاث المعمقة، شارفت مهمة "كيبلر" على الانتهاء بعد نفاد مخزونه من الوقود. ووفقا لتقديرات الخبراء، سيصبح مسبار "كيبلر" خارج الخدمة خلال الصيف القادم على أقصى تقدير، نتيجة نفاد مخزون الوقود بمفعول انعدام الجاذبية.


 وأوضحت الصحيفة أن وقود المسبار سينفد يوما ما وحينها ستتوقف عملية الاحتراق الداخلي، مما سيجعل عملية تصحيح مساره أمرا صعبا. وفي الأثناء، ستعجز هوائياته عن الاتصال بالمحطات الأرضية، وبالتالي، ستتعطل عملية إرسال المعلومات، وهو ما يعني نهاية مهمة هذا المسبار الفضائي.


وأضافت الصحيفة أن مهمة التلسكوب "كيبلر" أوشكت خلال سنة 2013 على النهاية. في ذلك الوقت، لم يكن الوقود قد نفد، بل فقد المسبار عجلتين من بين عجلاته الأربع، التي تحقق توازنه في الفضاء. وعلى الرغم من أن المسبار يحتاج لثلاثة من "الجيروسكوب" لتحقيق التوازن، إلا أن العلماء توصلوا إلى إيجاد طريقة تمكن المسبار من مواصلة مهامه بعجلتين فقط.


وذكرت الصحيفة أن مهمة كيبلر تتمثل بالأساس في قياس درجة سطوع النجوم البعيدة بشكل دقيق ورصد تقلباتها. وعلى سبيل المثال، يمكن لمسبار كيبلر رصد الخفوت الضئيل لضوء أحد النجوم أثناء مرور أحد الكواكب من خارج المجموعة الشمسية أمامه. ولعل الأمر المثير للاهتمام أن حوادث مرور الكواكب خارج المجموعة الشمسية أمام النجوم تتكرر بانتظام.


وأفادت الصحيفة بأن تغير درجات سطوع النجوم بصفة منتظمة تعتبر مؤشرا على وجود كواكب خارج المجموعة الشمسية. وانطلاقا من معرفة مدة الدوران، يمكن احتساب المسافة، التي تفصل كوكبا خارجيا عن نجمه المركزي. وتجدر الإشارة إلى أن العالم الفلكي الألماني كيبلر هو الذي وضع هذه القاعدة الحسابية.


وأوضحت الصحيفة أن الباحثين حددوا خصائص الكواكب الخارجية، على غرار وجود المياه عن طريق الحسابات الفلكية. ومن جهته، توصل تلسكوب "هابل" إلى التقاط أطياف من الغلاف الجوي للكواكب تدل على وجود مواد كيميائية على سطح هذه الكواكب. والجدير بالذكر أن هذه القياسات لم تكن دقيقة بالشكل المطلوب.


 وأوردت الصحيفة أنه من المنتظر أن يُطلق تلسكوب "جيمس ويب" على متن صاروخ أريان-5 سنة 2022. وأكثر ما يميز هذا التلسكوب هو قدرته على التمركز على بعد 1.5 مليون كيلومتر من كوكب الأرض، على مستوى نقاط لاغرانج L2، أي الجانب المشمس من كوكب الأرض. وسيعمل هذا التلسكوب على قياس الغلاف الجوي لكل كوكب من الكواكب الخارجية.

وبينت الصحيفة أنه كان من المقرر أن تنطلق مهمة تلسكوب "جيمس ويب" خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2018، إلا أن عملية الإطلاق تأجلت عدة مرات لإجراء المزيد من الاختبارات على هذا المسبار الفضائي. وفي أواخر شهر آذار/ مارس الماضي، صرح القائم بأعمال رئيس وكالة ناسا، روبرت لايتفوت، بأن جهاز التلسكوب جاهز، لكن هناك بعض المشاكل المفاجئة التي أدت إلى تأجيل عملية إطلاقه.

وأبرزت الصحيفة أن تلسكوب "جيمس ويب" يقدر على أداء مهمته على مستوى منطقة الأشعة تحت الحمراء القريبة، خلافا لتلسكوب "هابل" الذي يلتقط الصور على مستوى الطيف الترددي البصري ومنطقة الأشعة فوق البنفسجية. وقد تم تجهيز تلسكوب "جيمس ويب" بمرآة تبلغ مساحتها 25 مترا مربعا.


وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن هذه التلسكوبات قادرة على العثور على المزيد من المؤشرات الدالة على وجود حياة خارج كوكب الأرض. وحتى في حال أرسل تلسكوب "جيمس ويب" بيانات إلى المحطات الفضائية الأرضية، سينشغل العلماء بمعالجة القياسات التي أرسلها تلسكوب "كيبلر" التي يتطلب تحليلها عدة سنوات.

 

التعليقات (0)