صحافة دولية

NYT: هجمات إلكترونية ضد ناشطين مصريين مصدرها الحكومة

نيويورك تايمز:  الناشطون في مجال حقوق الإنسان يواجهون حملات مراقبة من النظام المصري- جيتي
نيويورك تايمز: الناشطون في مجال حقوق الإنسان يواجهون حملات مراقبة من النظام المصري- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مشتركا، كتبه كل من رونين بيرغمان وديكلان وولش، يقولان فيه إن الهجمات الإلكترونية على الناشطين المصريين مصدرها هو الحكومة المصرية. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت الصحافيين والأكاديميين والمحامين والمعارضين السياسيين وناشطي حقوق الإنسان تم تتبعها إلى مكاتب الحكومة المصرية.

 

ويكشف الكاتبان عن أن المهاجمين قاموا بتركيب "سوفت وير" على أجهزة الأشخاص الذين تمت مهاجمتهم، لقراءة ملفات الضحايا، وتحديد أماكنهم، وتحديد من قاموا بالاتصال بهم ومتى وأين. 

 

وتلفت الصحيفة إلى ما توصلت إليه يوم الخميس شركة "تشيك بوينت سوفت وير تكنولوجيز"، وهي واحدة من أكبر شركات الأمن الإلكتروني في العالم، ولديها مقرات في سان فرنسيسكو وتل أبيب، مشيرة إلى أنه تم اعتقال ناشطين كانا هدفا للهجمات في حملة الاعتقالات التي رافقت التظاهرات التي خرجت ضد النظام الشهر الماضي. 

 

ويفيد التقرير بأن الشركة وجدت أن خادما إلكترونيا مركزيا استخدم في الهجمات مرتبط بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، بالإضافة إلى أن الإحداثيات الجغرافية التي وجدت في التطبيق المستخدم لملاحقة الناشطين تتطابق مع مقرات المخابرات المصرية العامة. 

 

ويورد الكاتبان نقلا عن الشركة، قولها إن الهجمات الإلكترونية بدأت عام 2016، مشيرين إلى أنها قالت إن من غير المعلوم عدد الذين تم استهدافهم، مع أنها قامت بتحديد 33 شخصية معروفة في منظمات المجتمع المدني ممن تم استهدافهم في عملية واحدة.

 

وتنقل الصحيفة عن المحللة في شركة "تشيك بوينت" أسيل كيال، قولها: "اكتشفنا أن من بين الضحايا ناشطا سياسيا من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وصحافيا بارزا، وأعضاء في منظمات غير ربحية في مصر"، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية لم ترد على مطالب التعليق من الصحيفة.

 

وينوه التقرير إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها الكشف عن عمليات كهذه في مصر، فقد تم القيام بحملة لحشد الدعم للمجلس العسكري الانتقالي السوداني، من خلال استخدام حسابات مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي، وكشف عن العملية في آب/ أغسطس، وأدارتها شركة على علاقة مع الحكومة المصرية. 

 

ويقول الكاتبان إنه يتم استخدام سوفت وير جذاب من أجل خداع المستخدمين، ففي تطبيق على "جي ميل" اسمه "سكيور ميل" يخبر الأهداف أن حساباتهم تم اختراقها، ومن ثم يتم إغراؤهم بالكشف عن الرمز السري لحساباتهم. 

 

وتذكر الصحيفة أن هناك تطبيقا آخر اسمه "آي لاود200%" يعد بمضاعفة قدرة الهاتف النقال، وبدلا من ذلك يعطي المهاجم منفذا إلى مكان الهاتف حتى لو كان مغلقا، لافتة إلى أن من أفضل التطبيقات "إنديكس واي"، الذي يزعم أنه مجاني، ويساعد في تحديد المكالمات القادمة، إلى جانب تطبيق آخر معروف وهو "تروكولر".

 

ويستدرك التقرير بأن التطبيق عادة ما ينسخ المكالمات على هاتف الشخص المهاجم، ويربطها بخادم إلكتروني للمهاجمين، مشيرا إلى أن الشركة وجدت أن هناك تركيزا على اتصالات المستخدمين مع أطراف خارج مصر. 

 

ويشير الكاتبان إلى أنه منذ صدوره بداية هذا العام، فإن "إندكس واي" أصبح معروفا على الموقع الرسمي لـ"غوغل" "بلاي ستور"، حيث تم تحميله أكثر من خمسة آلاف مرة. 

 

وتنقل الصحيفة عن الباحثين في "تشيك بوينت"، قولهم إن الإجراءات التي تتخذها "غوغل" لفحص التطبيقات الجديدة، تشهد على درجة عالية من التطور والجهود المكثفة التي بذلت في تطويرها، مشيرة إلى أن التطبيق بقي على "غوغل بلاي ستور" حتى 15 تموز/ يوليو، بعدما أعربت الشركة عن قلقها لشركة "غوغل". 

 

ويستدرك التقرير بأنه رغم مهارة الجهة التي طورت التطبيق، إلا أنها ارتكبت عددا من الأخطاء في محاولاتها لتتبع الضحايا، مثل ارتباطات الصفحات والمواقع التي تقوم بالهجمات مرتبطة مع حساب يعود إلى شركة الاتصالات الروسية "ماروزنت"، وإلى خادم مسجل باسم "أم سي أي تي"، وهو اختصار لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. 

 

ويفيد الكاتبان بأنه كشف عن خطأ في "آي لاود 200%" مثل غيره من التطبيقات المتعلقة بتحديد المواقع، وهو ارتباطه بموقع ومكان المخابرات العامة المصرية، مشيرين إلى أن هناك إمكانية لقيام جهة بوضع المواقع من أجل توريط المخابرات المصرية، إلا أن التفسير الأرجح هو أن الإحداثيات تم تركها عن طريق الخطأ في الخادم بسبب كسل الأشخاص الذين يشرفون على العملية. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤول في "تشيك بوينت"، قوله إن هناك بعض الأمور التي تشير إلى تورط الدولة في الهجمات، فتعدد أهداف العملية، والبيانات التي يجب جمعها، تحتاج إلى مصادر بشرية ومالية كبيرة، بالإضافة إلى أن الأهداف التي تم اختيارها معروفة وبارزة، وليست متناسقة مع الهجمات الإلكترونية التقليدية. 

 

وينقل التقرير عن كيال، قولها إن اللغة التي استخدمها المهاجمون هي اللغة العربية، ووقت الهجمات يشير إلى توقيت مصر، مشيرا إلى أن بحث "تشيك بوينت" حدد كلا من الأكاديمي حسن نافعة والسياسي والصحافي خالد داوود، وكلاهما اعتقل في حملات القمع الأخيرة. 

 

ويلفت الكاتبان إلى أنه تم تحديد ضحية ثالثة، وهو الدكتور شادي الغزالي حرب، وهو ناشط معارض اعتقل في أيار/ مايو 2018؛ بسبب انتقاده النظام على "تويتر"، مشيرين إلى أنه حاليا في زنزانة انفرادية يواجه تهما بالإساءة للدولة. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الشركة بدأت في التحقيق بعد تقرير لمنظمة "أمنستي إنترناشونال"، في آذار/ مارس، قالت فيه إن عددا من الناشطين المصريين تم استهدافهم بهجمات إلكترونية، لكنها وجدت أن الحملة أوسع مما ورد في تقرير المنظمة الحقوقية. 

 

وبحسب التقرير، فإن قائمة الضحايا التي كشفت عنها الشركة ضمت مصريين يعيشون في كندا وبريطانيا والولايات المتحدة، وقال عدد منهم إنهم اكتشفوا استهداف رسائل بريدهم الإلكتروني. 

 

ويورد الكاتبان نقلا عن رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، قوله إنه توقف عن استخدام بريده الإلكتروني بعد اكتشافه أنه مخترق، وأضاف: "خفت، طبعا لأنه خرق لخصوصيتي". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن الناشطين في مجال حقوق الإنسان يواجهون حملات مراقبة من النظام المصري، ويتعرضون للسجن أو منع السفر أو حملات تشويه من الإعلام المؤيد للنظام. 

 

وينقل التقرير عن المحامية والناشطة راجية عمران، قولها إنها حذرت بشكل متكرر من الباحثين مع منظمات حقوقية من أن اتصالاتها مستهدفة، وقالت: "أشعر بالقلق دائما.. لا أقوم بإرسال معلومات موثوقة عبر البريد الإلكتروني". 

 

ويقول الكاتبان إنه تم استهداف التحالف المصري الكندي للديمقراطية، لمجرد نشره فيديو لوزيرة مصرية وهي تهدد المعارضين أثناء زيارتها لكندا في تموز/ يوليو، مشيرين إلى قول وزيرة الهجرة وشؤون المغتربين نبيلة مكرم، إن المصريين الذين ينتقدون الحكومة علنا سيتم ذبحهم، وأشارت إلى رقبتها، وقالت الوزيرة إن تصريحاتها أخرجت عن السياق، وبعد شهرين حذرت "غوغل" المسؤولين في المجموعة الكندية- المصرية أن حسابها يتعرض لهجمات. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن اسم المحللة النفسية والناشطة المعروفة في العمل المدني عفاف محفوظ، التي تعيش في فلوريدا، ورد ضمن القائمة التي تعرضت للهجوم، وقالت محفوظ: "ظننت أنهم سيتركونني وحالي بسبب عمري"، حيث تبلغ من العمر 81 عاما، وتعاني من مرض خطير، "لكنني لست مندهشة". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)