ملفات وتقارير

كردستان العراق تواجه كارثة مائية بعد قطع إيران مياه نهرين

يتناقص منسوب المياه بسد دربنديخان الذي تستخدمه السلطات الكردية لتعويض مياه النهرين بمعدل 15 سم يوميا- شبكة رووداو
يتناقص منسوب المياه بسد دربنديخان الذي تستخدمه السلطات الكردية لتعويض مياه النهرين بمعدل 15 سم يوميا- شبكة رووداو
يحذر خبراء من كارثة مائية تلوح في الأفق في كردستان العراق، بعد منع إيران إمدادات المياه الرئيسية من نهري سيروان والزاب الصغير الرئيسيين في المنطقة، وهما المصدران الأساسيان لكسب العيش لما يقرب من مليوني شخص.

وبحسب مسؤولين أكراد فإنه إذا استمرت إيران في الحد من تدفق المياه إلى العراق، فستكون العواقب وخيمة على الناس والبيئة، وفق تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وقللت إيران من تدفق المياه إلى العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية، ما أدى إلى أضرار زراعية ونقص في المياه، لكن المسؤولين العراقيين حذروا الشهر الماضي من أن التدفقات القادمة من شمال غرب إيران إلى سيروان والزاب الصغير قد انخفضت بشكل كبير.

وهناك قرابة مليوني شخص يعتمدون على الأنهار التي تتدفق عبر حلبجة والسليمانية وقضاء كرمان ومحافظة ديالى في الزراعة ومشاريع الصيد ومياه الشرب والسياحة وإنتاج الطاقة.

ويتناقص منسوب المياه في سد دربنديخان الذي تستخدمه السلطات الكردية لتعويض مياه النهرين، بمعدل 15 سم يوميًا.

ويقع سد دربنديخان على بعد 65 كم جنوب شرقي السليمانية، على نهر سيروان، الذي ينبع من جبال زاغروس في إيران وينتهي في نهر دجلة جنوب شرق بغداد. ويتسع السد لثلاثة ملايين متر مكعب ويستخدم للري والسيطرة على الفيضانات وإنتاج الطاقة الكهرومائية والاستجمام.

يرجع انخفاض منسوب المياه بشكل أساسي إلى السدود الستة عشر التي شيدتها إيران على نهر سيروان، وأكبرها سد داريان في محافظة كرمانشاه، الذي اكتمل في عام 2018 ويقع على بعد 28 كيلومترًا من الحدود العراقية.

وتقول الحكومة الإيرانية إن الغرض من هذه السدود هو إنتاج الطاقة الكهرومائية ومساعدة الري في جنوب غرب البلاد.

لكن ما يثير قلق المسؤولين الأكراد في المنطقة أكثر هو نفق مياه نوسود الذي يبلغ طوله 47 كم والمرتبط بسد داريان، والذي يتمثل هدفه الرئيسي في تحويل المياه من النهر إلى بعض المدن الإيرانية.

وينبع الزاب الصغير أيضًا من جبال زاغروس الإيرانية ويمر عبر دوكان، وهي بلدة تبعد 70 كيلومترًا عن السليمانية، ثم ينضم إلى نهر دجلة.

وذكرت وكالة الأنباء الكردية رووداو أن سد دوكان، الذي يحتوي على أربعة مليارات متر مكعب، مبني أيضًا على النهر الذي انقطع تدفقه بالكامل.

ووفقًا لرووداو، تواجه 750 فدانًا من الأراضي الزراعية في منطقة بيشدار في السليمانية، إلى جانب 400 مشروع صيد، تهديدًا وشيكًا في حالة استمرار انخفاض التدفق.

والأحد 23 آب/ أغسطس الماضي طالب البرلمان العراقي، الأحد، الحكومة بـ "التحرك السريع" إزاء قطع إيران لمياه نهري "سيروان" و"الزاب الأسفل" عن البلاد.

وقال رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار بالبرلمان، سلام الشمري، في بيان، إن "قطع إيران لمياه النهرين سيلحق ضررا كبيرا بالعراق".

وأضاف الشمري، أن "الأمر يتطلب تحركا سريعا من الحكومة وعبر الجهات المعنية لضمان حق العراق في مياه الأنهر القادمة من إيران".

ويشكو العراق منذ سنوات من قلة تدفق المياه في الأنهر التي تدخل البلاد جراء نقص تساقط الأمطار في موسم الشتاء فضلاً عن قطع إيران للمياه.

اقرأ أيضا: البرلمان العراقي يدعو لتحرك سريع إزاء قطع إيران مياه نهرين
التعليقات (2)
احمد
الأحد، 06-09-2020 02:19 م
اللهم عاملهم بما يستحقون من خراب للعراق
عراقي
الأحد، 06-09-2020 01:22 م
...لنرى ماذا سيفعل الاكراد الان مع حلفاء العمر لهم الايرانيين ..لطالما كان الاكراد حلفاء للايرانيين منذ ماقبل زمن شاه ايران ليومنا هذا ضد الحكومات العراقية الوطنية المتعاقبة حتى سقوط الدولة الوطنية العراقية في 2003 ..ولطالما استخدمت ايران اكراد العراق كسكينة خاصرة ضد العراق على مر العقود ..وكان الاكراد دائما يضعون انفسهم في خدمة السياسة الايرانية على مختلف الازمان للضغط على لالحكومات العراقية المتعاقبة في بغداد حتى الاحتلال الاميركي ..فكان الاكراد في شمال العراق وايران حلفاء اقوياء ومتفقين دائما على زحزحة الامن والاستقرار في شمال العراق بمساعدة ايرانية مادية وعسكرية ولوجستية ..ودائما ما كان اكراد العراق من حزب البرزاني والطالباني ما يستخدمون ايران كقزاعد للانطلاق في عمليات عسكرية وتخريبية ضد العراق استمرت لعقود من الزمن ..يبدو ان عقد المصالح بين الاكراد والايرانيين قد انفرط ..وانتفت حاجة ايران للاكراد وبدات الطامة للاكراد ..فهاهم يكتشفون حقيقة الطبع الفارسي وعقيدة الفرس العنصرية ... وتنكرت الان ايران للاكراد العراقيين... الذين طالما حملوا السلاح ضد الحكومات العراقية المتعاقبة تنفيذا لرغبات ايران .