مقابلات

معارض مصري: الإمارات تشعل الفتنة بين مصر وتركيا (شاهد)

المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية خالد الشريف أكد أن المصالحة باتت مستحيلة مع السيسي- عربي21
المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية خالد الشريف أكد أن المصالحة باتت مستحيلة مع السيسي- عربي21

* الإمارات تلعب دورا خبيثا في إشعال الفتنة بين مصر وتركيا.. والسيسي يجيد المكايدات السياسية

 

* تركيا أقرب للمصريين من اليونان وقبرص لأننا نتحد معها في التاريخ والدين والأهداف والمصالح المشتركة

 

* "السيسي" بكثرة جرائمه أصبح من المستحيل المصالحة معه أو مع نظامه ويجب محاكمته أولا

 

* الحل السياسي يكون بين كافة القوى الضامنة لأمن واستقرار مصر وبين مؤسسات الدولة بعد استبعاد السيسي

 

* نحن أمام فاشية سياسة تنتقم من الجميع وتُعلن الحرب على الفقراء.. ومصر أصبحت دولة "فاشلة"

 

* السيسي لا يعنيه أي شيء سوى التربع على عرش الحكم مدى الحياة لكنه إلى زوال والشعب أبقى منه

 

* عداء السيسي لثورة يناير واضح تماما لأنه كان جزءا لا يتجزأ من المؤامرة عليها

 

* سبب عدم استقرار مصر هو انقلاب السيسي الآثم وليس الثورة التي استعادت الوجه المضيء لبلادنا

 

* "الكلمة" باتت جريمة في عهد السيسي لأنها تهدد عرشه ولذلك يلاحق كل صاحب رأي في الداخل أو الخارج

 

* السيسي جعل الجيش في مرمى غضب الجماهير.. وندواته التثقيفية "شو إعلامي"

 

* الإعدامات الأخيرة انتقام سياسي ورسائل إرهاب للشعب المصري.. ومنظومة العدالة انهارت تماما

 
قال المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، إن "الإمارات تلعب دورا خبيثا في إشعال الفتنة بين مصر وتركيا"، داعيا إلى ضرورة العمل والاتحاد مع تركيا التي أكد أنها "أقرب للمصريين من اليونان وقبرص، لأننا نتحد معها في التاريخ، والدين، والأهداف، والمصالح المشتركة".

وأضاف "الشريف"، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أنه مع "كثرة جرائم السيسي أصبح من المستحيل المصالحة معه أو مع نظامه، بل يجب محاكمته على تفريطه في سيادة وحقوق الدولة المصرية"، مؤكدا أن "الكثيرين داخل أروقة الحكم يقولون إن السيسي جعل الجيش في مرمى غضب الجماهير، ما يضر بسمعة الجيش المصري".

 


وشدّد المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية على أنهم "أمام فاشية سياسة تنتقم من الجميع، وتُعلن الحرب على الفقراء؛ فالسيسي لا يعنيه أي شيء سوى التربع على عرش الحكم مدى الحياة"، منوها إلى أن "الحل السياسي ينبغي أن يكون بين كافة القوى الضامنة لأمن واستقرار مصر، ومؤسسات الدولة، بعد استبعاد السيسي من المشهد".

وتاليا نص المقابلة مع "ضيف عربي21":

 

كيف تنظر للإعدامات الأخيرة؟ وما هي رسائلها؟


تلك الإعدامات لم تأت من فراغ، وإنما جاءت على خلفية الاحتجاجات التي جرت في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، التي أعلنت الغضب والرفض لقرارات وسياسات السيسي المتعنتة والمتعجرفة ضد الفقراء، والتي أدت لإفشال وتقزيم مصر كي تعيش في أزمات متعددة.

والإعدامات تأتي كرسائل إرهاب للشعب المصري، فضلا عن أنها مُخالفة للقانون والدستور، لأن من تم إعدامهم أكثر من 15 معتقلا في ليلة واحدة، لم تتوافر لهم أي محاكمات عادلة على الإطلاق، وهي عبارة عن انتقام سياسي. ولذلك نؤكد أن منظومة العدالة في مصر انهارت تماما بعد 3 تموز/ يوليو 2013، وكل المحاكمات التي نشهدها هي محاكمات جائرة وظالمة في حق الشعب المصري وفي حق هؤلاء الشباب، ويكفي أن نردد ما قاله ترامب لمحاميه: "إن السيسي قاتل قذر".

 


السيسي أكد مُجددا رفضه القاطع للمصالحة مع قوى المعارضة التي اتهمها بالتخريب والتدمير.. فكيف ترون رفض السيسي المتكرر للمصالحة رغم أن الدستور وبيان 3 تموز/ يوليو ينصان عليها؟


السيسي يُعبّر عن إفلاس سياسي، ويُعبّر عن أزمة داخل نظامه، خاصة أنه لم ترد أي دعوات للمصالحة خلال الفترة الأخيرة، والسيسي يحاول أن يصنع عدوا وخصما له، كي يداري على أزماته وإخفاقاته ويجعل منه شماعة. والسيسي تجب محاكمته قبل المصالحة فلا توجد لديه أي إرادة للمصالحة.

وأنا كنت من أكثر الذين يدعون للحل السياسي في بداية الأزمة، ولكن بعد فترة وجيزة اتضح للجميع أن السيسي يُعقّد المشهد من أجل عدم وجود أي حل سياسي. والسيسي بكثرة جرائمه أصبح من المستحيل المصالحة معه أو مع نظامه، بل تجب محاكمته على تفريطه في السيادة المصرية على سيناء، وتفريطه في تيران وصنافير وفي الحقوق المائية والتاريخية، وتدهور الحالة الاقتصادية، وانقلابه على الثوابت المصرية، كل هذا يجعل المصريين، وليس المعارضة فقط، يطالبون بمحاكمة السيسي على جرائمه حتى لو كان في قبره.

والسيسي يريد أن يُصدّر أزماته من خلال ندواته التثقيفية بالجيش، والتي هي أقرب للشو الإعلامي فقط، بهدف محاولة استعراض عضلاته ويخفي أزماته المتلاحقة سواء في سيناء التي أصبحت ساحة من الخراب أو الأزمة الاقتصادية الراهنة ثم يأتي حديثه عقب احتجاجات خرجت من النجوع والقرى تطالب بالتغيير وبرحيل السيسي، بل تهتف: "السيسي عدو الله".

وبالتالي فإن هذه الكلمات التي يطلقها السيسي تُعبّر عن أزمة يعيشها، خاصة أن هناك الكثيرين يقولون داخل أروقة الحكم إن السيسي جعل الجيش في مرمى غضب الجماهير، ما يضر بسمعة الجيش المصري، بينما هم يريدون أن يغير السيسي قراراته ويصلح سياساته، ومن ضمن الإصلاح المصالحة مع خصومه، خاصة أن هناك فاشية سياسية تسود المشهد.

بالأمس القريب توفي القطب والمفكر اليساري المعروف بعد اعتقاله لأسابيع بلا ذنب ولا جريمة، وهو أمر يتكرر مع الكثيرين من المعارضين والخصوم السياسيين. إذن نحن أمام فاشية سياسية تنتقم من الجميع، فالسيسي لا ينتقم من الإخوان فقط، بل من كل الشعب المصري، بل ويعلن الحرب على الفقراء من خلال ما يسمى بقانون مخالفة البناء، فالسيسي لا يعنيه أي شيء سوى التربع على عرش الحكم مدى الحياة.

 


 

لماذا ترى أنه من المستحيل المصالحة مع السيسي؟

 

لا يمكن لأي مصالحة أن تنجح في عهد السيسي، لأنه هو الذي صنع الأزمة، وهو الذي أدار انقلابا عسكريا على رئيس منتخب، وحطم حلم الجماهير في العيش والحرية والكرامة الإنسانية، ومَن صنع الأزمة لا يمكن أن يكون جزءا من الحل.

وأنا أعتقد أن الحل السياسي يكون بين كافة القوى الضامنة لأمن واستقرار مصر، ومؤسسات الدولة المتمثلة في الجيش والقضاء والشرطة، بما فيهم جماعة الإخوان وباقي قوى المعارضة، ينبغي أن يجلسوا معا على مائدة الحوار لحل الأمة بعد استبعاد السيسي من المشهد، ولاستعادة المسار الديمقراطي لابد من احترام إرادة الجماهير، وكي يحكم الشعب نفسه بنفسه عبر صندوق الانتخابات الحر، وليس عبر السطو على كراسي السلطة. وأعتقد اليوم اعتقادا جازما أن السيسي لا يمكن أبدا أن يكون طرفا في حل الأزمة، بل هو الجزء الأصيل في صنع الأزمة.

البعض يقول إنه إذا ما حدث تغيير فسيكون من داخل النظام وليس من خارجه.. ما تعقيبكم؟

 

نحن نعتقد أن الشرفاء لا يُعدمون في مصر. في كل موقع ومؤسسة هناك شرفاء وطنيون، رغم أن عصابة السيسي هي التي تطفو على المشهد السياسي، لكن بلا شك هناك وطنيون موجودون في كل موقع بالبلاد، ولا بد أن تصبح إرادة التغيير عند كافة أفراد الشعب المصري القادرين على إزالة هذه الغمة ورفع هذا الظلم.. خاصة أن مصر أصبحت دولة فاشلة بعد أن كانت رائدة في المنطقة، ولابد من تغيير هذه الأوضاع، ولابد من تكاتف الجميع لإعادة المسار الديمقراطي ببلادنا، وإعادة الوجه الحقيقي لمصر الذي شوّهه السيسي.

الكاتب والروائي المصري عز الدين شكري فشير قال إن هناك تطابقا بين رؤية النظام والمعارضة؛ فكلاهما يتهم الآخر بالخيانة والتربح، لكن لو تبدلت المواقع، فلن يكون هناك فارق في أداء أي منهما.. ما تعقيبكم؟


هذا حديث ظالم، ولا يمكن أبدا المساواة بين الجلاد الطاغية والضحية، وبين مَن جاء بانتخاب حر وفاز باستحقاقات انتخابية ثم جاء السيسي ليهدم هذه التجربة الديمقراطية. فمصر لديها أبناء قاموا بثورة ويمتلكون الرؤية والحلول السياسية ورواد في كل موقع.   

ماذا لو سقط نظام السيسي غدا.. هل المعارضة جاهزة؟


المعارضة جزء من الشعب، وليس بالضرورة أن تحكم مصر المليئة بالكثير من الشرفاء والكوادر، ولدينا رواد في كل مجال، وقادرون على قيادة بلادهم، ولن نعدم الشرفاء ونثق في قدرات الشعب المصري الذي يستطيع هزيمة هذا الظلم والاستبداد.

وإذا كانت المعارضة أصابها كثير من الوهن والضعف فهذا لا يعني ضعف إرادة الشعب المصري. وسوف نصنع النصر إذا ما استعدنا الهمة وشحذنا قوتنا من أجل رسم لوحة جميلة لمصر مرة أخرى.

والمعارضة تعارض السيسي ليس من أجل الحكم، ولكن من أجل أن تعود ثورة يناير وتحقق أهدافها؛ فالسيسي قطع أمل المصريين في العيش والحرية، وكل ما نريده رفع الغمة عن المصريين، واستعادة العدل للجميع، وإنقاذ الدولة التي تنهار.    

أيهما أضعف من الآخر.. النظام أم المعارضة؟


النظام أقوى من المعارضة، وهذا شيء طبيعي، لأن معه الجيش والشرطة والقضاء، وهو الذي ينتقم من المعارضة ويلاحقها ليل نهار. بينما المعارضة ضعيفة لا تملك سوى منابر إعلامية تنشر الوعي، وبالتالي فبمنطق القوة المادية، النظام أقوى من المعارضة، لكن بمنطق الحق فإن المعارضة تملك أسباب المعارضة والحق الذي سينتصر في نهاية المطاف.

دعوت سابقا قوى المعارضة للمشتركة في الانتخابات البرلمانية.. فهل لا تزال تنادي بتلك الدعوة أم إنها لم تعد مُجدية بعد التطورات الأخيرة؟


أنا أدعو دائما بتنوع المقاومة السياسية ووجود رؤية، ولا بد للمعارضة أن تقاوم هذا النظام الفاشي الذي ينتقم من الجميع، ويجب العمل على إنقاذ مصر من الضياع، وينبغي أن تكون هناك خيارات متعددة لدى المعارضة، وليس الثورة فقط، وإنما عبر مقاومة سياسية، ونحن على يقين أن مصر تعيش حالة من الانفجار يمكن أن تنفجر في أيّة لحظة، نتيجة لسياسة القمع والقتل للفقراء؛ فهناك قتل معنوي لأكثر من 50 مليون مصري يقتلهم السيسي بقرارات طائشة وهدم منازلهم.

والسيسي منذ اليوم الأول أراد عزل الثوار والمعارضة عن الشعب المصري، ونحن نريد كسر حاجز العزلة بالنزول للمواطنين عبر وسائل وخيارات متعددة منها خوض الانتخابات المختلفة ليس بغرض الفوز فقط، بل الاحتكاك بالجماهير، وهذه رؤيتي، ومن لديه رؤى أخرى نحن نحيّيه عليها، وربما تكون الانتخابات نوعا من الديكور، إلا أننا لا نريد الانتخابات في حد ذاتها، ولا نريد مقاعد البرلمان في حد ذاتها، بل كسر حالة العزلة والاحتكاك بالجماهير.

كيف تنظر لهجوم السيسي المتكرر على ثورة يناير وادعائه بأنها السبب في حالة عدم الاستقرار وأنها أدت لتوقف بعض المشروعات؟


عداء السيسي لثورة يناير واضح تماما بعد انقلابه العسكري؛ فقد كان جزءا لا يتجزأ من المؤامرة على الثورة، واستهداف وقتل الرئيس مرسي لم يكن استهدافا أو قتلا لشخصه، بل كان قتلا لأنه كان رمزا لهذه الثورة، وهو كان يستهدف الثورة من خلال هذا الانقلاب، وهو كذاب أشر. فسبب عدم استقرار مصر ودخولها في أزمات هو انقلابه الآثم، فالثورة المصرية ظلت في ميدان التحرير 18 يوما دون حدوث أي سرقات أو حادثة واحدة من أي نوع، بل إن الثورة استعادت الوجه المضيء لبلادنا، أما مصر بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 فليست تماما كما كانت مصر في عهد الثورة، ولا مصر التي كانت حتى في عهد مبارك أو السادات، وهي الآن تعيش أزمة خانقة جدا في عهد السيسي بسبب انقلابه الآثم.  

الكويت قامت مُجددا بتسليم مصر 3 معارضين دعوا للتظاهر ضد السيسي.. كيف استقبلت هذه الخطوة؟


السيسي يلاحق كل صاحب رأي في الداخل أو الخارج، والكلمة في عهده باتت جريمة، لأن الكلمة هي التي تهدد عرش السيسي.

السيسي صادق مؤخرا على اتفاق تعيين المنطقة الاقتصادية في شرق البحر المتوسط، الموقع بين مصر واليونان.. كيف تنظرون لهذا الاتفاق وانعكاساته على العلاقات المصرية- التركية؟


للأسف الشديد السيسي يجيد المكايدات السياسية، والقرار المصري اليوم ليس مستقلا؛ فالإمارات تلعب دورا خبيثا في إشعال الفتنة بين مصر وتركيا، اللتين هما جناحا العالم الإسلامي، ولا يمكن أن يعادي كل منهما الآخر، وإذا اتحدت تركيا ومصر فإنهما يستطيعان امتلاك زمام الأمور في الشرق الأوسط ولن يصبح هناك مكان للأعداء، ولكن هناك مَن ينفثون النار ويشعلون الفتن من أجل أن يظل الضعف هو سيد الموقف سواء في مصر أو تركيا.

ويجب أن ندرك أن تركيا جزء من العالم الإسلامي، بل هي رأس العالم الإسلامي، ويجب العمل والاتحاد معها، ومعظم الخبراء والسياسيين المصريين يقولون إن تركيا في موقع قوي ويجب الاتحاد معها. وتركيا أقرب لنا من اليونان وقبرص، لأننا نتحد معها في التاريخ، والدين، والأهداف، والمصالح المشتركة.

ما فرص حدوث "التغيير المأمول" في مصر؟


نأمل أن يكون التغيير اليوم قبل الغد، ومن الضروري أن نتحرك ونتحد ونعمل، ولا نفقد الأمل الذي هو موجود في نفوس كل المصريين. وبلادنا تعيش في أزمة وغمة سوف تُزال قريبا، والسيسي إلى زوال والشعب أبقى من حكامه، والمستقبل لهؤلاء الشباب الذين صنعوا الأمل في يناير والذين هم قادرون على أن يصنعوا من ظلمة الليل فجرا، ومن الاستبداد حرية، وكما أنهم صنعوه في ميدان التحرير فسوف يصنعونه في كل ميادين مصر، وندعو الله أن يكون ذلك قريبا.

 

التعليقات (0)

خبر عاجل