صحافة إسرائيلية

دبلوماسي إسرائيلي: ننتظر الأسوأ في ظل التفكك المتقدم للأحزاب

قال الدبلوماسي الإسرائيلي إن حزب "أزرق أبيض" هو دليل سريري على انهيار جميع الأحزاب- جيتي
قال الدبلوماسي الإسرائيلي إن حزب "أزرق أبيض" هو دليل سريري على انهيار جميع الأحزاب- جيتي

حذر دبلوماسي إسرائيلي من خطورة الأوضاع التي تمر بها مختلف الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في انتخابات الكنيست القريبة القادمة، ما يشي بأن "إسرائيل" تنتظر الأسوأ.


وأكد السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "إسرائيل تشهد اليوم تفككها المتقدم، من اليمين واليسار"، منبها إلى أن "ما يميز غالبية القوائم الجديدة للأحزاب، غياب كل أساس أيديولوجي أو برامجي، بكونها في الأساس أطرا للدفع قدما بمصالح شخصية، أو بالاستفزاز ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".


وتابع: "من ناحية فكرية وتنظيمية، اليسار غير موجود، والمعسكر الديني- الوطني يأخذ شكلا ويتخلى عن آخر، حسب الطموحات الشخصية للنشطاء الرئيسيين فيه، وهو يراوح بين الضياع والجنون، علما بأن الأحزاب الدينية ليست أحزابا حقيقية، وبالتأكيد ليست ديمقراطية، بل هي فروع تابعة لحاخامات".


أما "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، "غير معروف، هل هو حزب أو ضيعة خاصة لصاحب البيت المستبد، التي تستخدم بالأساس كملجأ لمن لا يملكون بيتا سياسيا، ولبقايا الهجرة الروسية، الذين لم يندمجوا بعد في المجتمع الإسرائيلي"، بحسب قول شوفال.

 

اقرأ أيضا: هكذا تبدو خارطة أحزاب الاحتلال عشية الانتخابات


حزب "أزرق أبيض"، "هل تذكرونه؟ هو دليل سريري على انهيار جميع الأحزاب، وأما غياب "تيلم" برئاسة الجنرال موشيه يعلون، كان الوتر الأخير".


ونبه إلى أن "القوائم الجديدة التي نمت بضجة كبيرة آخذة في التبخر بصوت ضعيف، وحتى لو اتحدت فإن صفر+ صفر ما زال يساوي صفرا، وحتى في الليكود توجد طفرات، هذه هي الموضة اليوم".


وقال: "كانت هناك في الأحزاب تغييرات تعهدت بإجراء تغييرات سياسية واقتصادية في إسرائيل والعالم، ولكن يوجد أيضا سؤال: هل طريقها تعكس بصورة صحيحة نوايا من أسسها؟ فأي حزب وسط – يمين له مواقف في مواضيع الخارجية والأمن، وحوكمة وليبرالية في مسائل اقتصادية واجتماعية؟".


مراكز قوة


وأشار إلى أن "حركة الليكود سجلت على مدى سنوات، إنجازات مثيرة في المجال السياسي والأمني والاقتصادي، ولكن يجب عليها فحص نفسها باستمرار، سواء من ناحية ملاءمتها مع المسائل التي ستتحدى إسرائيل في السنوات القريبة القادمة، أو بخصوص عدد من مميزاتها الداخلية، في حين لا يوجد فيها تقريبا أي نشاط فكري".


ورأى السفير أن "طريقة الانتخابات التمهيدية للكنيست تخلق مراكز قوة غير مناسبة وظواهر فساد، ونتيجة لذلك، أحيانا يأتي إلى الكنيست عدد قليل من المنتخبين الجديرين بتسلم وظائف تنفيذية في الحكومة، أو أن يشكلوا دعامة ثابتة لرئيس الحكومة، ومن غير الواضح إذا كان انسحاب جدعون ساعر سيضر بدرجة كبيرة بالليكود".


وأشار إلى أن "الاستطلاعات المتملقة لا يوجد لها أهمية كبيرة، فعندما تم تأسيس حركة "تيلم" في حينه، برئاسة موشيه ديان، تنبأت الاستطلاعات لها بـ 24 مقعدا، وانتهت بمقعدين، وفي هذه الأثناء يبدو أن قائمة ساعر تتموضع كحزب محايد على يمين الليكود، مع ذلك، فإن انسحاب ساعر وزئيف ألكين وعدة شخصيات معروفة أقل من الليكود، دليل آخر على أن انهيار الأحزاب، هو من نصيب كل النظام السياسي في إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: نتنياهو يستميل الناخبين العرب.. كيف يجرؤ على ذلك؟


وذكر أنه "يوجد للسياسة الإسرائيلية خصائص فريدة مرتبطة بالموضوع الفلسطيني والسياسي، أكثر مما هي مرتبطة بالمواضيع الاجتماعية أو الاقتصادية، ولكن مثلما في دول غربية أخرى، توجد إسرائيل السياسة الآن في حالة دفاع أمام موجة شعبوية".


أزمة مستمرة


وبين أن "للشعبوية مظاهر مختلفة، لكن العلامات المميزة المشتركة لها هي التوجه إلى "الشعب"، كما يبدو، تجاوز الديمقراطية التمثيلية والبلاغة التي تضع الشعب في مواجهة مع النخب، وإحدى نتائج ذلك هي أن شعارات الشعبوية تنخفض بشكل عام إلى العامل المشترك الأكثر انخفاضا، حيث يوجد شعبوية يمينية وشعبوية يسارية".


وتابع: "في السنوات الأخيرة انتشرت في أوروبا وفي جنوب أمريكا وفي الولايات المتحدة، في فترة ولاية دونالد ترامب، وهي بالأساس ذات توجهات يمينية، ولكن الآن الشعبوية اليسارية ترفع رأسها، لاسيما في أمريكا، عند صعود قوة "اليسار التقدمي" في الحزب الديمقراطي، بما في ذلك ظواهر إعادة كتابة التاريخ وتوجهات لكم الأفواه في وسائل الإعلام وفي الثقافة".


ونبه إلى أنه "في إسرائيل الشعبوية في اليمين تم التعبير عنها بكراهية النخب والمثقفين، وبالهجوم على النظام القضائي والتدخل في الثقافة، والشعبوية اليسارية هنا تم التعبير عنها بهجمات غير منضبطة في عدد من وسائل الإعلام على الديمقراطية ومنتخبيها وعلى رئيس الحكومة نتنياهو، وبتجاهل قيود كورونا في المظاهرات في بلفور (مقر رئاسة الحكومة)".


ولفت شوفال إلى أن "الشعبوية هي العدو الواضح للديمقراطية، وفي إسرائيل يبدو أن النظرة للجنرالات كمخلصين وصلت الآن إلى نهايتها، حيث تبين أن الإطار العسكري الهرمي ليس دائما يعطي المؤهلات المطلوبة للسياسي، وليس صدفة أنه في كل العالم تقريبا، دخول جنرالات لقيادة القومية انتهى بخيبة أمل".


وأكد السفير أن "أزمة الحكم المستمرة في إسرائيل، وهي تنبع من تراكم عدة عوامل، منها طريقة الانتخابات التي لا تسمح ببلورة أغلبية برلمانية ثابتة، وخرق مبدأ فصل السلطات عن طريق النظام القضائي".


وزعم أن الجمهور اليهودي الإسرائيلي، "محصن من ظواهر غير ناضجة مثل التطلع للحكم الديكتاتوري، ولكن أزمة سياسية مستمرة يرافقها انهيار الأحزاب، يمكن أن تغير ذلك إلى الأسوأ".

التعليقات (0)