مدونات

مزرعة الحيوانات

أدهم حسانين
أدهم حسانين
كتب الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أوريل روايته الرائعة "مزرعة الحيوانات" في النصف الأول من القرن الماضي؛ عن مجموعة حيوانات تقوم بانقلاب ضد مستر جونز مالك المزرعة، ولم يكن يعلم أنها ستتحول إلى حقيقة بعد ما يقرب من 70 عاما على يد نابليون.. أقصد السيسي.

عندما تقرأ الرواية تشعر بأنك رأيت هذه الأحداث من قبل، وكأن السيسي قد تحول إلى نابليون الخنزير المستبد الذي انقلب مع شعب المزرعة على مالك المزرعة مستر جونز، ورويدا رويدا بدا التخلص من رفاقه حتى استبد وأصيب بالتخمة وحتى أصبح لا يستطيع فتح عينيه.

وكأن نابليون واستخدامه للإعلام الشعبي دليل السيسي عن كيفية استخدم الآلة الإعلامية بنجاح، وكيف تقلب الحقائق مثل إعلاميي الانقلاب وأبواقه وهم كثر، كالباز أفندي وموسى والديهي وأديب وغيرهم.. وغيّر شعارات ونشيد الثورة الى شعارات وأناشيد تمجد الرفيق الزعيم السيسي.. أقصد نابليون الخنزير.

وعندما تبحر في فصول الرواية العشرة تجد أن السيسي (نابليون) قد استخدم نفس الاستراتيجيات مع من خالفه على طول الخط، وأعلن عن أحكام الإعدام لبعض أفراد مجتمع المزرعة بتهم واهية مختلفة.

وتجد بين سطور الرواية أن هناك وعودا دائما لا تنفذ (وغدا تملكون المزرعة وتكون مثالا يحتذي به)، وكأنك سمعت هذا من قبل في عالم البشر. كما تجد دائما أن المشاريع والتي نادى بها نابليون (السيسي) نادرا ما تحدث، ولو حدثت وبنفس المنطق تجد استراحة المتقاعدين المفروض أنها مرعى لهم يتم استبدالها بزراعة الشعير لصنع الجعة للطبقة الحاكمة. تجد في عالم البشر من قال إني سوف أغني الفقير، وفي الحقيقة هو يبني القصور والاستراحات له ولحاشيته، وعندما يسأل يقول لك نعم سوف أبني القصور ليس لي إنما للمزرعة، أقصد لمصر.

وعلى مدار سبع سنوات وهي عمر الانقلاب في مصر تجد الشعب لديه ذاكرة الأسماك، لا يلبث يسمع وعدا ما إلا وتجد ما يخالفه بعد فترة ولا يتذكره الشعب، وكذلك الشعارات التي تم رفعها تم التنصل منها كما تم تغيير الوصايا السبع للمزرعة بما يلائم مصلحة إدارة المزرعة من مجموعة الخنازير التي تأتمر بأمر الزعيم نابليون وسط دهشة شعب المزرعة، واستخدام الإقصاء لكل من يفكر، عبر الإعدام أو تسليمه للجزارين، كما أعدم السيسي شباب ورجال هم أطهر ما أنجبت مصر.

واستخدم نابليون أيضا القوة في قمع الاحتجاجات عبر إنشاء وزارة الداخلية من بعض الكلاب المدربة على الفتك بمن يعترض من الرافضين لحكم العسكر والنار والحديد من أحرار شعب مصر بكل أطيافهم السياسية والإعلامية والحقوقية.
وأهم ما في الرواية هو استخدام السلطة الطاغية التي توحشت أكثر من عهد البشر، ممثلة في مستر جونز، واستخدام كبش الفداء لكل إخفاق ممثل في أهل الشر. كما استخدم السيسي بالضبط "شماعة الإخوان، استخدم نابليون ستوبول ليتحمل كل جرائم نابليون؛ من هدم الطاحونة وبيع المحاصيل بأرقام تخالف الحقيقة، كما هي أرقام التقارير الاقتصادية بالإنجازات وتحقيق الأرباح الوهمية.

ففي دول الموز والمزرعة ومن يحكمها أمثال نابليون الخنزير والسيسي دائما يستخدمون سياسة التقشف لكي تمتلئ بطونهم بخيرات البلاد وحقوق العباد، فتجد خطاب "قفوا بجوار بلدكم" أقصد المزرعة، فيتم اقتصاص حصص شعب المزرعة من الغذاء بحجة أن الخنازير التي تدير المزرعة في حاجة إلى أفضل المحاصيل لكي يحافظوا على سلامة عقولهم للتفكير في مصلحة شعب مصر.. أقصد المزرعة.

ستجد دائما كل الحكومات العسكرية المستبدة في بداية أيامها تدغدغ أحلام شعوبها بالأحلام والاستقرار وارتفاع الأجور وتحسين المعيشة، وتنتهي الأحلام بواقع مرير مليء بالفقر والجهل وانحطاط المجتمع، كما كان وعد نابليون الخنزير ببناء الطاحونة لإنارة حظائر الدجاج وتدفئة الإسطبلات وإنشاء صنابير المياه الساخنة عند تشغيل الطاحونة، وفي النهاية أنشئت لطحن الغلال والحبوب.

وكما قال المناضل الأمريكي مالكوم إكس (مالك شباك): إذا لم تكن على استعداد للموت في سبيل الحرية، فعليك أن تشطبها من قاموسك.
التعليقات (2)
عادل الشريف
السبت، 20-02-2021 11:52 ص
فتح الله عليكم ولكم وبكم ، قياس رائع ، وياريت تدخل بنفس الأدوات على 1984
مكي
السبت، 20-02-2021 04:17 ص
أصبت كبد الحقيقة