اقتصاد عربي

تقرير يستعرض أسباب تدهور الجنيه السوداني (شاهد)

رغم اطلاع الحكومة على هذه الجوانب، وتجريمها السوق السوداء، إلا أنها فشلت حتى الآن في اتخاذ خطوات عملية- جيتي
رغم اطلاع الحكومة على هذه الجوانب، وتجريمها السوق السوداء، إلا أنها فشلت حتى الآن في اتخاذ خطوات عملية- جيتي

شهد الجنيه السوداني في الآونة الأخيرة تدهورا كبيرا، إذ بلغ سعر صرفه في السوق السوداء رقما قياسيا، تجاوز الرقم الرسمي بأكثر من سبعة أضعاف، إلى حين الإعلان عن "التعويم الجزئي"، الأحد، وسط تساؤلات عن أسباب ذلك المشهد.

 

وتعيش البلاد بالفعل أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، فبعد أن شهدت حربا طويلة مع الجنوب، تمكنت جوبا من انتزاع الانفصال عام 2011، مستأثرة بأكبر حقول النفط، ما أفقد الخرطوم 80 بالمئة من إيراداتها من النقد الأجنبي.

 

لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد بحسب تقرير نشرته منصة "سودان بلس"، فقد انهارت صادرات البلاد من الماشية خلال 2020 من مستواها السنوي، عند سبعة ملايين رأس، إلى حدود مليونين و300 ألف رأس.

 

ورغم مقدرات البلاد الزراعية الكبيرة، فإن هذا القطاع تضرر كذلك بفعل عدة عوامل، وانعكست أزمة النقد والتضخم عليه سلبا أيضا، ما تسبب في غلاء فاحش.

 

ويشير التقرير إلى أن أهم أسباب تدهور العملة يكمن في وجود سوق سوداء كبيرة للمضاربة بها، والتي تتحكم بسعر الصرف وتغيره على مزاجها خلال اليوم الواحد، وسط شح في النقد الأجنبي بالمصارف.

 

اقرأ أيضا: لماذا خفض بنك السودان المركزي قيمة الجنيه 582 بالمئة؟

 

ووسط التباين الهائل بين السعر الرسمي والسوق السوداء، فقد باتت تجارة العملة تجذب المزيد والمزيد من السودانيين، ما يعمق الأزمة.

ورغم اطلاع الحكومة على هذه الجوانب، وتجريمها السوق السوداء، إلا أنها فشلت حتى الآن في اتخاذ خطوات عملية.

 

 

التعويم حلا؟

 

ويدور الحديث عن تعويم العملة لحل الأزمة، وهو ما يدفع نحوه صندوق النقد الدولي، لكن خبراء اقتصاديين أكدوا عدم جاهزية البلاد لقرار كهذا، وسط مطالبات بإصلاحات وطنية شاملة وعميقة، تشمل مكافحة السوق الموازية وضبط عجز الموازنة والميزان التجاري والمؤسسات المالية وتحقيق شفافية كاملة واستقرار سياسي لتشجيع الاستثمار الأجنبي. 

 

تجدر الإشارة إلى أن الخرطوم أقدمت على "تعويم جزئي" للجنيه، إذ أعلن بنك السودان المركزي، الأحد، عن توحيد سعر الصرف الرسمي مقابل الدولار وسعر السوق السوداء.

ورغم أن البنك المركزي لم يحدد سعر الصرف الرسمي الجديد، فإن عددا من المصارف التجارية أعلنت السعر الاسترشادي للدولار بـ 37 جنيها للبيع فيما حددت أسعار الشراء بـ 37 جنيها سودانيا، من سعر الصرف الرسمي السابق البالغ 55 جنيها، وهو ما يعني خفض قيمة العملة السودانية بنحو 582 بالمئة مقابل العملة الأمريكية في يوم واحد.

التعليقات (0)