صحافة دولية

الغارديان: اتهامات لجامعة "كامبريدج" بتبييض سمعة الإمارات

جامعة كامبريدج تعد من أغنى الجامعات البريطانية- جيتي
جامعة كامبريدج تعد من أغنى الجامعات البريطانية- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته سالي ويل، قالت فيه إنها اطلعت على وثيقة داخلية حول تعاون محتمل بين جامعة كامبريدج ودولة الإمارات، وسط مخاوف على سمعة الجامعة بتعاونها مع دولة ذات سجل معروف في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

ويرى ناشطو حقوق الإنسان، أن الإمارات تضع يدها بيد الشيطان.

 

وتقول الوثيقة التي اطلعت عليها الصحيفة، إن التعاون مع الإمارات سيجعل الجامعة التي تعد من أثرى الجامعات البريطانية، "تتجاوز التحديات التي تواجهها نتيجة أزمة كوفيد-19، وبريكسيت، اللذين قيدا مناخ التمويل" لمؤسسات التعليم العالي. 


وتشير إلى أن الإمارات تعهدت بتقديم 312 مليون جنيه، وهو أكبر تبرع تحصل عليه الجامعة، بالإضافة إلى التزام الإمارات بدفع 90 مليون جنيه أخرى كرواتب للموظفين.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر ترجمة كاملة لتقرير "لوبي الإمارات" ببريطانيا

ولم يصادق مجلس الجامعة على الاتفاقية بعد. ولو تمت الموافقة على "معهد الاختراع الإمارات-كامبريدج"، الذي سيبدأ كمؤسسة افتراضية، ويتحول تدريجيا إلى وجود حقيقي في الإمارات بفريق من الموظفين و"بماركة مشتركة إماراتية-كامبريدج"، وسيتم التركيز في المبادرة على عدة مجالات منها التعليم والفن الإسلامي والثقافة والهندسة والاختراع بالتحديد البحث في بدائل للوقود الأحفوري. 


وتضيف الصحيفة أن الإمارات ظلت مركز القلق العالمي لسجلها في انتهاكات حقوق الإنسان. وقبل ثلاثة أعوام سجنت وحكمت على الباحث البريطاني ماثيو هيجز بالسجن، بعدما اتهمته بالتجسس لصالح بريطانيا.


وتقدم هيجز بدعوى قضائية ضد مسؤولين إماراتيين بارزين، اتهمهم بالتواطؤ في سجنه وتعذيبه.

 

وتعترف وثائق جامعة كامبريدج بالضرر الذي قد يطال سمعتها من خلال التعاون.

 

وتشير أيضا إلى "فجوة قيمية" وقلق حول "الحرية الأكاديمية واستقلالية المؤسسة" و"إمكانية تحمل عبء شراكة كبيرة على الجامعة وإمكانية انحراف المهمة". 


ويقال إن المشروع يحظى بدعم كامل من نائب رئيس الجامعة البروفيسور ستيفن توب.


وجاء في الوثيقة أيضا: "نعي وبشكل كامل معاملة الإمارات الأخيرة للباحثين والزوار البريطانيين والتي تعكس وبشكل كبير سياقا ثقافيا وقانونيا مختلفا، والتي قد لا تكون مألوفة لموظفينا وطلابنا. وسنضع دعما كافيا للتأكد من أنهم جاهزون قبل بدء العمل في الإمارات".


ولدى عدد من الجامعات البريطانية فروع في الإمارات، مثل جامعة "سيتي" و"لندن بزنس سكول" وجامعة بيرمنغهام و"ميدل سيكس" و "هيريوت – وات"، لكن حجم التعاون مع جامعة كامبريدج التي تعد من أثرى وأكثر الجامعات شهرة في العالم سيكون بمثابة انقلاب للدولة الخليجية التي تريد استخدام "القوة الناعمة" لتحسين سمعتها على المستوى الدولي.


وبموجب التعاون، فستعمل جامعة كامبريدج مع "مؤسسات تعليمية وحكومية عدة، وأشكال أخرى من التعاون في الإمارات"، وتشرك الجامعة في مستويات عدة من اقتصادها ومجتمعها.

 

وبحسب الوثيقة، فإنه سيذهب التمويل إلى عملية إنشاء مناصب جديدة منها للمحاضرين الموهوبين و24 منصبا لأبحاث ما بعد الدكتوراه و24 زمالة دكتوراه، وأخرى تتعلق بالإدارة.

 

وأعلنت الجامعة يوم الأربعاء عن شراكة استراتيجية مع الإمارات، ولكن بدون تقديم تفاصيل.

 

وقالت إن "التعاون مصمم لتطوير حلول إبداعية تساعد على التحول من الوقود الأحفوري، والتطوير المستمر للتعليم والتعلم بكفاءة عالية والتقدم المستمر نحو الانسجام الاجتماعي عبر دراسة الفنون والثقافة وتطوير التنافس في البحث الدولي والتعليم والتجارة".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: عقارات حاكم دبي في بريطانيا أكثر من الملكة (صور)
 

وعندما سئل عن الوثيقة الداخلية، قال متحدث باسم الجامعة: "هذه محادثات تتعلق بإمكانيات الشراكة ولم يتم التوصل بعد إلى تفاصيل نهائية".

 

وقال نيكولاس ماكغيهان، الباحث في حقوق الإنسان، المتخصص في شؤون الخليج: "هذه صفقة مع الشيطان والتي يجب أن تثير قلق كليات كامبريدج وطلابها والطلاب السابقين والأكاديميين البريطانيين بشكل عام. والإمارات هي دولة لاليبرالية ولا تتسامح أبدا مع حرية التعبير والتفكير النقدي وتتعامل مع نقادها بطريقة شرسة عبر التعذيب والاختفاء القسري".

 

ويعمل ماكيغهان منسقا لمشاريع "فير سكوير" لحقوق الإنسان، وقال إن كامبريدج تتخلى عن بعض سمعتها من اجل تلميع سمعة الإمارات و"لكن الأكاديميين الذين يتعاملون مع التعليم كعمل تجاري يرون أن هذا يستحق الثمن". 

 

وقالت جو غرادي، السكرتيرة العامة لاتحاد "يونيفرستي كوليج": "هذه حالة واضحة عن دولة ديكتاتورية غنية تستخدم ثروتها لتبييض سمعتها، وسيكون من العار لو تم استخدام كامبريدج بهذه الطريقة"، و"هي من أغنى المؤسسات التعليمية في بريطانيا، وهي ليست بحاجة لهذا المال. وقام أعضاء يونيفرستي كوليج بإظهار مخاوفهم على حقوق المثليين في الإمارات، وهذه الصفقة إشكالية في ضوء الدعوى القضائية التي تقدم بها الأكاديمي ماثيو هيجز حول سجنه وتعذيبه".

التعليقات (0)