صحافة دولية

صحيفة: هجوم طالبان ينذر بتحول حتمي في أفغانستان

يعتقد بعض المحللين أنه سيأتي وقت تنهار فيه قوات كابول وتسيطر طالبان قريبا على كل أفغانستان أو معظم البلاد- جيتي
يعتقد بعض المحللين أنه سيأتي وقت تنهار فيه قوات كابول وتسيطر طالبان قريبا على كل أفغانستان أو معظم البلاد- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مواصلة حركة طالبان هجومها الذي تسعى من خلاله إلى استعادة مساحات شاسعة من الأراضي بينما تتمركز عناصرها حول المدن الكبرى، وذلك تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أحدث هجوم لطالبان وقع يوم الأربعاء عندما دخلت ميليشياتها عاصمة ولاية في شمال غرب أفغانستان وأطلقت سراح سجناء ثم غادرت بعد فترة وجيزة من اندلاع اشتباكات مع القوات الحكومية.

يبدو أن معالم مستقبل أفغانستان مظلمة وغير واضحة. لن تتراجع طالبان ولن تتوقف هجماتها في المستقبل القريب، في الوقت الذي تم سحب 90 بالمئة من القوات الأمريكية من البلاد بالفعل وفقا لمتحدث باسم البنتاغون، وهو ما ينذر بإمكانية عودة البلاد إلى ما كانت عليه قبل التدخل العسكري.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل الوحيد للبلاد يكمن في توصّل طالبان والولايات المتحدة إلى اتفاق أساسي، وهو أمر صعب المنال. ينبغي أن تكون المفاوضات المتقطعة التي أجراها الطرفان في قطر خلال الأشهر الأخيرة الإطار المناسب لهذا التفاهم، لكن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن وضع نموذج للأولويات يدافع عن الحد الأدنى من مصالح الغرب.

على أرض الواقع، شهدت عاصمة إقليم بادغيس، قلعة ناو، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة حيث كانت تنتشر حتى وقت قريب القوات الإسبانية، دخول مقاتلي طالبان، وفي الساعات التالية نشأ ارتباك كبير. فقد أظهرت بعض مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ترحيب السكان المحليين بوصول مقاتلي طالبان، وتم الإعلان عن سيطرة الميليشيات على المدينة بأكملها - وهو أمر لم تتمكن مصادر مستقلة من التحقق منه. وفي مواجهة هذا الوضع، شنّ الجيش الأفغاني ظهر الأربعاء هجوما جويا مضادا أدى، حسب كابول، إلى تراجع طالبان.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم على قلعة ناو هو آخر مرحلة من العديد من الهجمات التي شنتها طالبان منذ أيار/ مايو، بعد إصدار جو بايدن تعليمات ببدء إجلاء القوات الأمريكية من البلاد التي من المقرر أن تنتهي في 31 آب/ أغسطس، بعد ما يقرب من 20 سنة من الحرب التي تعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.

خلال ما يزيد قليلا عن شهرين، سيطرت طالبان على 150 مقاطعة على الأقل من بين 400 مقاطعة في أفغانستان وسيطرت على أكثر من نصف البلاد. في هذا السياق، أكد ممثل طالبان في موسكو يوم الجمعة أن المسلحين يسيطرون بالفعل على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية، بما في ذلك المعابر الحدودية مع دول أخرى.

 

اقرأ أيضا: هل يستطيع الجيش الأفغاني مواجهة طالبان؟

وأوردت الصحيفة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قطر السنة الماضية ينص على أن طالبان لن تهاجم عواصم المقاطعات أثناء عملية إجلاء القوات الأمريكية. ولكن يوم الثلاثاء هاجم مقاتلو طالبان، قبل يوم من اقتحام قلعة ناو، قافلة للجيش بالقرب من المدينة مما تسبب في سقوط عدد غير محدد من القتلى تجاوز 60، فضلا عن أسر العديد من الجنود.

هناك العديد من المدن الشمالية، بعضها يكتسي أهمية كبيرة سواء من حيث عدد السكان أو موقعها الاستراتيجي، محاصرة من قبل طالبان. ويشير كل شيء إلى أنها قد تقع في أيديهم في وقت قصير إذا تلقوا تعليمات بذلك، خاصة أن سيطرة طالبان على المناطق الريفية المحيطة لا يمكن إنكارها.

وما زاد الأمور تعقيدًا، إعلان عدد متزايد من الجنود الأفغان استسلامهم لطالبان في الأسابيع الأخيرة، مع تسليم ترسانات من الأسلحة التي باتت بحوزة الميليشيات الآن، مما سيسهل بلا شك تقدمهم على جبهات مختلفة. يساهم استسلام الجنود أو فرارهم في إضعاف معنويات قوات كابول وجميع السكان المناهضين لطالبان. وفي الأسبوع الماضي، لم يتمكن أكثر من ألف جندي من مواجهة طالبان وفروا إلى طاجيكستان المجاورة، تاركين وراءهم الأسلحة والمعدات.

يعتقد بعض المحللين أنه سيأتي وقت تنهار فيه قوات كابول وتسيطر طالبان قريبا على كل أفغانستان أو معظم البلاد، لتعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل الغزو الأمريكي. وفي الوقت الحالي، تتمثل استراتيجية الحكومة في حماية المدن الكبرى والسماح لطالبان باحتلال المناطق الريفية، ولكن بمجرد اكتمال انسحاب الأمريكيين، ستعتمد القوات الحكومية فقط على قواتها الخاصة.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن كابول تصر على أن الخسائر الأخيرة في المناطق الريفية لا تغير خططها، وتبرر ذلك بأنها ستستعيد قريبا تلك المناطق وأنه كان من الضروري نقل بعض مواقع الجيش إلى مناطق أكثر أمانا، وهي حجج بالتأكيد لا تطمئن العديد من الأفغان.


التعليقات (0)