سياسة عربية

ما دلالات تصديق السيسي على تقليص مدة خدمة قادة الجيش؟

مصر  السيسي  الجيش  فيسبوك (الرئاسة المصرية)
مصر السيسي الجيش فيسبوك (الرئاسة المصرية)

واصل رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، إحكام قبضته على المؤسسة العسكرية من خلال حزمة من التشريعات البرلمانية والحكومية امتدت من منتصف عام 2013 بعد الانقلاب العسكري وحتى اليوم، متجاوزا بذلك صلاحيات جميع الرؤساء السابقين.

ونشرت الجريدة الرسمية، الخميس الماضي، تصديق السيسي، على قانون جديد برقم 134 لسنة 2021 يتضمن إدخال تعديلات في ثلاثة قوانين تتعلق بالقوات المسلحة.

كان أبرز تلك التعديلات تقليص مدة بقاء رئيس أركان حرب وقادة الأفرع ومساعدي وزير الدفاع في مناصبهم إلى سنتين بدلًا من أربع سنوات ما لم يقرر الرئيس مد خدمتهم بها.

 

وأضيف إلى التعديلات نص يتضمن آلية استحداث قوات عسكرية جديدة أو تعديل القوات الحالية وذلك بقرار من رئيس الجمهورية بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وكان البرلمان وافق الأسبوع الماضي على مشروع قانون قدمته الحكومة لتعديل ثلاثة قوانين هي: القانون رقم 232 في شأن شروط الخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة، والقانون رقم 4 بشأن القيادة والسيطرة على شؤون الدفاع عن الدولة وعلى القوات المسلحة، وقانون خدمة ضباط الشرف وضباط الصف والجنود بالقوات المسلحة الصادر بالقانون رقم 123.

واستحدثت التعديلات نصا يمنح السيسي سلطة تقرير مكافأة شهرية لأصحاب الأنواط والميداليات المنصوص عليها في القانون، أو زيادة المكافأة الشهرية لهم بما لا يتجاوز العشرة آلاف جنيه شهريا. (الدولار يساوي 15.75 جنيه).

وتقرر تقليص مدد انقضاء العقوبات التأديبية الموقعة على الضباط في حالتي الإحالة للتقاعد والاستغناء عن الخدمة مع الحرمان من الرتبة ليتم محو آثار العقوبة الأولى بعد أربع سنوات فقط من صدورها بدلا من ثماني سنوات في القانون الجديد، وبعد ست سنوات فقط من تاريخ تنفيذ العقوبة الثانية بدلا من 12 سنة.

سياسة العصا والجزرة

عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق أسامة سليمان، قال إن "السيسي يدرك تماما خطورة القوات المسلحة على استمرار نظام حكمه مع الفشل المتتالي في ملفات كثيرة تتعلق بالأمن القومي المصري، ويدرك أنه الجهة التي يمكن أن تشكل له تهديدا مباشرا".

وقال سليمان لـ"عربي21": "هو يسعى للتعامل مع القوات المسلحة بسياسة العصا والجزرة، هو الذي يمنع ويمنح، وتقليص مدة القادة في مناصبهم مقصود لذاته حتى لا يتيح لهم فرصة الإمساك بزمام الأمور إلا برضاه هو شخصيا وبموافقة منه، ويمد لكل من يتأكد من ولائه، وترسيخ مفهوم أن المزيد من الولاء يعني المزيد من المزايا".

وأضاف أن "كل هذه التعديلات تأتي على حساب الولاء للقوات المسلحة والوطن، وسياسة السيسي معروفة في تقديم مبدأ الموالاة على مبدأ الكفاءة الذي هو أساس الارتقاء في سلم الجيش، ولا يمل أيضا من إصدار القوانين والتعديلات التي تصب في صالح بقائه في الحكم وسيطرته على الجيش".

رسائل السيسي للجيش

من جهته؛ قال الخبير العسكري عادل الشريف، إن "التعديلات الأخيرة؛ هي رسالة للعموم أنه مكتمل السيطرة على الجيش ولا يتهيب منه، ولو كان العكس فإنه كان ليزيد المدة ولا ينقصها، ولظن الناس أن هناك قلاقل ولوبيات ينبغي عليه أن يسترضيها وينافقها".

وأضاف لـ"عربي21": "السيسي يفعل العكس الذي يلجم الجميع، إضافة إلى الرسالة الخاصة لقادة الجيش أنهم تحت الضرس ليزدادوا انصياعا له.. الرسالة الأخيرة أنه يفسح مكانا لآخرين يتعلقون بأمل الصعود إلى هذه المناصب ويتمتعون بمميزاتها".

ولكنه أشار إلى أن "هناك ميزة وحيدة إيجابية وهي أن الجيش وحدة واحدة ليس مؤهلا للتقسيم الفئوي أو الطائفي، ووحدته تؤهله أيضا للانسياق في الاتجاهات الوطنية الإيجابية بسهولة ويسر إذا انقلبت الأوضاع من غير تباينات تذكر"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "هذا لا يعني أن الآراء المعارضة لتوجهات السيسي منعدمة حاليا فهناك فئات داخل الجيش غير راضية عن أداء المؤسسة تحت قيادة هذا الرجل".

 
التعليقات (3)
محمد غازى
الإثنين، 19-07-2021 09:08 م
ثبت من كل ما تقدم، أن السيسى لا يثق بأحد من ضباطه وخصوصا ذوى الرتب العاليه المحيطين به! رغم أنه منحهم إمتيازات كبيرة فى الراتب والفلل وغيرها، ورغم ذلك لاينام الليل ودائما يفكر أن فلان سيقوم بإنقلاب ضده. على كل، لكل ظالم نهاية، ونهاية السيسى إقتربت بإذن الله. باع جزيرتين للسعودية حتى يصبح خليج العقبة دوليا وتمر به إسرائيل وقتما شاءت! باع مياه النيل لأثيوبيا وإسرائيل، حتى تعطش مصر والمصريين، ويصبح كل همهم ألمياه وليس الحاكم الظالم المتربع على عرش مصر المحروسة! ماذا فعل شعب مصر الطيب ، حتى يبتليه الله بمثل هذا الحاكم القزم ليقوم بما يقوم به ضد الشعب ألطيب، شعب مصر ألعظيمة، شعب عبدالناصر أشرف رئيس حكم مصر.
إلى التسريح
الإثنين، 19-07-2021 04:38 م
فى قراءة سريعة لما بين سطور القرارات الأخيرة المتعلقة بتقليص مدد خدمة قادة الجيش المصرى ، و كذلك مدد العقوبات الموقعة على ضباطه حال إحالتهم للتقاعد أو الاستغناء عنهم ؛ يتبين أن تلك القرارات تستهدف بالأساس إمتصاص مشاعر السخط و التذمر بين الضباط من ذوى الرتب الصغيرة الذين يتطلعون إلى الترقى سريعا فى سلك العسكرية ، و التمتع بالامتيازات المادية و الأدبية للقادة الكبار ؛ حتى و إن كان ذلك على حساب المدد الإجمالية لخدماتهم بالجيش قبل إحالتهم للتقاعد ! فكان قرار السيسى بتسريع تدوير تلك المناصب على أكبر عدد من ضباط الجيش ، و تشجيعهم على التقاعد مقابل رواتب تقاعدية مميزة هو الحل الأمثل فى تلك المرحلة بعد مضى نحو 8 سنوات على وقوع الانقلاب ضد حكم الإخوان ، و الإنفاق العسكرى الهائل الذى صاحبه من أجل تثبيت حكم العسكر فى السلطة ، و قبول أعداد كبيرة من الأفراد فى صفوف الجيش طوال تلك المدة ! و تعد تلك القرارات بداية لتسريح تدريجى لأعداد كبيرة من الضباط العاملين داخل الجيش ، ليشغلوا مواقعا جديدة فى المجتمع المدنى على غرار الإدارات المحلية بالقرى ، و قطاعات البناء و التشييد ، و التجارتين الداخلية و الخارجية ! و بطبيعة الحال فإن تلك القرارات التنظيمية تأتى بإيعاز من واشنطن الراعى الرئيسى للمؤسسة العسكرية المصرية منذ توقيع إتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979 م ، و ذلك من أجل تقليص تدريجى للقوة العاملة بالجيش خلال السنوات القادمة ، و ذلك تحت وطأة انكماش الاقتصاد العالمى ، و تراجع قدرات الممولين الخليجيين على مواصلة تمويل الجيش المصرى العامل بحجم أفراده الحالى !
كريم ...
الإثنين، 19-07-2021 11:21 ص
بعد ان باع السيسي مقدرات مصر الان يريد ان يدمر قدرات الجيش المصري... والشعب المصري نائم .... على الشعب المصري ان يعرف من يحكمه ؟؟ من هو السيسي ؟؟؟ ومن الذي دعمه بالقوة ليكون رئيسا لمصر وهو لايستحق هذا المقام اصلا ؟؟؟