سياسة عربية

توتر أمني بعدن إثر معارك بين قبليين وقوات مدعومة إماراتيا

مقتل أحد أفراد قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا وإصابة 6 آخرين- جيتي
مقتل أحد أفراد قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا وإصابة 6 آخرين- جيتي

يسود التوتر العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبا، بعد اشتباكات مسلحة دارت، الخميس، بين مقاتلين قبليين وقوات ما تسمى "الحزام الأمني"، المدعومة من دولة الإمارات.

وقال مصدر محلي إن معارك اندلعت بين قوة من الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي، ومقاتلين قبليين في مديرية دار سعد، شمالي عدن.

وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن التوتر سيد الموقف في المديرية، بين مقاتلين من قبائل الصبيحة (أكبر وأقوى القبائل في لحج، جنوبا)، وقوات الحزام الأمني -شكلتها وسلحتها أبوظبي- عقب منع الأخيرة من مداهمة منازل عسكريين وأفراد بالمقاومة الشعبية موالين للحكومة المعترف بها في مديرية دار سعد، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين.

وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت، الخميس، في دار سعد بعدن، عن مقتل أحد أفراد قوات الحزام وإصابة 6 آخرين.

ومنذ أشهر، تشن قوات الحزام الانفصالية حملة مداهمات واختطافات لعسكريين في لواء النقل التابع للجيش اليمني وقيادات في المقاومة التي تقاتل الحوثيين في جبهات الساحل الغربي في محافظتي تعز والحديدة الساحليتين غربي اليمن.

وأشار المصدر المحلي إلى أن الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي، كثفت منذ أسابيع حملات المداهمة والاعتقالات لمنازل وجنود وضباط في لواء النقل ومقاومة الساحل.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عدد المختطفين من العسكريين وعناصر المقاومة لدى الحزام التابع للانتقالي بلغ نحو 30 مختطفا، مؤكدا أن من هرب من الضباط ومقاتلي المقاومة يتم اعتقال أحد أقاربه، وآخرهم اعتقال مستشار وزير التربية والتعليم، بدلا عن شقيقه الذي فر من الاختطاف، بعد اقتحام منزله في المديرية ذاتها.

ففي أيار/ مايو الماضي، تم اختطاف النقيب مازن الوصابي من جوار منزله في مديرية دار سعد، من قبل مليشيات الانتقالي، بشكل تعسفي، ودون أي أوامر قضائية.

وفي 7 آذار/ مارس الماضي، قامت قوة بقيادة صالح السيد باختطاف رئيس عمليات لواء النقل، العقيد نزيه العزيبي، من أمام منزله بمديرية دار سعد، شمالي العاصمة عدن، وفقا لبلاغات صادرة عن قيادة اللواء الرئاسي.

وتعيش العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، انقساما شعبيا حادا، وموجة غضب واسعة، بعدما تحولت إلى ساحة مفتوحة للفوضى والعبث، تنتشر فيها المليشيات المسلحة، ويغيب عنها أي مظهر من مظاهر الدولة.

ويوم الأحد الفائت، كشف قائد لواء النقل، أحد ألوية الحرس الرئاسي، العميد أمجد خالد، عن إحراق منزله في مديرية دار سعد، شمالي عدن، من قبل مليشيات الحزام الأمني بقيادة مصلح الذرحاني، قائد شرطة المديرية.

فيما ذكر المصدر المحلي أنه تم، الخميس، إحراق منزل أحد الجنود الحكوميين، بعد أن اعتدت القوة الانفصالية على النساء والأطفال في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن، التي تعيش فوضى أمنية وحملات قمع وتنكيل للموالين للحكومة الشرعية.

وأوضح المصدر اليمني أن قوة يقودها أبو وسام اليافعي، كانت قد قامت قبل أكثر من أٍسبوع باعتقال خمسة من أبناء قبائل الصبيحة في مديرية دار سعد، شمالي عدن، ونقلهم إلى سجون معسكر اللواء الخامس في محافظة لحج المحاذية لعدن من جهة الشمال.

ولم يستبعد المصدر تجدد المواجهات بين المقاتلين القبليين والقوات التابعة للانتقالي، بعد تهديد قائد شرطة مدينة لحج السابق، صالح السيد، بالتحرك بقوات من اللواء الخامس (حزام أمني) لاقتحام منازل واعتقال شبان من قبائل الصبيحة، إن لم يسلموهم طواعية.

فيما رد المقاتلون القبليون على تهديدات القيادي بالانتقالي "السيد"، بتهديده باقتحام مقر شرطة دار سعد بعدن، ونقل المواجهات إلى معسكره في لحج، المجاورة لها، وفق ما ذكره المصدر.

ومنذ أشهر، تتصدر قبائل الصبيحة مواجهة قوات المجلس الانتقالي الانفصالي، حيث لا يكاد يهدأ توتر بينهما حتى ينشب آخر.

ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، على عدن، منذ انقلابه المسلح في آب/ أغسطس 2019، ورغم توقيعه اتفاقا سياسيا عامي 2019 و2020 مع الحكومة اليمنية برعاية سعودية، إلا أنه يرفض استكمال تنفيذ بقية البنود المتعلقة بالملفين الأمني والعسكري، اللذين وردا في الاتفاق.

 

التعليقات (0)