ملفات وتقارير

هل ساهم تغيّر المناخ في انتصارات طالبان؟

يعاني ثلث الأفغان اليوم من مستويات "أزمة" أو "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف- جيتي
يعاني ثلث الأفغان اليوم من مستويات "أزمة" أو "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف- جيتي

عزا تقرير لشبكة "سي.بي.إس نيوز" الأمريكية أحد أسباب انتصارات طالبان إلى تغير المناخ.

وقالت الشبكة إن حركة طالبان استفادت من تغير المناخ دون أن تدري.

وقال التقرير إن المناطق الريفية في أفغانستان تعرضت خلال العقود الثلاثة الماضية لفيضانات وجفاف دمرت المحاصيل وتركت الناس يعانون من الجوع.


وتشكل الزراعة بين 20 و40% من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان، وفقًا للبنك الدولي. لكن تغير المناخ جعل الزراعة صعبة بشكل متزايد.

ووفق التقرير فإن المزارعين الأفغان يكافحون للحفاظ على المحاصيل المنتجة والماشية، وعندما لا يتمكنون من الزراعة بشكل مربح فإنهم يضطرون إلى اقتراض الأموال من أجل البقاء، وعندما لا يستطيعون سداد القروض للمقرضين، فإنها غالبًا ما تتدخل طالبان لتوجيه اللوم والاستياء لحكومة كابول.

وبحسب التقرير فإن لدى الحركة من الوسائل للدفع للمقاتلين من 5 إلى 10 دولارات في اليوم أكثر مما يستطيعون كسبه من الزراعة.

في الشمال الجبلي، ذابت الثلوج والأنهار الجليدية بسرعة أكبر وفي وقت أبكر من أي وقت مضى، وفي بعض الأحيان غمرت الحقول وأنظمة الري، ولكنها أدت أيضًا إلى جفاف مرتبط بالذوبان الثلجي في الشتاء. وفي الجنوب والغرب، شهدت بعض المناطق زيادة في أحداث هطول الأمطار الغزيرة بنسبة 10 إلى 25 % على مدار الثلاثين عامًا الماضية. وغالبًا ما تُترك هذه المناطق مترنحة، دون مساعدة كافية من الحكومة السابقة.

ويعاني ثلث الأفغان اليوم من مستويات "أزمة" أو "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف، وهو خطر يحتمل أن يكون أكثر تهديدًا من الجفاف التاريخي في 2018 الذي خلف آلاف القتلى.

ويقول التقرير إن طالبان لم تستخدم المزارعين والمجتمعات الريفية لتحصين صفوفها فقط، ولكن أيضًا للمساعدة في تمويل جهودهم من خلال فرض ضرائب على المزارعين في أراضيهم. إضافة إلى أنهم سيطروا على تجارة الخشخاش المربحة للغاية في أفغانستان.

ويزعم التقرير أن طالبان جنت المليارات من تجارة المخدرات، كما أن الخشخاش يحتاج إلى مياه أقل من المحاصيل الأخرى، ما يوفر وسائل أكثر استقرارًا للمجتمعات الزراعية التي تكافح.

التعليقات (0)