ملفات وتقارير

ما هي رسائل روسيا بقصفها عفرين.. ولمن؟

الغارات الروسية هي الأولى من نوعها على المنطقة منذ عام 2018- الأناضول
الغارات الروسية هي الأولى من نوعها على المنطقة منذ عام 2018- الأناضول
تفاوتت التقديرات والقراءات للرسائل التي أرادت روسيا إيصالها من خلال الغارات بالصواريخ الفراغية على معسكرات لـ"الجيش الوطني السوري" في منطقة عمليات "غصن الزيتون" في عفرين شمال غربي حلب، للمرة الأولى منذ العام 2018.

ووفق مصادر "الجيش الوطني" استهدفت الغارات الثلاثاء معسكراً لتدريب قوات المهام الخاصة في "فيلق الشام" التابع لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، حيث اقتصرت الأضرار على الآليات والعتاد والبناء.

وقال الباحث في مركز "جسور للدراسات"، فراس فحام، إن هذا الهجوم يحمل أهمية خاصة باعتباره الهجوم الأول الذي يستهدف منطقة عفرين منذ سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي عليها في عملية "غصن الزيتون" عام 2019.

وأضاف لـ"عربي21" أنه من المعلوم أنّ الشرطة العسكرية الروسية انسحبت من المنطقة قبيل دخول المعارضة السورية والجيش التركي إليها، في إطار تفاهم تركي روسي بقيت بموجبه القوات الروسية بعيدة عن أيِ تصعيد أو رسائل متبادلة.

روسيا لن تذعن للضغط التركي

ووفق فحام، فإنها تأتي الضربات بالتزامن مع استمرار الضربات التركية الجوية والمدفعية على مواقع تتبع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" تقع ضمن النفوذ الروسي، حيث تنفذ تركيا منذ منتصف آب/ أغسطس2021 سلسلة من الاغتيالات عن طريق الطائرات المسيرة، أدت إلى مقتل ثلاثة قادة ميدانيين من" قسد" بالقرب من تل تمر وعين العرب، بالإضافة إلى ضربات مدفعية مكثفة تتركز على منبج وعين عيسى، مؤكداً "أن تلك الهجمات غير منسقة مع الجانب الروسي".

وأضاف أن تركيا تسعى من خلال تحركاتها العسكرية إلى الضغط من أجل دفع موسكو للوفاء بتعهداتها التي قطعتها في قمة "سوتشي" آواخر عام 2019، مستدركاً: "لكن الرد الروسي في عفرين جاء بمثابة جواب مفاده أن موسكو تمتلك أوراق ضغط مؤثِّرة على الجانب التركي، ولن تذعن للضغط الميداني الذي عادة ما تستخدمه روسيا أيضا في إدلب".

وفي السياق ذاته، قال نائب المسؤول السياسي في "لواء السلام" التابع لـ"الجيش الوطني"، هشام سكيف، إن عفرين تشهد منذ شهور هجمات من جانب "قسد" على المناطق الآهلة بالمدنيين، ويأتي القصف الروسي ليضاف إلى الهجمات، ويؤكد أنها كانت تتم بالتنسيق مع روسيا.

روسيا تريد افتتاح المعابر

وفي حديثه لـ"عربي21"، وضع سكيف، القصف في إطار الضغط الروسي المتواصل على "الجيش الوطني" وتركيا، وقال إن "روسيا غير راضية عن القصف على قسد".

وحسب المسؤول السياسي في "الجيش الوطني"، فإن ثمة رسالة أخرى من وراء القصف، حيث تريد روسيا افتتاح المعابر مع الشمال السوري، لإنقاذ حليفها نظام الأسد من الانهيار الاقتصادي، منهيا بقوله: "لا أحد بمأمن من الإجرام الروسي".

درعا

وإلى جانب الرد الروسي على التصعيد التركي ضد "قسد"، يرى الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أن روسيا أرادت إيصال رسائل للمعارضة، ولـ"الجيش الوطني"، الذي أعلن في وقت سابق عن استهداف مواقع عسكرية في محيط إدلب تضامنا مع درعا التي تشهد تصعيداً من جانب قوات النظام.

وقال لـ"عربي21" إن التصعيد في الشمال السوري لا يصب في مصلحة روسيا التي تريد الانتهاء من ملف الجنوب السوري.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، استهدفت طائرات روسية معسكراً لـ"فيلق الشام" بغارات جوية أدت إلى مقتل نحو ثمانين عنصراً في منطقة "جبل الدويلة" شمال إدلب، لكنّ هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها موقعاً عسكرياً في عفرين.
التعليقات (1)
مراقب من بعيد
الأربعاء، 01-09-2021 05:39 م
لا اعرف لمادا لا يلتجؤ الشعب السوري الى حرب التحرير{حرب عصابات{ ضد الروس والنظام وهو يرى النتائج الباهرة التي توصل اليها الافغان وقبلهم الجزائر وكوبا وفيتنام لمادامواجهة جيش مدعوم من عدة انظمة وعصابات ويتوفر على الطيران والنتائج كارثية توكلوا على الله وغيروا الطريقة والله المستعان