سياسة عربية

جاب الله: وفاة الداعية السعودي موسى القرني كانت قتلا بطيئا

جاب الله: حديث الدكتور موسى القرني في السياسة كله حملات على الظلم والطغيان الجاثم على صدر الأمة- (الأناضول)
جاب الله: حديث الدكتور موسى القرني في السياسة كله حملات على الظلم والطغيان الجاثم على صدر الأمة- (الأناضول)

رأى رئيس حزب "جبهة العدالة والتنمية" في الجزائر الشيخ عبد الله جاب الله، أن وفاة الداعية السعودي الدكتور موسى القرني في السجون السعودية الأسبوع الماضي، كان "قتلا بطيئا نفذته السلطات السعودية ضده".

ودعا جاب الله إلى كتابة وترجمة وشرح الدور الكبير الذي لعبه العالم الأصولي والأديب الفقيه السعودي الدكتور موسى القرني في ظهور الصحوة الاسلامية في المملكة وجهوده المتميزة في نصرة قضايا الأمة وبخاصة الجهاد الفلسطيني والأفغاني دعما له وترشيدا لمساراته.

جاء ذلك في نص نشره الشيخ عبد الله جاب الله في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رثاء للدكتور موسى القرني.

وأعرب جاب الله عن أمله في أن يوضح المتصدون لهذه الدراسة للناس مواطن الأسوة بالدكتور موسى القرني رحمه الله، خصوصا في تمسكه بدينه وثباته على الحق وجرأته في نصرة المظلومين وصبره على ما لحقه من أذى النظام السعودي وظلمه.

وقال جاب الله: "إنّ وفاة الأخ الفاضل العالم الأصولي والأديب الفقيه الدكتور موسى القرني مصيبة عامة يشارك في الحزن عليها كل من عرفه أو سمع به من المسلمين في السعودية وغيرها من بلاد المسلمين والعالم".

واتهم جاب الله النظام السعودي بقتل الدكتور موسى القرني وقال: "ما يزيد في ثقل الفاجعة وتمكنها من النفوس ما تعرض له رحمة الله عليه من ظلم متعدد ومتنوع بدأ بالملاحقات الأمنية والمنع من تقديم الدروس في المساجد، ثم انتقل إلى الفصل من التدريس في الجامعة بعد حرب الخليج الأولى، وانتهى بسجنه ظلما وعدوانا في بداية شباط (فبراير) 2007 حتى وافته المنية في زنزانة انفرادية محروما من الدواء وغيره من أنواع الرعاية الصحية. فصار موته قتلا بطيئا من النظام السعودي".

وأضاف: "إن وفاة الأخ العالم د/ موسى القرني قد ترك في نفوسنا ألما وامتعاضا من ظلم الحكام للعلماء والدعاة، وترك فينا حزنا وأسى على عالم وداعية مات في الزنزانة غريبا مظلوما ولأهله وإخوانه وسائر أبناء وطنه الذين حرموا لعدة سنوات من علمه ووعيه وثراء تجاربه ورشادة عقله ورجاحة رأيه رحمه الله تعالى".

وعن خصال الدكتور القرني قال جاب الله: "إن الأخ والصديق العالم الأصولي والداعية الرباني أخ أعتز بأخوته وعالم أعترف بعلمه وقوة حجته ونصاعة بيانه، وداعية ومجاهد أعترف له بجهاده وصدق بلائه في سبيل فلسطين وأفغانستان والعراق والجزائر وسائر قضايا المسلمين في العالم، فقد وقف لسانه ومواهبه على نصرتها وجعل من بيته مقرا يأوي إليه المبتلون، ومنتدى يلتقي فيه العلماء والقادة والسياسيون وطلبة العلم وسائر المهتمين بأمر الدعوة وأحوال المسلمين، يتدارسون أوضاع أمتهم وأحوال العلماء والدعاة وسائر العاملين لنصرة هذا الدين ورفع الظلم والواقع عليه وعلى حقوق أمتهم".

وأضاف: "كان رحمه الله حريصا على دعوتي إلى بيته ودعوة أعداد من العلماء والدعاة وطلبة العلم كلما زرت المدينة المنورة للتحاور حول واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم، وكثيرا ما كان يُخصص لقاءات ضيقة مع عدد من العلماء العاملين ليكون الحديث أعمق والنقاش أدق، وأشهد أن الرجل رحمة الله عليه كان عالما أصوليا فقيها شاعرا وأديبا، وكان سياسيا وداعية قوي الحجة ناصع البيان".

وأضاف: "لذا كان حديثه إذا تحدث عن الإسلام تجلية لحقائقه في نصوع بيان وقوة حجة، وكان حديثه إذا تحدث في شؤون المسلمين في العالم الإسلامي حديث العارف بأوضاعهم المطلع على أحوالهم المكتوي بنيران ما يتعرض له بعضهم من ظلم حكامهم، وكأنه واحد منهم أو المسؤول عنهم".

وزاد: "كان حديثه إذا تحدث في السياسة كله حملات على الظلم والطغيان الجاثم على صدر الأمة، وبيانا لمساوئه ومكائده ومسؤولية أصحابه على ما حلّ بالأمة من سوء أحوال في جوانب حياتها المختلفة، وكان حديثه عن السياسيين والقادة حديث المحايد الحر الذي لا يتحيز لفريق دون آخر ولا يرضى لنفسه ومقامه أن يكون بوق دعاية لطرف دون آخر، فهو عالم وداعية يزن الرجال بأعمالهم ويزن الجماعات والأحزاب بوضوح مبادئها وقوة برامجها وعدالة مواقفها وصدق علاقاتها"، على حد تعبيره.

 



وأعلنت حسابات سعودية، الأسبوع الماضي عن وفاة الداعية موسى القرني في السجن، بعد اعتقال دام 14 عاما.

والقرني هو داعية وأكاديمي يحمل درجة الدكتوراه في أصول الفقه، وعمل في التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعميدا لشؤون الطلبة في ذات الجامعة.

كما أنه عمل مدرسا في جامعة ببيشاور الباكستانية، وكان مديرا للأكاديمية الإسلامية للعلوم والتقنية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي في بيشاور أيضا.

بعد إحالته إلى التقاعد بقرار ملكي، عمل في المحاماة والاستشارات الشرعية، وكان له ديوانية سبتية (اجتماع كل سبت) في منزله، للتحدث عن الإصلاح الداخلي.

 

إقرأ أيضا: وفاة الداعية السعودي موسى القرني.. معتقل منذ 14 عاما


التعليقات (1)
احمد
الثلاثاء، 19-10-2021 03:17 م
ويل لسلمان و ابنه عندما يكون خصيمهم يوم العرض الشيخ القرني