سياسة عربية

تفاصيل تفاهمات بين الجيش اليمني بتعز وقوات تدعمها أبوظبي

تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة وضباط ارتباط بين الطرفين- جيتي
تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة وضباط ارتباط بين الطرفين- جيتي

كشف مصدر عسكري مسؤول، الجمعة، عن تفاصيل لقاءات جمعت قيادات عسكرية بالجيش اليمني في محافظة تعز (جنوب غرب) بوفد من القوات التي يقودها نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، طارق صالح المدعومة من دولة الإمارات، المتمركزة في الساحل الغربي من المحافظة ذاتها.

وقال المصدر المسؤول لـ"عربي21" مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه؛ إن النقاشات التي جرت في الأيام القليلة الماضية، بين قيادات في محور تعز العسكري ( أعلى سلطة عسكرية بالمدينة)، ووفد عسكري من قوات طارق صالح، أفضت إلى مصفوفة من التفاهمات بين الطرفين.

وأضاف أن زيارة الوفد العسكري من قوات طارق صالح إلى مدينة تعز، حيث مقر قيادة الجيش الحكومي  فيها، جاءت بعد سلسلة زيارات سابقة متبادلة عبر وسطاء وقيادات صغيرة من الجانبين.

وبحسب المصدر، فإن المحادثات جاءت بهدف تنسيق الجهود بين قوات الجيش الحكومي وقوات طارق صالح نحو العدو المشترك لكليهما وهو"الحوثي"، بدءا ببناء جسور من الثقة المتبادلة، والقيام بخطوات ملموسة تظهر حسن النوايا، بالإضافة إلى مغادرة مربعات التخوين، ووقف الاتهامات المتبادلة من كليهما.

وأشار المصدر العسكري المسؤول إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة وضباط ارتباط بين الطرفين، وأن تعمل القوات التي يقودها طارق محمد عبدالله صالح مع قوات الجيش في تعز كفريق واحد ضد ما وصفه "العدو الحوثي".

وأكد أن هذه الخطوة ستمثل بداية لمسارات أكبر، قادمة من العمل المشترك والدعم والإسناد وتبادل الخبرات بينهما.

 

اقرأ أيضا: ما وراء إعادة توزيع قوات موالية للإمارات بساحل اليمن الغربي؟

كما تم الاتفاق على فتح طريق الكدحة الواصلة مع المديريات الساحلية، وصولا إلى مدينة المخا الاستراتيجية ـ وهو طريق مغلق من جهة الساحل، وهو يربط مدينة تعز (المركز الإداري للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته) بتلك المديريات ـ، ونصب نقطتي تفتيش على الجانبين المسيطر عليهما من طرف، وتسهيل العبور والتنقل أمام المواطنين.

وذكر المصدر أن التفاهمات شملت "عدم إيواء أي مطلوبين أمنيا للسلطات الأمنية بتعز، أو عناصر متورطة بقضايا جنائية في المناطق التي تتمركز فيها قوات نجل شقيق صالح".

ولفت إلى أن الاتفاق تضمن "إطلاق شحنة ذخائر محتجزة تابعة لمحور تعز لدى قوات طارق صالح"، وأن تخضع مديريات الساحل الأربع (الوازعية وموزع وذوباب والمخا) ماليا وإداريا للسلطة المحلية في تعز، بما فيها ميناء المخا الاستراتيجي.

كما أوضح أنه تم الاتفاق على أن في حال كان هناك أي تحرك عسكري ضد الحوثيين في الجبهة الغربية من تعز أن يسير باتجاهين متوازيين الأول: "تحرك القوات المشتركة في الساحل الغربي نحو منطقة البرح، وصولا إلى أطراف المحافظة الشمالية الشرقية".

أما الاتجاه الآخر، فهو من مهام قوات المحور، الذي ستتحرك بمسار مواز للاتجاه السابق لقوات الساحل.

وقال إن محور تعز، تسلم خلال زيارة الوفد العسكري القادم من الساحل الغربي، دعما إسعافيا، ببعض الاحتياجات الملحة والضرورية البسيطة ماديا، فضلا عن أدوات عسكرية أخرى.

وشدد المصدر العسكري المسؤول على أن الجانب العملي والتنفيذ للمصفوفة المتفق عليها، هو الأهم، وهو محك الاختبار لحسن وصدق النوايا، على أن تبقى عملية التواصل والاتصالات بينهما.

وأردف قائلا: أما غير ذلك، سيظهر أن ما جرى عمل دعائي وتسويق وتبييض وشرعنة وتخفيف ضغط لا أقل ولا أكثر، فيما سيعود الجميع لمرحلة ما قبل هذه التفاهمات.

وبين المصدر اليمني أنه من المهم معرفة موقف ودور الأطراف الإقليمية وتحديدا دولة الإمارات ـ تعد الداعم الرئيس لقوات طارق صالح والتشكيلات الأخرى في الساحل ـ مما تم  التفاهم حوله حتى الآن، مؤكدا أن الأيام القادمة، ستظهر  من خلال التفاعل والتنفيذ والأداء والبناء على ما تم، والتقدم أكثر أو العكس.

وحسب المصدر ذاته فإنه رغم السرية التامة التي أحيطت بها زيارة وفد من قيادات القوات التي يقودها طارق صالح للقاء مع قيادة في الجيش بتعز، وتجنب نشر أي معلومات عنها، إلا أنه بعد يومين تقريبا من مغادرة الوفد المدينة، تم نشر تفاصيل حول تلك الزيارة من الطرف الآخر.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أعادت القوات التي يقودها، طارق محمد صالح، تموضعها في مديريتي الوازعية وموزع غربي تعز، بعد إخلاء مواقعها في الأطراف الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر لقوات أخرى موالية للإمارات.

وتنتشر قوات مشتركة أنشأتها حكومة أبوظبي من ألوية العمالقة (تضم في معظمها مقاتلين سلفيين) وقوات طارق صالح وألوية المقاومة التهامية، بالإضافة إلى قوات وزير الدفاع الأسبق، هيثم قاسم طاهر، في المديريات القريبة والمطلة على مضيق باب المندب، مرورا بمدينة المخا الاستراتيجية، وصولا إلى الأطراف الجنوبية من مدينة الحديدة على البحر الأحمر.
 

التعليقات (0)