سياسة عربية

تواصل أزمة "قرداحي".. وقائد جيش لبنان يتوجه لواشنطن

الأزمة احتدت مع إشارة قرداحي أنه لن يستقيل من منصبه- جيتي
الأزمة احتدت مع إشارة قرداحي أنه لن يستقيل من منصبه- جيتي

تتواصل على نحو متسارع التحركات والتصريحات والمواقف، عقب قرار دول خليجية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، في ظل انتقادات حادة ومطالبات بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وتحميله مسؤولية الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها العلاقات مع الخليج، وخاصة الرياض.

 

وفي هذا الصدد ذكر تلفزيون الميادين ومقره بيروت، الاثنين، نقلا عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قوله إنه ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي "بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر" لنزع فتيل أزمة مع السعودية.

وطردت الرياض السفير اللبناني وحظرت جميع الواردات اللبنانية يوم الجمعة، احتجاجا على تعليقات لقرداحي انتقد فيها التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، كما حذت البحرين والكويت حذوها، في حين سحبت الإمارات دبلوماسييها من بيروت، في المقابل نقل تلفزيون الجديد اللبناني عن قرداحي قوله إن استقالته من منصبه غير واردة.

 

إلى ذلك دعا وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إلى تقديم استقالته، وعدم الاكتفاء باستقالة وزير واحد، على اعتبار أن ما جرى "قطع أوصال لبنان مع الخارج، وتحديدا الخليج العربي وحولها إلى مأساة".

وقال ريفي في مقابلة مع صحيفة كويتية، إن "الأحداث التي جرت مع عرب خلدة السنة، ومع أبناء شويا الدروز، ومع أبناء الطيونة وعين الرمانة المسيحيين، تستدعي انتفاضة وطنية جامعة من هذه المكونات على الأقل".

وأضاف: "إننا ذاهبون من سيئ إلى أسوأ ولا ننتظر من الحكومة أي إيجابيات، إذ إنها ورغم قصر عمرها راكمت المشكلات سريعا وبشكل لافت، من صهاريج المحروقات الإيرانية التي أدخلتها بشكل غير شرعي، إلى الهجوم على المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، إلى أحداث الطيونة، من هنا يجب إعادة النظر بوجودها واستقالتها سريعا".

 

السعودية : لا فائدة من لبنان

في الأثناء تواصل العربية السعودية تصعيدها وتصريحاتها بملف الأزمة مع لبنان، حيث أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده توصلت إلى أن التعامل مع لبنان "لم يعد مثمرا أو مفيدا"، في رده على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، في إشارة بارزة إلى أن بوادر حلحلة الأزمة لا تزال بعيدة المنال.

جاء ذلك خلال حوار مع قناة "سي أن بي سي" الأحد، حيث أوضح ابن فرحان أن الأمر أكبر من تصريحات وزير واحد، وذلك في لقاء مع قناة CNBC بثته الأحد.

وأوضح الوزير أنه لا يمكن وصف ما جرى بين السعودية ولبنان بالأزمة، عقب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، بل توصل إلى خلاصة بأن "التعامل مع لبنان وحكومته الحالية لم يعد مثمرا أو مفيدا"، على حد تعبيره.

وأضاف: "مع استمرار سيطرة حزب الله على المشهد السياسي، ومع ما نراه من امتناع مستمر من هذه الحكومة والقادة السياسيين اللبنانيين عامة عن تطبيق الإصلاحات الضرورية، والإجراءات الضرورية لدفع لبنان باتجاه تغيير حقيقي، قررنا أن التواصل لم يعد مثمرا أو مفيدا، ولم يعد في مصلحتنا".

وقال إن "تصريحات الوزير عرض لواقع، واقع أن المشهد السياسي في لبنان ما زال يسيطر عليه حزب الله، وهو جماعة إرهابية، وبالمناسبة تقوم بتسليح ودعم وتدريب مليشيات الحوثيين".

 

 

 

 

زيارة قائد الجيش إلى واشنطن 
إلى ذلك قالت الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان، إن قائد الجيش العماد جوزيف عون، غادر البلاد إلى الولايات المتحدة، تلبية لدعوة من رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، لبحث استمرار دعم الجيش وتطويره في ظل الظروف الاقتصادية.

وأشارت الوكالة إلى أن عون سيعقد لقاءات مع قائد منطقة القيادة الوسطى، وعدد من النواب، وأعضاء مجلس الشيوخ، وأعضاء مراكز دراسات استراتيجية من أصل لبناني، فضلا عن مجموعة الدعم الأمريكية للبنان، ولقاءات أخرى في وزارة الخارجية الأمريكية.

وتأتي زيارة قائد الجيش اللبناني، في خضم الأزمة مع الخليج، على خلفية تصريحات قرداحي التي اعتبر فيها أن ما يقوم به الحوثيون دفاع عن النفس ضد السعودية.

وكان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، قال إن محاولات حل الأزمة مع السعودية فشلت، وتابع: "هناك قساوة من المملكة لا نفهمها"،وأضاف: "المشاكل بين الدول يتم حلها بالحوار، ولم يحصل بيننا حوار".

 

اقرأ أيضا: لبنان يشكر قطر ويشكو "قساوة" السعودية بعد أزمة قرداحي


ونوه بو حبيب إلى أن "الحكومة باقية، وبحسب ما علمت من الرئيسين عون وميقاتي فإن هناك تطمينات دولية لدعمها".

وتابع: "لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب الرياض أو على حساب بيروت، ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار".

وأضاف: "أقول لوزير خارجية السعودية إن حزب الله مكوّن أساسي في لبنان لكنه ليس كل لبنان".

وخلال اليومين الماضيين، أعلنت السعودية والبحرين والكويت عن سحب سفرائها من لبنان، احتجاجا على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول الحرب في اليمن، فيما سحبت الإمارات دبلوماسييها من بيروت، وأمرت مواطنيها هناك بالمغادرة فورا.

وقبل تعيينه وزيرا، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في آب/ أغسطس الماضي وبُثت في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

وشدد "بو حبيب" على "أهمية التواصل والتلاقي مع كافة الأشقاء الخليجيين والعرب، وعلى حرص لبنان على اتخاذ كافة الإجراءات لتخطي هذه الأزمة وإعادة العلاقات إلى طبيعتها الأخوية، بما فيه من مصلحة لأمتنا العربية ولجميع شعوبنا"، وفق البيان.

التعليقات (4)
ناقد لا حاقد الى محمد غازى
الثلاثاء، 02-11-2021 07:52 ص
مرة اخرى تثبت من خلال تعليقاتك غياب الوعي التام عما يحدث فانت تحاول مرارا و تكرارا ان تصف و تصنف حزب الشيطان بانه حزب مقاوم و محارب لاسرائيل و الحقيقة واضحة و اتضحت اكثر ان حرب 2006 كانت من اجل نيل شرعية و مشروعية سلاحه و الثورة السورية عرت و اثبتت ان سياسة حزب الشيطان هي امتداد لاجندة ايران التدميرية في المنطقة و لك امثلة كثيرة في كل بلد وضعت فيها ايران يدها من خلال مرتزقتها من سوريا الى العراق مرورا بلبنان و اليمن ......انت تدعي بانك فلسطيني و تشتكي من ظلم و عمالة السلطة الفلسطينية و لكن هل تعلم كم قتل بشار الوحش و عصاباته مثل عصابات الهالك النافق جبريل في سوريا خاصة في مخيمات اللجوء و الشتات من الفلسطينين ، عن اي مقاومة تتحدث ان كان حزب الشيطان و الحوثيين و الحشد الشعبي و كل مليشيات تتبع ايران قتلت و نكلت بالشعوب و فعلت به ما لم يفعله الكيان الصهيوني ، هل المقاومة تشرع لك ان تذبح شعب اعزل مثل الشعب السوري ، هل المقاومة تشرع لك ان تقيم دولة داخل دولة ، ثم حتى نكون صادقين و عادلين نحن لم و لن ندافع عن سياسات السعودية فدويلة الامارات او المؤامرات هي سبب ازمة اليمن بسبب دعمها للمقبور علي عبد الله صالح و السعودية و معظم دول الخليج مهمتها اخماد اي نار ثورة في الدول العربية من سوريا و اليمن الى تونس مرورا بليبيا و السودان و انتهاءا بالجزائر ، يعني الشعوب العربية تعاني الويلات من مؤامرات غربان الخليج و من دسائس و حقد الفرس و عملائهم في المنطقة من جهة اخرى .
احمد
الإثنين، 01-11-2021 06:23 م
الى محمد غازي ////بل التنسيق الامني بين حزب الله و حركه أمل الشيعيتين و اسرائيل كان قائما مع ظهورهما حين صفت الحركتين حركات المقاومه الفلسطينيه حين اتفقوا مع الكتائب المارونيه في 1976 و الفتره1978 و 1982 بدأوا حرب مفتوحه مع الفلسطينيين بل رحبوا بالاجتياح الاسرائيلي للبنان الذي انهى الوجود الفلسطيني فيه و بعدها سادت لهم البلاد طبعا بتدخل اسرائيلي ( انصحك ىقراءه التاريخ ) و اليوم ينعم شمال اسرائيل بالامان ببركه حزب الله و طبعا حزب الله هو من يساهم في سوريا و العراق ليس بقتل السنه و تدمير مدنهم و انما لتحرير فلسطين لان تحريرها يبدا من بغداد و دمشق ( بالمقلوب ) و بما ان حزب الله هو ايران فان ما فعلته ايران بالعراق دون غيره هو تحقيق للمصالح الاسرائيليه فقتلت 170 طيار عراقي يعتبرون من خيره الطيارين العرب لاكتسابهم خبرات حرب 8 سنوات مع ايران ايضا قتلت ايران بالتعاون مع الموساد في العراق أكثر من 3000 عالم عراقي بمختلف التخصصات النوويه و البيولوجيه و الطبيه و الهندسيه ولن انسى وفاه اشهر طبيب في العالم بجراحه الاعصاب ( لن اذكر اسمه ) حين بقى باحدى ممرات مستشفى اليرموك ببغداد يلفظ انفاسه لاكثر من يومين دون اوكسجين ليس لشئ الا لانه سني !!! ما فعلته ايران و اذرعها و منهم حزب الله لم تفعله اسرائيل بالفلسطينيين خلاصه القول ايران و حزب الله و الحوثي و كل العصابات الشيعيه لم و لن تقدم الا الخراب و الدمار للأمه فكفانا مزايدات
محمد غازى
الإثنين، 01-11-2021 02:17 م
ألمشكلة إذا هى حزب الله فى لبنان!!!! ألسعودية لا تريد الحزب، لأن إسرائيل لا تريده!!! هل هذا تنسيق أمنى بين إسرائيل والسعودية؟ ظهر الحق وبطل الباطل. كنت أحب القرداحى فى برنامجه الناجح ، من يربح المليون، واليوم إزداد حبى وإعجابى به، لوقفته الرجولية فى وجه الباطل. رجل ونعم الرجال، حافظ على كرامته وكرامة بلده لبنان.
احمد
الإثنين، 01-11-2021 11:22 ص
مشكله الساسه اللبنانيين في تعاملهم مع ازمه قرداحي انهم كلما اتخذوا قرار زادوا المشكله و وسعوا الهوة مع السعوديه . آخرها تصورهم بلجؤهم للامريكان انهم سيكسبون القضيه فأذا بوزير الخارجيه السعودي يصفع الحكومه اللبنانيه من جديد بقوله ان العلاقه مع لبنان بلا فائده بحظور وزير الخارجيه الامريكي الذي جاء يتوسط !!! كان عليهم ان يعلموا من البدايه ان ارضاء حزب الله ومن خلفه ايران له ثمن و عليهم دفعه فأما ان يختاروا ايران او الخليج و لينسوا امريكا فلن تفعل لهم شئ