صحافة دولية

تهديدات عراقية متصاعدة قبيل موعد الانسحاب الأمريكي

تعهدت فصائل مسلحة عراقية بمنح الجيش الأمريكي مهلة حتى نهاية السنة للانسحاب من البلاد- جيتي
تعهدت فصائل مسلحة عراقية بمنح الجيش الأمريكي مهلة حتى نهاية السنة للانسحاب من البلاد- جيتي

نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن سعي عدد من الميليشيات الشيعية في العراق، إلى طرد القوات الأمريكية من البلاد في محاولة لاستنساخ التجربة الأفغانية.


وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عددا من الفصائل المسلحة العراقية تعهدت بمنح الجيش الأمريكي مهلة حتى نهاية السنة للانسحاب من البلاد قبل أن تبدأ بالتحرك، وهو ما يؤشر إلى تطورات مهمة بعد نهاية العام الجاري.


وأكدت إحدى الفصائل المؤثرة في تصريحات لمجلة "نيوزويك" أن الفصائل العراقية تمكنت في السابق من إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب، وذلك قبل عقد كامل من أحداث أفغانستان الأخيرة، وأن هذا النجاح يمكن تكراره قريبا في العراق.


وقال نصر الشمري المتحدث باسم حركة النجباء لمجلة "نيوزويك" إن "المقاومة العراقية بدأت قبل المقاومة الأفغانية عبر إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق سنة 2011، وقد أصبحت المقاومة العراقية اليوم أقوى وأكثر عددا".


ونقلت المجلة عن الشمري قوله إن المقاومة "قادرة على المواجهة وطرد أي قوات أجنبية من الأراضي العراقية"، مضيفا أن "المقاتلين لديهم خبرة فريدة وواسعة، وإرث ثقافي وأيديولوجي عظيم، ونحن نحترم جميع تجارب الشعوب الحرة".

 

اقرأ أيضا: مقتل جندي عراقي وإصابة 3 آخرين بهجوم مسلح شنه "داعش"


وتعد حركة النجباء واحدة من ضمن عشرات التنظيمات المسلحة التي تشكل قوات الحشد الشعبي، التي حملت السلاح تحت رعاية الدولة ردا على الزحف السريع لتنظيم الدولة في 2014.

وكان عدد من الفصائل الشيعية قد قاوم القوات الأمريكية بعد الغزو سنة 2003، وقاتل أيضا الحركات المسلحة السنية التي شكلت في نهاية المطاف نواة تنظيم الدولة.

ورغم وصول واشنطن وطهران وبغداد إلى أرضية مشتركة في مواجهة تنظيم الدولة، إلا أن بقاء القوات الأمريكية أدى إلى ظهور انقسامات في العراق، استمرت لسنوات بعد إعلان الحكومة القضاء على التنظيم.

تحذيرات الفصائل

ويوم الجمعة -بعد أربعة أشهر فقط من تعهد الرئيس جو بايدن بسحب قواته من العراق قبل نهاية السنة- أصدرت كتلة مسلحة تسمى "تنسيقية المقاومة العراقية" تحذيرا في هذا الصدد.

وقالت التنسيقية إنها "لا تؤمن بجدية الاحتلال والتزامه" بتعهداته، لكنها أوضحت أن الفصائل ملتزمة بـ"منح المفاوض العراقي فرصةً لإخراج الاحتلال الأمريكي من أرضنا الطاهرة بالطرق الدبلوماسية".

وقالت اللجنة إنه بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر منذ إجراء الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد في شهر تموز/ يوليو، لم تلاحظ "أي مظهر من مظاهر الانسحاب على الرغم من أنه لا يفصلنا عن 31/ 12/ 2021 سوى 24 يوماً فقط".

وأضافت اللجنة "على العكس، فقد رصدنا قيام الاحتلال الأمريكي الوقح بزيادة أعداده ومعداته في قواعده المنتشرة في العراق، بل وصرنا نسمع تصريحات رسمية وشبه رسمية من مسؤولي ولايات الشر الأمريكية حول نيّتهم عدم الانسحاب من البلاد بحجة وجود طلبٍ من بغداد بذلك، في الوقت الذي لم نرَ أي رد أو نفيٍ من الحكومة العراقية حول تلك التصريحات الخرقاء!".

وقد حذرت الجماعات المسلحة من أن البديل عن الخروج السلمي للولايات المتحدة هو المقاومة المسلحة.

 

اقرأ أيضا: إصابات بتفريق الأمن العراقي محتجين في السليمانية

كما أصدرت شخصيات عراقية بارزة أخرى تحذيرات مماثلة، ومنهم أبو ألاء الولائي، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، الذي استُهدف مرتين في غارات جوية أمر بها بايدن ردا على الهجمات الصاروخية على القواعد الأمريكية في العراق.

وقال الولائي في تغريدة نشرها على تويتر يوم الجمعة: "مع اقتراب ساعة الحسم والمنازلة الكبرى، تعلن المقاومة الإسلامية كتائب سيد الشهداء عن فتح باب الانتماء والتطوع لصفوفها وتدعو أبناء شعبنا العراقي المقاوم وفصائل المقاومة لرفع مستوى الجهوزية تحضيرا للمواجهة الحاسمة والتاريخية مع الاحتلال الأمريكي في 31/ 12/ 2021 بعد الساعة 12 ليلاً".

لقاء وزيري الدفاع

لم ترد القيادة المركزية الأمريكية على الفور على طلب مجلة "نيوزويك" للتعليق. ويوم السبت، التقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنظيره العراقي جمعة عناد سعدون الجبوري خلال "حوار المنامة 2021".

وجاء في بيان للبنتاغون أن أوستن "أكد على قوة وأهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة والعراق، وشدد على التزام الولايات المتحدة الدائم بهزيمة تنظيم الدولة".

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة "متمسكة بالالتزامات التي تعهدت بها خلال الحوار الاستراتيجي الذي عُقد بين الولايات المتحدة والعراق في شهر تموز/ يوليو الماضي، بما في ذلك انسحاب القوات الأمريكية القتالية بحلول نهاية السنة".

كما ناقش الوزيران المرحلة التالية للمهمة العسكرية الأمريكية في العراق، والتي ستركز على تقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع قوات الأمن العراقية دعما لحملة دحر تنظيم الدولة.

التعليقات (0)