صحافة إسرائيلية

توقعات إسرائيلية بتغير الموقف مع إيران بعد زيارة سوليفان

نوهت هآرتس إلى أن "سوليفان متعاطف مع إسرائيل ومتوقع أن يغير سياسة واشنطن حيال إيران"- جيتي
نوهت هآرتس إلى أن "سوليفان متعاطف مع إسرائيل ومتوقع أن يغير سياسة واشنطن حيال إيران"- جيتي

تحدثت صحيفة عبرية، عن اللقاء المرتقب لأركان حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، المتوقع أن يصل "تل أبيب" خلال هذا الأسبوع، من أجل البحث في القضية الإيرانية.


وأوضحت "هآرتس" في تقرير كتبه يونتان ليس وبن سموئيليس، أن "سوليفان سيزور إسرائيل وسيلتقي مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الخارجية يئير لبيد ووزير الأمن بيني غانتس، وستستمر هذه الزيارة بضعة أيام، بعد فشل جولة المحادثات السابعة بين إيران والدول العظمى في فيينا وقبل لحظة على بداية الجولة الجديدة التي ربما ستبدأ في نهاية هذا الأسبوع".


موظف صغير


ونوهت إلى أن "إسرائيل تعتبر سوليفان المتعاطف معها، هو الشخص الذي ربما سيحدث تغييرا في سياسة الولايات المتحدة حيال إيران"، موضحة أن مصدرا إسرائيليا رفيعا، زعم أن "الولايات المتحدة في ضائقة، لقد تفاجأت من تصلب إيران في مواقفها في الجولة الأخيرة ومن قائمة الطلبات التي قدمتها".


وأشارت إلى أن "بينيت فضل عدم الالتقاء مع المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون المالية، روبرت مالي، حينما زار إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عشية استئناف المفاوضات، ومع ذلك، التقى في نهاية المطاف مع غانتس ولبيد".


وزعم مصدر دبلوماسي دافع في حينه عن قرار بينيت، ورأى أنه "لن يكون لمالي أي تأثير حقيقي على العلاقات مع الولايات المتحدة، فهو موظف بمستوى صغير نسبيا".


ولفتت الصحيفة إلى أن "مكانة سوليفان مختلفة، فبالإضافة لوظيفته الرسمية الرفيعة، في إسرائيل يقدرون أن هذا الموظف الحاد تحول لبرغي رئيسي ومؤثر جدا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

 

اقرأ أيضا: "معهد واشنطن": إيران قد تجهّز طائرات بصواريخ نووية


وقال مصدر إسرائيلي رفيع: "والشخص القوي في الإدارة الأمريكية الآن"، وأضاف مصدر آخر: "هو شخص لامع، مطلع على كل المواد المتعلقة بإسرائيل، ويصغي جدا لاحتياجاتنا".


وذكرت "هآرتس"، أن "هواية الإصغاء لدى سوليفان تزداد، ضمن أمور أخرى، إزاء الضعف السياسي الذي ينسبونه في إسرائيل للرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته، ورغبتهما في حرف السياسة الخارجية للولايات المتحدة؛ من الانشغال بالشرق الأوسط، إلى الانشغال بالصين وساحات أخرى".


دنيس روس، الذي تولى منصب المنسق الخاص في الشرق الأوسط من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، يقدر بأن "سوليفان يحصل على التعاطف في إسرائيل، لأنه مستعد ومنفتح على سماع الطرف الإسرائيلي، وهو شخص يصغي بشكل جيد".


نهج مختلف


وأضاف روس: "هناك شعور بأنه دائما يمنح الموظفين الإسرائيليين فرصة حقيقية للتعبير عن مواقفهم، وفي الحقيقة، هو لم يتفق دائما معهم ولكنه كان يتفهمهم، أما بالنسبة لمالي، فيعتبرونه (في إسرائيل) أنه الشخص الذي يميل لمحاولة حل الأمور بالدبلوماسية، حتى عندما تعتقد إسرائيل أنه لا يوجد أي حل دبلوماسي".


ولفتت إلى أن "إسرائيل تشخص في فشل المحادثات في فيينا، فرصة للتأثير على المجتمع الدولي كي يغير مقاربته".


وزعم مصدر مشارك في محادثات فيينا، في حديثه مع الصحيفة، أن "إيران بمواقفها التي عرضتها، دفعت روسيا والصين إلى نفس المربع الذي توجد فيه الآن الولايات المتحدة والدول الأوروبية".


وأوضحت "هآرتس"، أن "جهات في إسرائيل تقدر الآن، أن الطرفين لن يعودا إلى الاتفاق الأصلي الذي تم التوقيع عليه في 2015، ضمن أمور أخرى، بسبب أن سريان مفعوله يوشك على الانتهاء".


وبحسب التقديرات، "في نهاية كانون الثاني/ يناير أو بداية شباط/ فبراير، يتوقع أن تجتاز إيران عتبة التكنولوجيا التي كان يمكن أن يمنعها الاتفاق؛ وقائمة الطلبات التي وضعتها تحتاج لنقاشات أطول".

 

اقرأ أيضا: إنترسبت: رؤساء مخابرات أمريكا يضغطون لتهديد إيران عسكريا


مصدر رفيع في واشنطن، حدد في نهاية الأسبوع الربع الأول من 2022، كموعد ستكون فيه "قرارات حاسمة حول الاتفاق مع إيران".


وذكرت الصحيفة، أن "إسرائيل تخشى الآن من مبادرة أمريكية، طرحها سوليفان في السابق في محادثاته، تدفع قدما باتفاق مؤقت وجزئي مع إيران ("أقل مقابل أقل")، في إطاره، سيتم رفع جزء من العقوبات مقابل موافقة جزئية من قبل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم واستئناف الرقابة أو التعهد بوقف نشاطات البحث والتطوير للمشروع النووي لفترة محدودة الزمن".


وتابعت: "إيران عبرت في السابق عن معارضة هذه الاحتمالية، وأما الاحتمالية الثانية فهي تفجير المفاوضات، وهي عملية ستؤدي لأزمة محسوبة مع إيران، تستمر لفترة طويلة، وهذه العملية ربما ستعيد طهران في نهاية الأمر لطاولة المفاوضات وتجعلها تتبنى خطا أكثر مرونة".


ولفتت "هآرتس" إلى أن "جهات إسرائيلية رفيعة دفعت مؤخرا نظراءها في الإدارة الأمريكية للانسحاب من المحادثات وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وتهديد إيران بعملية عسكرية، في محاولة لإقناعها بالتراجع عن المشروع النووي، وتأمل إسرائيل أن تبشر زيارة سوليفان بتغيير سياسة الولايات المتحدة حيال القضية الإيرانية".

التعليقات (0)