سياسة دولية

164 قتيلا باحتجاجات كازاخستان.. لماذا استعان توكاييف بموسكو؟

كانت الحكومة الكازاخية استقالت في 5 كانون الثاني/ يناير على خلفية الاحتجاجات المناهضة لها- جيتي
كانت الحكومة الكازاخية استقالت في 5 كانون الثاني/ يناير على خلفية الاحتجاجات المناهضة لها- جيتي

أسفرت الاحتجاجات في كازاخستان عن مقتل ما لا يقل عن 164 شخصا، واعتقال نحو 5 آلاف، بحسب التلفزيون الرسمي.

 

وأوضح التلفزيون الرسمي "خبر 24" أن هذا العدد هو ما كشفت عنه وزارة الصحة حتى مساء الأحد.

 

وبينما تتهم الحكومة، المشاركين في الاحتجاجات بافتعال أعمال عنف، يقول المتظاهرون إن الرئيس قاسم توكاييف قرر ارتكاب جريمة بحقهم، وزاد باستدعاء القوات الروسية لقمعهم بطريقة دموية.

 

وفتحت السلطات الكازاخية أكثر من 100 قضية جنائية ضد متظاهرين، بتهمة المشاركة في أعمال عنف.

 

لماذا استعان بموسكو؟

 

 صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وفي تقرير لمراسلتها فاليري هوبكينز، أشارت إلى الارتباط الوثيق بين الرئيس توكاييف، وروسيا.

 

وقالت إن توكاييف الذي درس وتعلم في موسكو، وعمل دبلوماسيا لسفارة الاتحاد السوفييتي في بكين، قدم قربانا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر إظهار قبضته الأمنية ضد مواطنيه.

 

وتابعت بأنه من السابق لأوانه اعتبار ما إن كان قمع السلطات الكازاخية للتظاهرات، انتصارا لبوتين أم لا، بيد أن إرسال موسكو قوات لها إلى نور سلطان، يشير إلى النوايا الجادة للرئيس الروسي بالمحافظة على نفوذه في جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا.

 

بحسب هوبكينز، فإن هذه المعطيات تشير أيضا إلى أن استعانة توكاييف ببوتين على وجه السرعة، وبعد مضي أيام قليلة من الاحتجاجات فقط، يكشف عن مدى اهتزاز الرجل في الحكم، وأنه ليس قويا بما يكفي للاستقلال عن موسكو، لا سيما أن بلاده الغنية بالثروات تعد موطئ صراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.

 

اقرأ أيضاأرقام مثيرة عن حجم ثروات كازاخستان.. من المستفيد منها؟

"وعود زائفة"


يقول أستاذ الدراسات الأوروبية والآسيوية في جامعة غلاسكو، لوكا أنشيسكي، إن توكاييف أطلق وعودا زائفة عند استلامه رئاسة كازاخستان من سلفه نور سلطان نزارباييف.

 

وتابعت بأن وعود توكاييف بتحويل كازاخستان من الحكم المطلق إلى دول التشاركية والديمقراطية، تبددت عند أول احتجاجات، بتوجيه قوات الجيش والشرطة إلى إطلاق النار على المتظاهرين.

 

وتساءل أنشيسكي: "إذا كان عليك الاعتماد على روسيا لتظهر القوة، فهل أنت قوي؟".

 

 جذور الأزمة

 

الأكاديمية إريكا مارات، الأستاذة المشاركة في كلية شؤون الأمن الدولي (NDU) بالولايات المتحدة، قالت لـ"عربي21"، إن جذور الأزمة في كازاخستان تعود إلى نحو عامين للوراء، أي بعد مدة من تنصيب توكاييف رئيسا.

 

وتابعت بأن ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 100 بالمئة كانت الشرارة الحقيقية للاحتجاجات، لكن هناك أسباب أبعد من ذلك تدور حول فساد الحكومة المستشري.

 

وأضافت: "الشعب يرغب بأمان اقتصادي أكبر، ووظائف، وزيادة في الرواتب"، مشيرة إلى أن العامين الماضيين شهدا احتجاجات صغيرة في مدن مختلفة تردد هذه المطالب.

 

وأوضحت أن دخول روسيا على خط الأزمة هو مجرد تعزيز لوجودها أصلا في رسم سياسات كازاخستان، مشيرة إلى أن قمع المتظاهرين، وقطع الإنترنت هي أساليب متبعة من الخارج، تم تطبيقها في البلاد.

 

وكانت الحكومة الكازاخية استقالت في 5 كانون الثاني/ يناير على خلفية الاحتجاجات المناهضة لها، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف حفظ الأمن العام.

 

واللافت في الأحداث والقرارات، هو إقالة توكاييف للرئيس السابق نزارباييف من منصبه كرئيس لمجلس الأمن القومي، والإطاحة بمساعديه أيضا.

 

اقرأ أيضا: كل ما يجب أن تعرفه حول الأحداث الجارية بكازاخستان



التعليقات (2)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 12-01-2022 02:30 ص
النظام الروسي لا يعترف بحقوق الشعوب المظطهدة و بل يساند الأنظمة القمعية و من ثم يدعي أن أمريكا تدعم أنظمة قمعية و في الواقع نرى أن روسيا أكثر وقاحة و دعما للدم و القتل و النهب و لكن في سوريا و أرمينيا و دول كثيرة و آخرها و لكن تكون الأخيرة كازخستان ....
Hasan Aswad
الأحد، 09-01-2022 11:45 م
أنا أود التعليق فقط على كثرة الإعلانات التي تضايق القارئ يرجى تلافي هذا