كتاب عربي 21

عام القلق.. السيسي وقراءة لنص غير مكتمل!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
بعيداً عن السخرية المستحقة في كلام عبد الفتاح السيسي الأخير، فإن قراءة جادة لما قال ستكشف عن أنه مأزوم، وأن هذه الأزمة ليست فقط داخلية، ولكنها خارجية أيضاً، فقد حصل على لقب "الرئيس المعزول" لذلك، رغم أنه لا يزال في موقعه!

لم يكن السيسي في حالة نفسية تسمح له بالحديث، لكنه لا يجيد الصمت، فما أن يرى "الميكروفون" بازغاً حتى يهتف: "هذا ربي.. هذا أكبر"، فيمسك به ويتحدث، فيكشف حديثه عما بداخل النفس، التي يخفي فيها ما الله مبديه، حيث أعاد العزف على الأسطوانة المشروخة وكيف أنه مستعد لمغادرة موقعه إذا رأى الشعب ذلك، دون أن يضع وسيلة يتم بها إيصال رأي الشعب فيه، وقد أغلق الميادين ومنع المظاهرات بقوة السلاح، فضلاً عن أنه لم يعرض نفسه للاستفتاء أو يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة مثلاً!

وسبق له أن هدد من الاقتراب من "الكرسي" بأنه "سيشيل من يقترب منه من على وجه الأرض"، وقد خطف قائد أركان الجيش المصري السابق من الشارع إلى السجن، لمجرد أن أعلن رغبته في الانتخابات، فضلا عن هذا فإنه يعتقل المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، كما اعتقل العقيد قنصوة وكل جريمته أنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية منافساً له، ولا يزالان إلى الآن رهن الاعتقال، كما أنه فرض على الفريق أحمد شفيق شبه إقامة جبرية، لإدراكه أنه منافس جاد، قادر على أن يهزمه في دوائره اللصيقة به!
أعاد العزف على الأسطوانة المشروخة وكيف أنه مستعد لمغادرة موقعه إذا رأى الشعب ذلك، دون أن يضع وسيلة يتم بها إيصال رأي الشعب فيه، وقد أغلق الميادين ومنع المظاهرات بقوة السلاح، فضلاً عن أنه لم يعرض نفسه للاستفتاء أو يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة مثلاً!

ومن العبث المناقشة الجادة لهذا الكلام، بخصوص استعداده للرحيل إذا أراد الشعب، فإنه من الضروري النظر لهذا التصريح في سياقه، حيث كان انعقاد ما يسمى بالمؤتمر العالمي للشباب فرصة للوقوف على أنه "مأزوم" بواحد من تصريحاته الكاشفة والدالة في هذا السياق، فأهان مصر بأنها بلد لا يجد الأكل، وتسول من المنظمات الدولية لسد رمق المصريين الجوعى، وأكد استعداده لإجراء انتخابات رئاسية كل عام إذا وجد من يدفع نفقاتها، وكذلك تصريحه بأنه مستعد للسماح بالمظاهرات ضده إذا وجد من يدفع له 50 مليار جنيه. وهذا التصريح الأخير يأتي في سياقات أخرى، وفي سياق تصريحه القديم بأنه مستعد أن يبيع نفسه إذا وجد من يشتري!

كل هذا الكلام يمكن الرد عليه، لكن من الخطأ التعامل مع النص دون تأويله، لقراءة ما في بطن الشاعر، وإن كانت هذه النصوص ناقصة ومبتورة شأن نصوصه بشكل عام، فلا تستقيم له جملة، ولا تكتمل له عبارة!

عمق الأزمة:

فدلالة ما قال إن لديه أزمة، وأنه هو الذي يعاني العزلة الخارجية، فقد خسر ترامب، صحيح أن الرئيس بايدن خيب الآمال فيه، بتقاعسه عن الانحياز لملف حقوق الإنسان، لكنه في الوقت نفسه لم يلتق الجنرال، ورفض كل الوساطات في هذا الشأن، وكانت المكالمة الهاتفية الوحيدة هي ليطلب منه الوساطة لدى حركة حماس من أجل الاستجابة لمطلب وقف إطلاق النار. وحتى الإمارات تركته لإقامة علاقة منفردة مع تركيا، وبدت زاهدة فيه وقد ملت من أسلوبه في التعامل مع الإماراتيين بالنظرة القديمة لأثرياء الخليج، من أنهم "زكائب أموال" لا أكثر، وأن كروشهم محشوة بالمصاري، ولا يحتاجون سوى لفهلوي عربي ليبيع لهم الترام أو العتبة الخضراء!
هذا الكلام يمكن الرد عليه، لكن من الخطأ التعامل مع النص دون تأويله، لقراءة ما في بطن الشاعر، وإن كانت هذه النصوص ناقصة ومبتورة شأن نصوصه بشكل عام، فلا تستقيم له جملة، ولا تكتمل له عبارة!

وكان رده على هذا التجاهل الإماراتي، هو ضربه لرجالها في القاهرة، وليس أولهم محمد الأمين ولن يكون آخرهم، ليذكر بذلك بتجربة عبد الناصر في ابتزاز الصديق الروسي، بالاعتقال المتكرر للشيوعيين المصريين.

هناك بعد آخر في ضرب الحزب الإماراتي، لأنهم الصديق الذي هو أدرى بالمضرة، والذي أوصى الشاعر بالحذر منهم ألف مرة مقابل الحذر من الصديق مرة واحدة! وعندما تقرر أبو ظبي اللعب ضده، فلن تستعين بالإخوان مثلاً، وإنما سيكون هذا عبر دائرته اللصيقة، التي يظهر أنها تشعر بأن استمراره في الحكم خطر عليها وعلى مصالحها، وهو يحكم وحده، ومصيرهم في يده، على النحو الذي لم تعرفه مصر في أي مرحلة من مراحل الحكم الاستبدادي، حتى في مرحلة عبد الناصر التي نطلق عليها مرحلة حكم الرجل الواحد، فقد كانت هناك دولة وشخصيات مهمة صاحبة القرار في مواقعها، كما أن هناك حزبا كبيرا من العامة والفقراء مستعد للذود عن هذه التجربة، فمن يستفيد من هذا الحكم لدرجة الدفاع عنه وإلى متى، وهو نظام يملك جينات فنائه بداخله؟!

لا تقل لي الجيش، لأن الهيئة الهندسية ليست هي الجيش المصري، وكامل الوزير ليس كل الجنرالات والضباط، وإذا كان هناك من استفاد من حكمه، فإنه يدرك الخسارة إذا انتهى حكم السيسي بالثورة أو بالوفاة، وليس هناك بديل يطرح اسمه في الأفق!

غياب نائب الرئيس:

لقد كانت دولة مبارك مطمئنة له، لأنها ترى البديل في توريث الحكم، بما يعني استمرار وجودها في المشهد واستمرار مصالحها، لكن حتى النص الدستوري الذي وضع في التعديلات الأخيرة عن نائب لرئيس الجمهورية أو أكثر لم يتم تفعيله رغم الاحتياطات الواردة في النص؛ من أن النائب لا يجوز له الترشح للمنصب، وهو ما أدركته منذ البداية وتوقعت أنه سيتلعثم كثيراً قبل أن يختار نائباً له، وأنه إذا اضطر لاختيار النائب فلن يختاره من العسكريين، تماماً كما لن يختار منهم رئيس حكومة، وذلك عندما كان البعض يرشح اللواء محمد العصار لأي من الموقعين، وقد قبلت التحدي في هذا الصدد، لأننا عُلمنا منطق السيسي!

فمع النص الذي يجعل من النائب ليس صاحب مصلحة في الانقلاب عليه، فإنه يتخوف من وجوده، فربما يجد من الضروري أن ينهي هذه المرحلة لصالح البلد أو بضغوط شعبية أو خارجية، حتى وإن كان ما سيجنيه هو كتابة اسمه بوضوح في سجلات التاريخ، كما حدث مع الجنرال السوداني سوار الذهب!
عدم اختيار السيسي لنائب الآن أمر كاشف عن عدم شعوره بالاستقرار، زد على هذا قراره بعدم بقاء أي قيادة بالجيش في موقعها لأكثر من عامين، وإذا كان مبارك الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، وكان الهاجس الأمني عنده مرتفعاً، كان يجد أمانه في الجيش، فإن صاحبهم قلق من الجميع، وتأتي قراراته بالتخلص من دائرته المحيطة

وعدم اختيار السيسي لنائب الآن أمر كاشف عن عدم شعوره بالاستقرار، زد على هذا قراره بعدم بقاء أي قيادة بالجيش في موقعها لأكثر من عامين، وإذا كان مبارك الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، وكان الهاجس الأمني عنده مرتفعاً، كان يجد أمانه في الجيش، فإن صاحبهم قلق من الجميع، وتأتي قراراته بالتخلص من دائرته المحيطة، بداية من وزير الدفاع السابق، إلى رئيس الأركان، إلى وزير الداخلية شريكه في الانقلاب، لتجعل من عدم الاطمئنان له هو سيد الموقف. والمتابع لسنة حكم الرئيس محمد مرسي، فإنه يمكن أن يلحظ بسهولة أن جزءا من قلق السيسي، والذي ربما دفعه للاستقواء بالقوى المدنية، هو ما رشح لأكثر من مرة عن تنامي اتجاه داخل مكتب الإرشاد لضرورة عزله!

وإذا كان قد قلق لهذا فقطع عليهم الطريق، فمن الطبيعي أن يقلق المحيطون به وقد مارس التصفية بشكل عملي. ومن عادة هؤلاء الاستكانة في وقت قوة صاحب القرار، لكن عندما تهتز مكانته، فإن التململ يبدو طبيعياً، وما تفيد به المصادر أن هذا التململ سمع به من خارج هذه الدائرة، فالجميع لا يعرفون متى يغدر بهم السيسي!

لقد فتش في دفاتره القديمة، واستدعى ياسر رزق بعد إحالته للاستيداع، وإدراكه أنه عندما أطاح به كان هذا انتصاراً لمنافسيه وهم يتبعون دوائر أمنية أخرى، لكنهم في الحقيقة ليسوا رجاله هو، ويقلقه تعدد الولاءات، فعند نشوب أزمة يعلم كل أناس مشربهم!

الدجل والسياسة:

ومع كل اقتراب من ذكرى ثورة يناير، فإن السيسي يشعر بالقلق، لكنه هذه المرة هو لا يقلق من يناير فقط، فقلقه يشمل العام كله، حتى يجدر القول إن عام 2022 هو "عام القلق". وبعيداً عن رأينا الخاص بالسيدة بسنت ومن أنها ليست عالمة بالفلك، لكنها تمارس في بداية كل عام أعمال النصب مع عمرو أديب في برنامجه، إلا أن جماعة الحكم في مصر يتعاملون معها بجدية، وقد قالت إن هذا العام هو عام قلاقل. ومن يطلع على علاقة الدجل والعرافين بالسياسة وأهل الحكم في مصر ومنذ حكم الرئيس جمال عبد الناصر وإلى الآن، سيقف على أهمية ما أقول، وقد كتب الأستاذ هيكل جانباً من هذه العلاقة التي ربطت رموز الدولة المصرية في عهد ناصر بمن يقرأ الطالع ويضرب الودع، والذي كان أستاذاً جامعياً بالمناسبة!
مع كل اقتراب من ذكرى ثورة يناير، فإن السيسي يشعر بالقلق، لكنه هذه المرة هو لا يقلق من يناير فقط، فقلقه يشمل العام كله، حتى يجدر القول إن عام 2022 هو "عام القلق"

وهذا ملف متخم بالمعلومات، لمن اقترب من السياسة في مصر من باب علم الأنثروبولوجيا حيث دراسة الحالة بحالتها، وليس من باب علم السياسة، عندما يكون التعالي هو سيد الموقف، بما لا يسمح برؤية الأمور على طبيعتها.

لقد حدث تطور لافت، وهو انتفاضة العاملين في ماسبيرو، داخل المبنى العريق، صحيح أن لهم مطالب مشروعة، وأن ما دفعهم لذلك هو "الشديد القوي" و"الحاجة الملحة"، لكن الظلم يملأ مصر، ويظل رد الفعل هو الغريب في مبنى ينتشر الأمن في كل جنباته. وقد جعلت هذه الانتفاضة الأجهزة الأمنية في "حيص بيص"؛ إنها تخشى من أي تعامل خشن، قد يكون رد الفعل عليه هو اتساع دائرة الغضب، أو تضييق على المحتجين فيخرجون للشارع، وما يدركه الجميع أن أي خروج إليه قد يتحول أمره إلى ثورة!

وأزمة أهل الحكم أنهم لا يستطيعون تلبية مطالب المحتجين، ليس فقط لأن النية منعقدة على التخلص من العاملين في المبنى كلية، ولكن لأن الاستجابة تعني ضعف السلطة، مما سيغري فئات أخرى تم الجور على حقوقها للتظاهر، مما قد يؤدي إلى اتساع الرتق على الراقع!

إنه عام القلق، الذي قد يتحول إلى عام الغضب!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (7)
صبري عبدالباري
الثلاثاء، 25-01-2022 05:50 م
تحليل ممتاز كالعادة
محمد السعيد
الأحد، 23-01-2022 03:44 م
عند حق با استاذ سليم من يتعلق بان الجيش سيصلح الحال في مصر فهو واهم واهم واهم لان السادات سلمه تسليم مفتاح في اتفاقية كامب ديفيد لامريكا و لم تكن اسرائيل تنسحب من سيناء الا بعد ان تتأكد تحويل الجيش الى دواجن تجري خلف من يرمي لها الرز فيقتل الاف المصريين في رابعة و غيرها و يبيع تيران و صنافير و يوافق على سد يتحكم في حياة المصريين و مستقبلهم من ينتظر أن يكون في الجيش رجال فهو مجنون ......
صابر
الجمعة، 21-01-2022 05:23 م
ردا على الفيديو المنشور على اليوتيوب للاستاذ سليم عزوز الخاص بهذا المقال بالنسبة للثلاث الثوان و هو زمن التوقيع على فصل او تعيين وزير الدفاع هذا حقيقي في الدول التي بها قانون و دستور و ليس في الدول التي يخطف فيها وزير الدفاع رئيس الجمهورية المنتخب و الرئيس الاعلى للقوات المسلحة و هذا يخضع أيضا لكفة التوازن في المافيا تميل لاي جهة فاكيد لم تكن في صالح الرئيس محمد مرسى رحمة الله عليه و الجميع يعلم ان 30 / 6 مرتبة و كانت هناك مظاهرات في رابعة و النهضة و غيرهما و قد اخذت وقتا اطول بكثير و كانت اكبر و لكن لم يأخذ بها الجيش في اختيار الرئيس الذي يضعه في الحكم فالوضع هنا لا يعتمد على من هو الرئيس او على الدستور و القانون و لنا في التاريخ عبرة من اول محمد نجيب و ايضا جمال عبدالناصر لم يستطع التخلص من عامر هذا الامر يعتمد بشكل كبير على هل ما يزال في الجيش المصري رجال لانك قد تكره الإسلاميين و لكن هناك أشياء تقع في باب الخيانة قام بها السيسي مثل تيران و صنافير التي سحق من اجلها الجيش المصري في 1967 و الموافقة على سد قاتل لم يقبل به حتى الاحتلال الانجليزي وقد وافق عليه السيسي في 2015 لانه يتحكم في حياة المصريين و مستقبلهم و يستطيع قتلهم جوعا و عطشا ثم بيع حقوق مصر في ثرواتها في البحر الابيض المتوسط هذه خيانات واضحة للاعمى فاكيد ان كان مازال هناك رجال في الجيش المصري اكيد لن يقبلوا بها
مصري
الأربعاء، 19-01-2022 01:04 م
دائما السيسي و من حوله قلقان و مرعوب و قد سمعنا في التسريبات اعتراف عباس كامل انهم يعيشون على الترامادول و اتوقع ان هناك سببين لهذا القلق اولهما قتل الاف المصريين و الخيانة و النهب و جرائم اخرى كثيرة اما ثانيا هو عند سداد الديون التي اغرق مصر فيها لكن كارهي المسلمين يساعدونه و قد وفروا له هذه المرة 4 مليار دولار
الكاتب المقدام
الإثنين، 17-01-2022 09:21 م
*** منذ بدأ السيسي التخطيط لانقلابه العسكري، فقد حرص على الحصول على تأييد الأنصار من الداخل والخارج من حوله، ليكونوا نجاة له حال فشله أو مساندين له عند تعثره، ونجاحه في حشد الصفوف خلفه لم يكن لسعة حيلته، ولكن لأن الظروف القائمة حينها جعلت أطراف كثيرة في الداخل والخارج تسارع بدعم انقلابه ضد قيام حكومة وطنية مخلصة في مصر تتمتع بالتأييد الشعبي وتطيح بمصالح الفسدة والعملاء، فارتأت قوى خارجية وعلى رأسها دولة الصهاينة والمحافظين الجدد الذين يتحكمون في الولايات المتحدة، والذين يكونون عصب المحور الصليبي الصهيوني الجديد، بتمويل من آل زايد وآل سعود، وطوائف أخرى معروفة الهوية والاتجاه، الذين وجدوا في الجنرال المنقلب المسخ المنشود المتاح لرفعه على كرسي حكم مصر، وفي الداخل كان البرادعي الذي أعدوه في البداية ليكون الحاكم المنتظر الضعيف الشخصية والمتفرنج المنعدم الهوية الذي يسهل قيادته، ثم ازاحوه إلى الصفوف الخلفية، لكي يساهم في تكوين العصبة التي سموها جبهة الإنقاذ، ليكونوا الظهير لتجميع الساسة العملاء الفاسدين ورجال الأعمال الشبقين للمال والسلطة، والذين لا حياة لهم في دولة ديمقراطية، ولكي تكون جبهتهم إنقاذاُ لهم من السقوط في مزبلة التاريخ، وليحتكروا التحدث باسم القوى الشعبية التي يتآمرون لمص دمائها، وعندما تربع الجنرال المنقلب الدجال على كرسي الحكم، كانت أول مهامه المستمرة إلى اليوم هي تصفية شركائه في الداخل الذين كانوا ينتظرون الحصول على ثمن خيانتهم للشعب المصري من السفهاء الذين أيدوهم وصدقوا شعاراتهم الكاذبة الليبرالية والاشتراكية والمدنية، وقائمة مؤيدوا الانقلاب الذين اطيح بهم معروفة، والمعركة داخل جبهة الانقلاب على المغانم ما زالت على أشدها، فالجنرال المهووس يشك في أقرب المقربين إليه، ولا يستبعد أن تتضافر جهود شركاءه في الداخل والخارج للإطاحة به، فعندما يتوقف سيل الديون التي أغرق فيها مصر، سيختنق المنقلب على النمط اللبناني، ولن يجد ساعتها من يقف بجانبه من المرتزقة الذين دعموه، وليست تلك دعوة للشعب المصري للخنوع في انتظار المخلص المنتظر، فلن يكون إلا على شاكلة أسلافه من العسكر الخونة الذين حكموا مصر لعقود، والأمل المنشود هو في صحوة جماعية للشعب المصري ضمن الشعوب العربية الأخرى التي بدأت ثورات الربيع العربي، والذين دفعوا وسيدفعون ثمناُ باهظاُ جراء ترك ثروات بلادهم نهباُ لحكومات فاسدة عميلة مستبدة، أستذلت أبناءهم وأسلمت قيادهم لأعدائهم، والله أعلم.