لا أرى أن الأمور جيدة بالنسبة للسعودية قائدة التحالف، حتى بعد فرض مجلس القيادة الرئاسي؛ على الرغم من التأييد الدولي لهذا المجلس، إذ يتعين عليها أن تتهيأ لمرحلة ما بعد الهدنة المقرر أن تنتهي بحلول نهاية هذا الشهر، وسط تصعيد واضح من جانب الحوثيين يشي بأنهم استثمروا الهدنة جيدا في التحضير لمعارك الحسم ضد القوات الحكومية
لأجل ذلك لا أرى أن الأمور جيدة بالنسبة للسعودية قائدة التحالف، حتى بعد فرض مجلس القيادة الرئاسي؛ على الرغم من التأييد الدولي لهذا المجلس، إذ يتعين عليها أن تتهيأ لمرحلة ما بعد الهدنة المقرر أن تنتهي بحلول نهاية هذا الشهر، وسط تصعيد واضح من جانب الحوثيين يشي بأنهم استثمروا الهدنة جيدا في التحضير لمعارك الحسم ضد القوات الحكومية، خصوصاً في جبهة مأرب وتنفيذ المزيد من الهجمات العابرة للحدود، فيما لم يكف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الادعاء بأن اليمنيين نعموا لأول مرة بعيد لم تكدره الحرب.
لن يكلف التمرد على الهدنة الحوثيين شيئاً، لكنه سيولد ضغوطاً هائلة على السعودية والإمارات، وهذا لا يعني أن على الدولتين ومعها الشرعية مجبران على التمسك بالهدنة وحمايتها دون الاستعداد للخيارات التي قد تفرضها إيران بواسطة حلفائها الحوثيين، خصوصا إذا فشلت مفاوضات فيينا حول الملف النووي.
ليس هناك من تصور لنهاية مثالية للحرب اليمنية، كما لا يوجد هامش مقبول يسمح بتحمل الكُلَف التي قد تنجم عن إنهاء الحرب بتسوية تكافئ الجماعة الطائفية المسلحة المرتبطة بإيران.
وهذا يعني أن التحالف ليس أمامه سوى خيار واحد فقط وهو تكريس مشروعية الحرب عبر التأكيد على معادلتها الحقيقية، وهي السلطة الشرعية في مواجهة جماعة متمردة، بما يسمح بالاستثمار التشاركي المربح لمجلس القيادة الرئاسي، من خلال تعزيز مكانته القيادية والوطنية والتصرف بمنطق الحليف المخلص الذي لا ينبغي أن ينازع المجلس الرئاسي سيادته وقراره الوطني.
هذا الاستثمار سيكتسب بعده الأخلاقي من خلال العمل الجاد من جانب التحالف لتصفير الأزمات المفتعلة في إطار معسكر الشرعية، بغض النظر عن خلفياتها وادعاءاتها، التي لم تكن سوى أحد المظاهر السيئة لتدخل التحالف العربي طيلة السنوات الماضية، والتعبير الأكثر صلفاً عن الوفاق المختل بين هذا التحالف والسلطة الشرعية بصيغتيها القديمة، أي بقيادة الرئيس السابق هادي.
التغلب على هذه الظروف سيكون حتما عبر الاتكاء على إرادة الشعب اليمني وحماسه لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وهذا يستدعي سخاء في الدعم العسكري، وتحركاتٍ جديةً نحو فتح الباب على مصراعيه لليمن الجديد ليكون بكتلته الديمغرافية سياجاً حصيناً للمنظومة الإقليمية، وهو هدف تتضاءل أمامه الإغراءات المادية التي يعدُ بها انضمامُ اليمن الموعد لمنظومة مجلس التعاون المضطرب
لا أحد ينكر تأثير الظروف الإقليمية والدولية على مسار الأزمة والحرب في اليمن، لكن لماذا يتعين على السلطة الشرعية ومن ورائها التحالف أن يقدما التنازلات لصالح التدخلات الإقليمية والدولية رغم تصادمها مع إرادة الشعب اليمني؟
إن التغلب على هذه الظروف سيكون حتما عبر الاتكاء على إرادة الشعب اليمني وحماسه لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وهذا يستدعي سخاء في الدعم العسكري، وتحركاتٍ جديةً نحو فتح الباب على مصراعيه لليمن الجديد ليكون بكتلته الديمغرافية سياجاً حصيناً للمنظومة الإقليمية، وهو هدف تتضاءل أمامه الإغراءات المادية التي يعدُ بها انضمامُ اليمن الموعد لمنظومة مجلس التعاون المضطرب وغير المستقر، على نحو ما تثيره تغريداتٌ وهميةٌ تصدرُ عن الكتائب الالكترونية الموجهة، والتي لا تزال تعكس التفكير العقيم بشأن استمرار الصيغة الاستعلائية من قبل دول مجلس التعاون نحو جيرانها، رغم أن الغطاء الأمني والاستراتيجي الأمريكي ينحسر عنها بشكل مخيف.
twitter.com/yaseentamimi68
لا يوجد تعليقات على الخبر.