حقوق وحريات

مطالبات بالكشف عن مصير 413 مختفيا بسجون الحوثي في اليمن

عناصر من الحوثيين في صنعاء خلال اعتقال صحفيين- أرشيفية
عناصر من الحوثيين في صنعاء خلال اعتقال صحفيين- أرشيفية

كشفت رابطة أمهات المختطفين في اليمن، الثلاثاء، عن أن 413 مدنيا بينهم امرأتان، ما يزالون مختطفين ومخفيين قسريا لدى جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومحافظات وسط وشمال البلاد.

وقالت الرابطة (منظمة إنسانية حقوقية غير حكومية، تأسست قبل أكثر من 5 سنوات) في بيان لها على هامش وقفة احتجاجية نظمتها في صنعاء، الثلاثاء، إنه في ظل المشاورات المتعثرة بين الأطراف اليمنية الموقعة على اتفاق ستوكهولم التي تقودها الأمم المتحدة، ما يزال (413) مدنيا بينهم امرأتان مختطفين لدى جماعة الحوثي بينهم 97 مخفيا قسرا منهم امرأة، و18 مدنيا معتقلا لدى الأجهزة الأمنية بمدينة مأرب، شرقا، و5 مدنيين مخفيين لدى القوات المشتركة في الساحل الغربي من البلاد.

وأَضافت رابطة أمهات المختطفين أن "تعثر الأطراف اليمنية بسبب قوائم الأسماء، لا يبرر مطلقا استمرار احتجاز المدنيين ـ المختطفين والمعتقلين- الموثقة حالاتهم والتي لا تبرح أمهاتهم وزوجاتهم بوابات السجون ومكاتب المسؤولين بحثا عنهم وطلبا لنجاتهم".

وأشارت إلى "أننا في وقفتنا من أمام مكتب المبعوث الأممي بصنعاء (هانس غروندبرغ) نطالبه والمجتمع الدولي بالضغط على أطراف اتفاق ستوكهولم لإنجازه بشكل كامل وشامل.

 

 

اقرأ أيضا: بايدن يزور السعودية منتصف الشهر المقبل بدعوة رسمية

 

كما طالبت المحتجات الأطراف اليمنية بإطلاق سراح جميع المدنيين المختطفين والمعتقلين تعسفا ورد الاعتبار لهم ومحاسبة من اعتدى على حقهم المكفول في الدين والقانون.

وجددت الرابطة تأكيدها على مبادرتها بتقديم قوائم تضم أسماء المختطفين والمعتقلين تعسفا.. وليس هناك دليل على وجودهم أوثق من أمهات وزوجات لم يعرفن الاستسلام شهورا وسنوات.

"خيبة أمل"

وفي هذا السياق، قالت أمة الرحمن الغفوري، قيادية في رابطة أمهات المختفطين إنه مع كثرة الحديث وتعدد التصريحات الإعلامية فيما يخص المختطفين، الصادرة عن الأطراف اليمنية ومكتب المبعوث الأممي في الشهرين الماضيين، غمر التفاؤل أمهات المختطفين بشكل لا يوصف، وكلهن أمل بتحقيق إنجاز قادم في هذا الملف.

وأضافت الغفوري في تصريح لـ"عربي21" أن رابطة أمهات المختطفين تابعت تحريك هذا الملف، لكن كان مفاجئا، أن الأطراف المعنية بهذا الملف ما زالت في مرحلة تبادل القوائم حتى اليوم، مؤكدة على أنه لا جديد حول هذا الأمر.

ومضت قائلة: لقد أصبنا بخيبة أمل نعجز عن شرحها، ويتجدد وجعنا كل يوم، فالمخفيون ما زالوا حتى اللحظة، مصيرهم مجهول وغامض، ولا نعرف في الرابطة عن وضعهم وحياتهم شيئا.

وتابعت: "إن المختطفين والمعتقلين يعيشون تحت القهر وسوء المعاملة، في وقت ما تزال فيه الاختطافات مستمرة".

وأشارت عضو رابطة أمهات المختطفين إلى أن المفترض أن كل طرف يعرف تماما، من يحتجزهم من المواطنين ومن يحاكمهم على خلفية الحرب.

وقالت مستدركة: "لكنهم يتعثرون حتى في إبداء حسن النوايا بإطلاق سراح من في سجونهم دون شروط".

وبحسب الغفوري: لقد تعاملنا بإيجابية، وقدمنا قوائم وثقناها في الرابطة، مشددة على أنه لا يمكن لأي طرف أن ينكر وجودهم، داعية في الوقت ذاته، الأطراف اليمنية للتعامل بإيجابية وإطلاق سراح ذوينا وأبنائنا.

واعتبرت أن هذا الإجراء ربما يساهم في تجاوز التعثر واستعادة الثقة بين الأطراف اليمنية في هذا الملف التي سبق أن أحرزت تقدما مهما لصالح المدنيين في اليمن بشكل عام.

وكان الحوثيون قد أعلنوا أواخر مارس/ آذار الماضي، أنه تم التوافق على اتفاق لتبادل أسرى حوثيين بأسرى من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها، بينهم سعوديون وسودانيون، برعاية من الأمم المتحدة.

وتشمل صفقة التبادل، وفق رئيس لجنة الأسرى الحوثيين، عبد القادر المرتضى حينها، "الإفراج عن 1400 أسير من الجيش واللجان الشعبية (المسلحين الحوثيين)، في مقابل 823 من الطرف الآخر (الحكومة اليمنية) بينهم 16 أسيرا سعوديا، و3 سودانيين".

لكن العملية تعثرت وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع اليمني.

ومطلع مايو/ آيار الماضي، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، نقل عشرات الأسرى بموجب مبادرة إنسانية أطلقها، إلى مدينة عدن، جنوبا، وصنعاء العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس"، وقتئذ، إن طائرتين غادرتا إلى عدن، جنوبا، على متنها "108 أسرى، وأخرى إلى صنعاء، تحمل 9 أسرى، إضافة إلى 9 مقاتلين أجانب سلموا لسفارات دولهم".

وأشار التحالف إلى أن "37 أسيرا تم نقلهم برا وتسليمهم لاعتبارات إنسانية وقرب مناطق إقامتهم من الحدود، أي السعودية اليمنية".

وسبق أن نجحت عدة صفقات تبادل أسرى بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة جبهات، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون، على مدار يومين، 1056 أسيرا من الجانبين، بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين، في أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بدء الحرب.

وفي 2018، عقدت مشاورات بين الحكومة والحوثيين في السويد، قدم الطرفان خلالها كشوفات أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف بين الطرفين.

التعليقات (0)