صحافة إسرائيلية

هرتسوغ يتصل ببوتين.. وشرط روسي لإنهاء أزمة الوكالة اليهودية

توتر بين روسيا وإسرائيل بسبب موقف الأخيرة من حرب أوكرانيا- جيتي
توتر بين روسيا وإسرائيل بسبب موقف الأخيرة من حرب أوكرانيا- جيتي

مع تفاقم الأزمة السياسية المتصاعدة بين دولة الاحتلال وروسيا على خلفية توجه الأخيرة بإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في أراضيها، أجرى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أول محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووفقا لما رشح عنها من تسريبات فمن المتوقع أن يعمل رئيس الوزراء يائير لابيد على تنفيذ وعد سلفه بنيامين نتنياهو بنقل ملكية الكنيسة الروسية في القدس المحتلة إلى موسكو مقابل إنهاء أزمة الوكالة اليهودية.

 

بن كاسبيت الكاتب في صحيفة معاريف كشف أن "هرتسوغ أجرى محادثته مع بوتين بناء على طلب لابيد، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، حيث تباحثا حول مختلف القضايا الثنائية بينهما، خاصة التحديات التي يواجهها اليهود في الشتات، كما حاز موضوع نشاط الوكالة اليهودية في روسيا على نصيب وافر من المحادثات، فيما شدد بوتين على التزامه الشخصي بإحياء ذكرى الهولوكوست، ومحاربة معاداة السامية".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البيان الرسمي الصادر عن الكرملين عقب المحادثة ركز على أنه بخصوص الوكالة اليهودية، فقد تم الاتفاق على أن المحادثات حولها ستستمر على مستوى الهيئات المهنية من الجانبين، ويقدر المسؤولون في روسيا بعد المحادثة أن جلسة المحاكمة الخاصة بالوكالة اليهودية لن تُلغى، لكن من المحتمل أن يتم العثور على حل قانوني، بحيث تستمر أنشطة الوكالة في روسيا، لأن الكرملين مهتم بإتمام إجراءات نقل ملكية كنيسة الإسكندر في القدس المحتلة".

 

اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي يحذر من تداعيات جمود العلاقة مع روسيا

من الواضح أن محادثة هرتسوغ-بوتين جاءت لمنع تصاعد الأزمة الإسرائيلية-الروسية، دون أفق سياسي لحلّها، ما أفسح المجال للأوساط السياسية والدبلوماسية في دولة الاحتلال لتوجيه سهام انتقاداتها إلى دوائر صنع القرار، السابقة في عهد بنيامين نتنياهو، أو الحالية بزعامة نفتالي بينيت، والآن يائير لابيد، لأنهم جميعًا أداروا تجاه روسيا سياسة ضيقة الأفق، تشترك في قواسم مشتركة أهمها أن لديها اعتبارات ضيقة، وليس لديها القدرة على اجتراح سياسة رشيدة تحقق للاحتلال مصالحه بعيدة المدى مع قوة عظمى مثل روسيا.


مع العلم أنه إلى حين وقت قصير قبل إجراء محادثة هرتسوغ-بوتين ساد تشاؤم إسرائيلي بأن حل الأزمة لن يكون في الأفق المنظور، لكن ما شغل تل أبيب فعلا هو محاولة التعرف على النوايا الخفية والدوافع المحتملة لبوتين تجاهها، ولذلك فقد تركزت المعالجة الإسرائيلية لتبعات الأزمة مع روسيا على مسائل تكتيكية، وليست استراتيجية، وهذا خطأ ارتكبه الاحتلال وفق منتقديه، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار مخاطر الخشية من عدم قدرة سلاح الجو على مواصلة القصف في سوريا.


منذ اندلاع الأزمة، أخذ الإسرائيليون على حكومتهم أنها لا تنظر لتبعات الأزمة مع روسيا من الناحية الاستراتيجية بعيدة المدى، بدليل تحوّل إيران وتركيا اليوم إلى جزء من الملجأ الذي يحاول بوتين بناءه في مواجهة العزلة والعقوبات الدولية والاقتصادية، وإذا كان الإيرانيون لديهم أسبابهم الخاصة "للتنمّر" على الإسرائيليين، فإن الروس لا يمانعون هذا السلوك، بسبب الموقف الإسرائيلي المتباعد عنهم في الحرب الأوكرانية.


الخلاصة الإسرائيلية أن هناك حالة من عدم وجود الجدية، وتداخل الاعتبارات غير المهنية في القرارات الخاصة بالتعامل مع الأزمة الروسية، مقابل "تقديس" الاعتبارات التكتيكية على حساب الاستراتيجية، وهذه "حماقة" خشي الإسرائيليون أن يدفعوا ثمنها في قادم الأيام، إن لم يتم العثور على حل يوقف التدهور المتسارع مع روسيا، ما يجعل من محادثة هرتسوغ-بوتين محاولة للحيلولة دون الوصول إلى هذه المرحلة الصعبة من العلاقات مع موسكو، لأنها قد تمثل خط اللارجعة!

التعليقات (0)