سياسة عربية

انتهاء الهدنة باليمن دون الإعلان عن تمديدها.. والحوثي يهدد

أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين رفضه لمقترح أممي بشأن تمديد الهدنة- جيتي
أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين رفضه لمقترح أممي بشأن تمديد الهدنة- جيتي

انتهت الفترة الزمنية للهدنة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، مساء الأحد، دون إعلان تمديدها.

 

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، مساء الأحد، عدم توصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق على تمديد الهدنة التي كانت سارية منذ ستة أشهر في البلاد.


وقال غروندبرغ في بيان: "يأسف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعدم التوصل إلى اتفاق اليوم، حيث أن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة إضافية للسكان".


وانتهى موعد الهدنة الساعة السابعة مساء الأحد بالتوقيت المحلي (16:00 ت.غ)، بحسب النص الرسمي للهدنة.

 
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في بيان أصدره عقب اجتماع بالعاصمة صنعاء، رفضه لمقترح أممي بشأن تمديد الهدنة.

وقال البيان: "يستهجن المجلس تلكؤ الأمم المتحدة وطرحها لورقة (مقترح تمديد الهدنة) التي لا ترقى لمطالب الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام".

من جانبه، أفاد مصدر يمني مسؤول بأن الحكومة الشرعية وافقت على المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول تمديد الهدنة في البلاد.

وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21"، مساء الأحد، طالبا عدم كشف هويته، إن الحكومة وافقت على المقترح الأممي بتمديد الهدنة لستة أشهر، ابتداء من يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 2 آذار/ مارس 2023.


من جهة أخرى حذر الناطق باسم قوات الحوثي يحيى سريع شركات النفط العاملة في الإمارات والسعودية من مواصلة أعمالها، معلنا منح تلك الشركات فرصة لترتيب وضعها والمغادرة.

وقال سريع، الأحد، إن "القوات المسلحة (الحوثية) تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة ما دامت دول العدوان الأمريكي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية".

وأضاف محذراً بقوله: "وقد أعذر من أنذر"، وفق قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.

وأكد سريع أن "قواتنا المسلحة قادرة بعون الله على حرمان السعودي والإماراتي من موارده إذا أصر على حرمان شعبنا اليمني من موارده، والبادئ أظلم".

وتابع: "كل شيء محتمل ووارد، لأن موقف شعبنا هو الحق ولديه القدرة على أخذ حقه متى ما سُدّت أمامه الطرق السلمية.. فابقوا معنا".

يأتي ذلك التحذير عقب ساعات قليلة من انتهاء الهدنة المؤقتة، دون الاتفاق على تمديدها.

وكان المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، أكد مساء الأحد، أن القوات الحوثية لن تقف مكتوفة الأيدي "إذا استمر العدوان والحصار وستضع مطارات وموانئ وشركات النفط التابعة لدول العدوان في مرمى نيرانها".

وخلال الـ24 ساعة الماضية، دعت عدة دول أطراف النزاع اليمني إلى تمديد الهدنة وتوسيعها، وتغليب مصالح الشعب.

ومن بين هذه الدول، الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي الأعضاء الـخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

 

"خيارها الحرب"

وتعليقا على ذلك، دعا وزير الخارجية اليمني السابق، ونائب رئيس هيئة التشاور التابعة للمجلس الرئاسي، عبدالملك المخلافي، المجتمع الدولي إلى إدانة جماعة الحوثي وإعلانها المعرقل للهدنة وفتح الطرقات.

وقال المخلافي عبر حسابه على موقع "تويتر" مساء أمس: "يكشف الحوثي كل يوم أنه هو المعرقل للسلام وهو المعرقل لفتح الطرقات ولتدفق الوقود والسلع خارجيا وداخليا".

وأضاف المسؤول اليمني أن الحوثي هو المعرقل لصرف المرتبات وهو الرافض للهدنة وأن خياره الدائم منذ 2004 هو الحرب.

 

وأشار إلى أن الحوثي يستخدم كل هذه القضايا الإنسانية لمصلحته وشرعنة وجوده وانقلابه.

"غياب الضمانات"

وفي السياق ذاته، يرى رئيس منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحريات، عبدالعزيز العقاب، أن هناك خللا كبيرا في آليات الحوار القائمة بين الأطراف اليمنية، وكان المفترض أن تتغير الآليات القديمة التي تدير بها الأمم المتحدة عبر مبعوثيها هذا الحوار، بآليات جديدة وفاعلة.

وقال العقاب في تصريح لـ"عربي21" إن من الآليات الجديدة التي كان يفترض السير بها "إشراك القوى الفاعلة من المجتمع المدني في الداخل اليمني من ذوي الخبرة بخصوصية البلاد، تجنبا لأي إخفاقات كتلك التي حدثت سابقا في جولات الحوار السابقة".

وأضاف أن الهدنة تعتبر عملا جيدا، وتحظى بتأييد واسع من اليمنيين، لكن الهدن بحاجة ماسة إلى آليات تنفيذية مزمنة وإلى آليات رقابية وأدوات ضامنة، لضمان تنفيذ بنودها على أرض الواقع وتحقيق نتائج ملموسة في مسار بناء الثقة.

وتابع بأن هذا الأمر، كان يمكن أن يجعل من الهدنة بوابة للحل الشامل والسلام الدائم في اليمن.

وبحسب رئيس منظمة فكر للحوار فإن عدم تضمين الهدنة للآليات التنفيذية، وتدعيمها بآليات رقابية وضامنة، انعكس سلبا على الهدنة السابقة، وأهدر الوقف والفرص، وأدى إلى اتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة.

لكنه أكد أن الهدنة سيتم تمديدها، رغم الصعوبات التي تحيط بها وتراكم الإخفاقات السابقة، وذلك لعوامل عدة منها "الدواعي الإنسانية".

ومن العوامل أيضا، يشير رئيس منظمة فكر للحوار في اليمن، إلى أن هناك رغبة لدى الأطراف اليمنية في الحوار وتخفيف المعاناة، في مقابل حاجة "المنطقة إلى التهدئة" وكذا الظروف الدولية المحيطة بذلك.

كما لفت العقاب إلى أن المساعي العمانية، ستكون عاملا حاسما في التمديد للهدنة الإنسانية.

والسبت، أعلنت الخارجية العمانية دعم مسقط لتمديد هدنة الأممية وتعزيز الثقة والحوار بين أطراف النزاع في اليمن الذي يشهد حربا منذ ثماني سنوات.

وفي بيان له، أفاد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية ‎الولايات المتحدة، "أنتوني بلينكن"، بحثا فيه عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب البيان فإن الجانبين أكدا دعمهما للجهود المبذولة لتمديد الهدنة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، وعلى أهمية العمل المشترك لتعزيز الثقة والحوار البناء بين كافة الأطراف.

وفي 2 نيسان/ أبريل الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.

ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ أيلول/ سبتمبر 2014.

 

 
التعليقات (0)