تقارير

إيليا زريق وساري حنفي عالمان فلسطينيان لقضية عادلة وهوية متجذرة

ساري حنفي وإيليا زريق عالمان أسهما في ترسيخ الهوية الفلسطينية
ساري حنفي وإيليا زريق عالمان أسهما في ترسيخ الهوية الفلسطينية
دأب الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وطبقاته الاجتماعية على خدمة قضيته العادلة وترسيخ هويته الوطنية من خلال الجهد والمثابرة وتالياً المساهمة في نتاجات على كافة الصعد؛ وفي مقدمة هؤلاء من استطاع ولوج التعليم والمثابرة والحصول على شهادات جامعية عليا، ومن بين هؤلاء عالما الاجتماع الراحل إيليا زريق وساري حنفي.

إيليا زريق

هو دكتور عالم اجتماع وباحث أكاديمي وكاتب فلسطيني من مواليد مدينة عكا في الساحل الفلسطيني عام 1939، وهو من أبرز المفكرين وعلماء الاجتماع في الوطن العربي؛ هو أستاذ فخري في علم الاجتماع في جامعة كوينز في مدينة أونتاريو في كندا منذ عام 2005. يشغل منذ عام 2017 منصب أستاذ زائر في معهد الدوحة للدراسات العليا ـ مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني. توفي يوم 16 كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2023.

تتناول أبحاثه مجالين: الشرق الأوسط والمراقبة. وتركز أبحاثه أيضا على سوسيولوجيا المجتمعات الاستيطانيَّة الكولونياليَّة وأنماط المراقبة.


                                                                إيليا زريق

أصدر كتبًا عدّة عن الشرق الأوسط، له دراسات وأبحاث وكتب عدة أهمها: "مشروع إسرائيل الكولونيالي في فلسطين: المطاردة الوحشيَّة "  وصدر عام 2016، وصدر له أيضا عن سلسلة "ترجمان" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في قطر كتاب "المراقبة وحفظ الأمن على الصعيد العالمي: الحدود والأمن والهوية، وهو ترجمة عماد شيحة للعربية.

ويضم الكتاب دراساتٍ مختارة، وثيقة الصلة بهذا الموضوع، إذ تتناول حفظ أمن الحدود المادية والافتراضيَّة ومراقبتها في زمن تتزايد التهديدات المتخيّلة ومن دراساته "قضايا في تطوّر العلوم الاجتماعية في العالم العربي". وتهدف هذه الدراسة إلى تقييم البحث المعاصر في العلوم الاجتماعيَّة العربيَّة، مع التركيز على القضايا المنهجية في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا.

تبيّن الدراسة أنَّ العلوم الاجتماعيَّة العربيَّة تعاني اعتمادية مفرطة على المفاهيم المستمدة من تجربة المجتمعات الغربيَّة، كما أنّ الأبحاث المنشورة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المناهج الكيفية في البحث وعلى دراسات الحالة. تُرجع الدراسة القصور الذي يعانيه الإنتاج العربي في العلوم الاجتماعيَّة والإنسانية، أساسًا، إلى التسلطيّة وغياب الديمقراطيَّة في أنظمة الحكم العربيَّة، وهو العامل الذي يجبر الباحثين العرب على تجنب بحث القضايا المهمّة والإشكاليّة مثل قضايا التنوع الثقافي والإثني.

وعلى الرغم من ذلك، تشير الدراسة أيضًا إلى جهود عربيّة بحثيّة مهمّة درست اتجاهات الرأي العام العربي، والتحولات الديموغرافيَّة، والاستعمار والرقابة وغيرها.

تختم الدراسة بالكشف عن كيفية استفادة الحكومات الغربيَّة من الباحثين الغربيين للتدخل في شؤون العالم الثالث، وهو ما يعتبر خرقًا للمعايير الأخلاقيَّة للبحث العلمي.

ساري حنفي

يعتبر الدكتور ساري حنفي الأكاديمي فلسطيني من أهم علماء الاجتماع في الوطن العربي؛ وقد ولد في سوريا لأبويين فلسطينيين لاجئين بفعل النكبة عام 1948. يحلو له أن يعرف نفسه بأنه فلسطيني لبناني سوري على الأقل.

استكمل تحصيله العلمي وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من فرنسا، وعمل في مؤسسات مختلفة ببلدان عّدة، قبل أن يستقر به المقام في الجامعة الأمريكية في بيروت منذ عدة سنوات خلت. وهو أستاذ مشارك في علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في بيروت، ورئيس تحرير المجلة العربية لعلم الاجتماع "إضافات".


                                                              ساري حنفي

كان مديرا للمركز الفلسطيني للاجئين والشتات في فلسطين، وهو متخصص في سوسيولوجيا الهجرة واللاجئين والسوسيولوجيا السياسية والعدالة الانتقالية. لديه عدد كبير من المقالات وثمانية كتب مؤلفة أو محررة، من أهمها: عبور الحدود وتبدل الحواجز، سوسيولوجيا العودة الفلسطينية (بالعربية والإنجليزية)، بروز النخبة الفلسطينية المعولمة، المانحون والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية المحلية، سوريا المهندسون، بالإضافة إلى دراسة مقارنة مع مصر، وكتاب بين عالمين (في عام 2007)، رجال الأعمال الفلسطينيون في الشتات وبناء الكيان الفلسطيني.

من إصداراته  كتاب له هو البحث العربي ومجتمع المعرفة: نظرة نقدية جديدة (مع ر. أرفانيتس) (صدر بالعربي مع مركز دراسات الوحدة العربية وبالإنجليزي مع راوتلج)، وكذلك كتابه الصادر عام 2021 "علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة"، وقد فاز الدكتور ساري حنفي بجائزة عبد الحميد شومان 2015 عن دور التكنولوجيا في التغير الاجتماعي وجائزة الكويت لعام 2015 في مجال العلوم الاجتماعية؛ وقد شارك حنفي في ندوات عديدة حول قضايا تصب في صلب  اهتمامه كعالم اجتماع فلسطيني في المقام الاول بحيث تكون قيته العادلة حاضرة، هذا فضلاً عن مقابلات اجريت معه في مراكز بحث ودوريات وصحف ومواقع الكترونية مختلفة . 

ومن خلال متابعة خاصة وجدت أن عددا كبيرا من الأكاديميين الفلسطينيين الذين حصلوا على شهادات علمية عالية في دول الغرب ساهموا إلى حد كبير عبر بحوثهم في كشف زيف الدعاية الصهيونية حول فلسطين والنكبة وتداعيات اللجوء الفلسطيني . 

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم