كتاب عربي 21

الانتخابات الرئاسية 2024.. ماذا نفعل؟!

سليم عزوز
يقدم السيسي نفسه على أنه مرشح الجيش- الرئاسة المصرية
يقدم السيسي نفسه على أنه مرشح الجيش- الرئاسة المصرية
الصورة صارت أكثر وضوحاً، فلم يعد رفض التعويل على انتخابات الرئاسة المقبلة شأناً خاصاً بالرافضين لـ30 يونيو وما أنتجته من آثار؛ أخصها أن وزير الدفاع صار رئيساً بقوة السلاح!

فأصوات قوية انطلقت من الداخل ترفض هذه المسرحية، ولا تعول عليها في إحداث التغيير المطلوب، وكان أكثرها وضوحاً الموقف المعلن من المهندس يحيى حسين عبد الهادي، والذي رشحه البعض لينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الانتخابات، وهو الموقف الذي تبناه هاني سليمان، آخر من تم اعتقالهم من القوى المدنية، وكان قد كتب منشوراً، قال فيه إنه من العبث المراهنة على أن يسمح رئيس الجمهورية السيسي بأن يكون رئيساً سابقاً!

ومن ثم لا يرى هاني سليمان حلاً سوى في انقلاب عسكري، أو في ثورة ستتحول إلى فوضى، وهو لا يريدها، مما يعني أن الحل الأقل خسارة هو في هذا الانقلاب!

السيسي يعلم أنه وقد أوغل في الدماء، وأضر بالأمن القومي المصري، فإنه لا أمان له إلا في الرئاسة، ولهذا سيحرص على أن تكون "مدى الحياة"، حتى وإن كان الدستور بالتعديلات التي أدخلت عليه لا يعطيه أكثر من 6 سنوات تبدأ من حزيران/ يونيو 2024، وأي حديث عن ضمانات يمكن أن يقدمها مقابل منافسته هي نوع من اللهو البريء، فلن يغادر بإرادته

لن يرحل:

ولا يختلف د. سليمان عن موقفنا المعلن من قبل بأن السيسي سيخوض حرب حياة أو موت تمسكاً بالسلطة، بل إنه لن ينسحب من المشهد بإرادته ولو تحالف أولياء الأمور كلهم ضده، وكانت هذه رغبتهم جميعاً، ومن الإقليم إلى البيت الأبيض. فالسيسي يعلم أنه وقد أوغل في الدماء، وأضر بالأمن القومي المصري، فإنه لا أمان له إلا في الرئاسة، ولهذا سيحرص على أن تكون "مدى الحياة"، حتى وإن كان الدستور بالتعديلات التي أدخلت عليه لا يعطيه أكثر من 6 سنوات تبدأ من حزيران/ يونيو 2024، وأي حديث عن ضمانات يمكن أن يقدمها مقابل منافسته هي نوع من اللهو البريء، فلن يغادر بإرادته ولو أكل الناس أوراق الشجر!

ونتفق كذلك مع د. هاني سليمان في الخوف من الفوضى، لأن ثورة يناير لن تتكرر ببراءتها إذا خرج الناس، وأختلف معه في تعويله على الانقلاب العسكري، لأن مثل هذه الأماني تبنى على اعتقاد زائف بأن السيسي يحكم بإرادة الجيش، وهي الصورة التي يروق له أن تنتشر، ومن خلال تصدير الجيش في أعمال مدنية مثل اختيار موظفين للتعليم والنقل ونحو ذلك. وهو هنا يتصرف على نحو يجعل من الجيش شريكاً في كل أعماله، ومنذ تنازله عن تيران وصنافير، إلى تفريطه في مياه النيل، وفي الأولى قال إنه سأل الجيش ضمن من سألهم إن كانت لديهم مستندات تؤكد مصريتها، وقال إنه تلقى نفياً لذلك، وفي الثانية قال إنه يطلب من الجيش والبرلمان أن يخبروه بأي تصرف لازم حيال بناء سد النهضة. والسكوت هو علامة الرضا بحدود تحركاته هو، حتى وإن كانت لا تتجاوز جلسات التفاوض الفاشلة!

إنه يريد أن يقول إنه مندوب المؤسسة العسكرية في القصر الرئاسي، وهذا ليس صحيحاً، ولم يكن صحيحاً في أي عهد مضى، ومنذ ثورة 1952. فحركة الضباط الأحرار هي تصرف خاص من صغار الرتب لا يمكنها أن تكون تعبيراً عن الجيش وقياداته، ولم يكن اللواء محمد نجيب سوى عنوان لمتن مشوه، ولم يكن عزل نجيب قرار الجيش، الذي لم يُستشر في تصعيد عبد الناصر، ولم يكن الجيش صاحب قرار في تشكيل مجلس قيادة الثورة، أو حله، ولم يستشر عبد الناصر الجيش في اختيار السادات خليفة له. كما لم يأخذ السادات موافقة الجيش على اختيار مبارك بالذات نائباً له، وإذا كان الاختيار تم وفق شرعية أكتوبر، فلأن السادات اعتبر نفسه هو المتحدث الأول والوحيد باسمها، فلم يكن مبارك هو التعبير الحقيقي لحرب أكتوبر المجيدة، فيسبقه في التعبير الأصيل عنها رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي، يليه الفريق عبد الغني الجسمي!

يريد أن يقول إنه مندوب المؤسسة العسكرية في القصر الرئاسي، وهذا ليس صحيحاً، ولم يكن صحيحاً في أي عهد مضى، ومنذ ثورة 1952

فالجنرال الآن ينتحل وضعاً لا يعبر عن الحقيقة، ليقول للشعب إنه مرشح الجيش، أو أن الجيش معه، وقد كانت الشرطة هي التي تحكم في عهد مبارك، لكن في النهاية غادر الحكم، ولم ترفض عملية القبض على وزيرها وتقديمه للمحاكمة. وبجوارنا تجربة السودان وهي على مرمى حجر، فعلى مدى ثلاثين عاماً أسس عمر البشير جيشه الخاص، واختار قيادات واحداً واحداً وصنعهم على عينه، فلما قامت الثورة تصرفوا على أنهم أصل الثورة وأبناؤها، وحتى المليشيات التي منحها البشير صفة عسكرية، ووصف قائدها بحمايته، حاولت في البداية الدفاع عن النظام فلما تأكد لها أن الثورة ماضية في طريقها لا يضرها من ضل، تصرف حميدتي على أنه من زعماء الثورة!

هذا أمر معلوم، لكن لا أحد يمكنه أن يتنبأ بالثورة، وهي لن تكون في رقة ثورة يناير المغدور بها، لأنها ستكون تعبيراً عن غضب عارم وليس لرغبة في الإصلاح، وإذا كان هاني سليمان قد اختزل الأمر في حل وحيد هو الانقلاب العسكري، فإننا نستبعد هذا الخيار الحالم، لأن الجيش لن يتحرك إلا مدفوعاً بغطاء شعبي. ومن هنا إذا كان خيار الثورة مستبعداً فقد سقط معه هذا الخيار، ويكون الخيار المنطقي هو انتظار خروج السر الإلهي!

الجلوس على الرصيف:

إنما هل يجوز للمعارضة أن تجلس على الرصيف، ولا تقوم باللعب إلا إذا حصلت على ضمانات بنزاهة الانتخابات، الأمر الذي يعني أن السيسي سوف يعلن بها تخليه عن الحكم طواعية.

فالمؤكد أن انتخابات نزيهة سيطوي الشعب بها ملفه تماماً، مع خالص احترامنا لأصوات تنحاز له، فلو كان لديه يقينهم في ذلك، لأجرى انتخابات بحضور العالم كله، لتكون عرساً ديمقراطياً، يخرس به كل خصومه، وهو ليس مغامراً ليقدم على هذه الخطوة!

الذين لا يعترفون بشرعية الانقلاب العسكري هم في تصالح مع أنفسهم، فهم يرون أن أي حديث عن المنافسة بالانتخابات هو اعتراف بشرعية السيسي، وهو موقف يفتقد للذكاء السياسي، لأن هذا الأمر كان منطقيا عندما كان هناك رئيس شرعي في السجن، ويكون استمرار الموقف الآن هو أنهم يعدون لثورة، وهم لا يفعلون شيئاً من هذا!

ليس مطلوباً أبداً الاعتراف بشرعية السيسي، وإنما لا بد من التفكير من جديد بطرح سؤال: وما العمل؟ فإن لم تكن لديهم خطة فلا ينبغي النظر إلى أنفسهم على أنهم الفئة الناجية لمجرد موقفهم الرافض للانقلاب!

ليس مطلوباً أبداً الاعتراف بشرعية السيسي، وإنما لا بد من التفكير من جديد بطرح سؤال: وما العمل؟ فإن لم تكن لديهم خطة فلا ينبغي النظر إلى أنفسهم على أنهم الفئة الناجية لمجرد موقفهم الرافض للانقلاب!

النخبة المدنية (إن صح التعبير)، التي قامت بتحضير العفاريت واعترفت به، هي التي ينبغي أن يشغلها كيفية صرفه، وصحيح أنه لن يمنح ضمانات، ولن يسقط بانتخابات على الأقل في 2024، لو بقيت الأمور على ما هي عليه، لكن هل يجوز الاستسلام بوضع الأيدي في الماء البارد في انتظار المجهول؟

لا تزال التجربة الخاطئة للمعارضة بمقاطعة الانتخابات في سنة 1990، درساً لا يغيب عني، فقد كانت المعارضة تعيش في أزهى أيامها منذ عودة حزب الوفد للحياة السياسية في 1984، فطلبت من مبارك ضمانات مقابل خوضها الانتخابات بعد تجربتين برلمانيتين نجحتا إلى حد كبير بحسابات المرحلة، لكن مبارك الذي أزعجته المقاطعة لم يقدم أية ضمانات، وفي النهاية بدأ العد التنازلي لهذه الأحزاب، فلما جاء عام 2000 وكانت الانتخابات بالإشراف القضائي كانت الأحزاب السياسية في حالة استسلام كامل، ولم تستطع أن تلملم أشلاءها في انتخابات 2005، مع رسائل الجماهير في المرتين بما يوحي أن الحزب الوطني انتهى. وكانت جماعة الإخوان مستعدة في الانتخابات الأخيرة فنجح لهم 88 مرشحاً، ولو كانت الأحزاب هي التي تتصدر المشهد، لما أمكن لنظام مبارك أن يقول للغرب إن البديل له هو الجماعات الدينية!

الجنرال إذا نجح بسهولة فإن القادم أسوأ ولن تكون هذه الدورة الأخيرة له، والحل هو بنصف العمى، على قواعد إرباك أيمن نور لمشهد انتخابات مبارك، فمن كان يساوره شك أن مبارك هو من سيفوز؟ لكن هذه المنافسة أضعفت موقفه داخلياً وخارجياً

من السيئ تكرار تجربة انتخابات المحلل؛ مرة حمدين صباحي ومرة موسى مصطفى موسى، لكن من السيئ أيضاً ترك الأمور تجري في أعنّتها، فالجنرال إذا نجح بسهولة فإن القادم أسوأ ولن تكون هذه الدورة الأخيرة له، والحل هو بنصف العمى، على قواعد إرباك أيمن نور لمشهد انتخابات مبارك، فمن كان يساوره شك أن مبارك هو من سيفوز؟ لكن هذه المنافسة أضعفت موقفه داخلياً وخارجياً.

فيما مضى كان السيسي يهمه استكمال الشكل، فكان المحللان حمدين وموسى، لكن في القادم لن يهمه الشكل وكل ما يعنيه أن يفوز في انتخابات مريحة، تماما مثلما جرى من "الطقم الجديد" للحزب الوطني برئاسة جمال مبارك وصديقه أحمد عز في الانتخابات البرلمانية في 2010، فكانت النتيجة التي أزعجت سياسيا محنكاً هو صفوت الشريف حد قوله مغاضباً: "فلتخرب"، وقد خربت عليهم فعلاً!

بيد أن استشعار الأزمة ليس لأن الحزب الوطني كان يلاعب نفسه، ولكن لأن أمامه أحزاباً عدة تخوض الانتخابات، فمثلت نتيجة الانتخابات غضباً عارماً انتهى بقيام ثورة يناير، ولو انسحبت المعارضة كما فعلت في 1990، لما شعر الناس بحجم المأساة، وفقدان الأمل في إصلاح النظام بالسياسة!

الأمر يحتاج إلى جلسات عصف ذهني ممن يعنيهم مستقبل هذا البلد!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (6)
عصف ذهني
الجمعة، 05-05-2023 05:13 م
مما حدث في 11\11 الماضي بعد ان كنا نعلق عليه امالا كبيرة من اسباب عدم خروج الناس لاحظت قبل 11\11 بقليل ازداد الهجوم على الاخوان من العلمنجية و اخذوا يقرنون العسكر بالاخوان و كانهم متساويان في اغتصاب الحكم و ارتكاب الجرائم و المعلوم انه لن تقوم ثورة بدون اخوان حيث انهم المعارضة الوحيدة المنظمة و التي لها كيان و حيث انها تلقت معظم التنكيل و القتل و النهب منذ ثورة 25 يناير و حتى الان لذلك قد يكون الاخوان فهموا ان 11\11 كمين لهم لذلك لم يخرجوا في 11\11 و عندهم حق في ذلك و خاصة ان العلمنجية و منهم من يعترف انه كان يعمل في قمة مافيا الاجرام المسماه بامن الدولة هؤلاء يحاولون افساد كل تحرك يؤدي لثورة و خاصة بعد ان اتخذوا اماكنهم وسط المعارضة فقبل اي تحرك يقومون بنفس العمل و هو التشكيك في قاطرة الثورة
عربي
الجمعة، 05-05-2023 04:21 م
من قراءة الأحداث اكتشفت أن للسيسي مافيا يهدد بها أي معارض له حتى لو كان من الجيش و قد بدأ بعمر سليمان الي سامي عنان و احمد شفيق و قنصوه حتى لو أن هذه المافيا صغيره و لكنها فعالة و مؤثرة لكن هذا لا يعفي من مسئولية المؤسسات التي رفضت العمل مع الرئيس المنتخب محمد مرسي رحمة الله عليه مثل الشرطة و القضاء الذي حاكم رئيس شرعي و رئيس المحكمة الدستورية الذي شارك في تعطيل الدستور و هو عدلي منصور و السيسي لم يخطف الرئيس وحده بل بمشاركة مؤسسات الدولة و أولها الجيش و قد رأينا المؤسسات في امريكا ترفض العمل مع الرئيس ترامب المهزوم ضد الرئيس الفائز يعني لولا البيئة العفنة الفاسدة في كافة مؤسسات مصر لما نجح السيسي في اغتصاب الحكم و الانفجار قادم لا محالة و هتخرب على الجميع حتى على الدول المشاركة للسيسي في جرائمه و السيسي لعنة كارثية على كل من عرفه وشاركه و جائت اللعنة من دماء آلاف المصريين الذين قتلهم السيسي
صالح الغانم
الخميس، 13-04-2023 10:53 ص
هذا التحليل وما سبقة من تحليلات للاستاذ الكبير سليم عزوز واخرين اصبحوا اسرى لسجون السيسي يلخص مشهد سياسي واجتماعى وفكري بصورة دقيقة . هي تحاور طبقة مجتمعية اسقط في يدها منذ سنين فالاخيرة مثقفة وواعية ووصلت الى الكثير من هذه الاستنتاجات بنفسها ودفعت الثمن ولا تزال . لا يمكن الركون الى رجل الشارع للقيام بما يسمى بثورة جياع او مضطهدين لان التاريخ اثبت ان حالات مشابهة من الاستبداد استمرت لعقود خاصة مع وجود طبقة منتفعة ليس بقليلة تعتاش على هذا النمط السياسي والاجتماعىوالاقتصادي التي تفرزه هذه الانظمة. نجح السيسي في سحق كل من لديه الشجاعة للمقاومة ومن تبفى تعلم الدرس بانه سيترك وحيدا حتى لو كان على راس الدولة والتاريخ اثبت نجاعة هذا الاسلوب حيث قمعت ثورات قي الماضي ولم تقم لها قائمة من بعد . العمل قد يكون بتشكيل خلايا لاحزاب ذات طابع قومي وعقائدي علماني او دينى معتدل جامع على ان تكون نشاطتها سرية وتعمل كل منها بصورة مستقلة وتقاد من نقابيين من مختلف التخصصات وتمول من الخارج وتسوق كبديل في الداخل والخارج . اي شخص ليس لديه قاعدة حزبية او عسكرية قوية لن يستطيع ان يقود حتى لو وصل الى السلطة فنادرا ما ينجح المرشحين المستقلين في الانتخابات الرئاسية في دول العالم يجب انشاء اتحادات وجمعيات سياسية في المهجر حتى ولو كانت مخترقة لكي يكون لها تاثير سياسي دولي فاعل وتتلقى مساعدات من الدول المحترمة وعدم الركون الى القنوات الاعلامية فقط . ارجو من السيد عزوز وزملائه من المفكرين طرح مبادرات وافكار من واقع هذا الفهم العميق وعقد ندوات باسم جمعيات مسجلة رسميا في المهجر لهذا الشأن.
إنتخابات ؟!
الثلاثاء، 11-04-2023 05:33 م
لم أفهم ماذا تعني بقولك "مع خالص احترامنا لأصوات تنحاز له" ؟!! -------- "ويكون الخيار المنطقي هو انتظار خروج السر الإلهي". حتى هذا الخيار ليس بالضرورة أن يفضي إلى ما نريد إلا إذا حدث في القريب العاجل. لأنه إذا طال به العمر ، سيقوم بالتأكيد بإعداد أحد أولاده لخلافته (و كله حيبقى بالقانون و الانتخابات). و سنعود إلى ما قبل النقطة صفر و حكاية جيمي. و لعل جيمي الجديد يكون أسخم من أبيه (قارن بين بشار و حافظ). أما عن أخذ الإنتخابات القادمة بجدية: من هذا الذي سيغامر و يترشح حتى ينضم إلى بقية الشلله في السجن ؟!. لا أرى حلا إلا الثورة... سواء غداً أو بعد مائة عام. فقط حين يرى الله أن هذا الشعب (في ذلك الوقت) يستحق أن يرفع عنه البلاء.
عبد الباسط
الإثنين، 10-04-2023 07:47 م
تحيتي العطرة دائما لك استاذنا الألمعي صاحب العبارة الرشيقة والكتابات الرائعة سليم .. علقت مرات عدة على مواضيع الانتخابات التي تطرحها عبر موقعنا المميز (عربي 21) وكنت ولا زلت أقدر طرحك، فأنت تقول باختصار: فلنجرب فالعيار إن لم يصب فإنه "سيدوش"، خاصة وأنه لا خيار آخر مطروحاً أمامنا! ولعل دخول "المعارضة" على الخط سيربك (المنقلب المغتصب) وربما أصابه بسبب ذلك ما أصاب من سبقه فتكون الانتخابات بداية النهاية لهذا "المضطرب عقليا" وربما أدت بالفعل إلى "ترنحه"! وهذا الطرح لا يخلو من وجاهة، كما أن طرح المعارضين للمشاركة لأنها ستضفي على انتخابه "المؤكد" شكلاً من اشكال المصداقية ليقول بعدها بأن الناس اختارته عبر الحشود التي صوتت له، وأنه اصبح رئيسا عبر صناديق الاقتراع، حتى وإن كانت الحشود قد خرجت لانتخاب "منافسه" إن وجد له منافس، فشكل الحشود هو المطلوب أما الباقي فمعلوم "فالورق ورقه والدفاتر دفاترهـط وبهذه الانتخابات سيتم "غسله" من من جريمة "الانقلاب"، كما تغسل الأموال الفاسدة بنشاطات ظاهرها قانونية! بالرغم ن أنه لن يضار من قلة المشاركة كحال (جاره) المختل (قيس) فقد كانت انتخابات قيس"فضيحة" كبرى ومع ذلك فإنه مستمر ويزداد تمكنا! لكن ربما تتغير الظروف هذه المرة وتكون "القشة" التي ستقصم ظهره، كما أن هناك حرص على أن تكون الانتخابات هذه المرة ّجماهيرية" عبر ما نقرأه ونشاهده من تصريحات في هذا الشأن من "أبواق النظام"! لكن رأيي المتواضع مع الطرح "الرافض" شكلا ومضموناً للمشاركة في "المسرحية" التي ينوي "طرح النخلة" اقامتها، حتى وإن كان لا خيار آخر سوى "لطم الخدود" و"شق الجيوب" وطلب "مزيد من الضرب حتى نتوب"!