أخبار ثقافية

يصدر قريبا: "الحلاج سيرة أخرى"

تتناول الدراسة الجديدة سيرة الشاعر الصوفي الحلاج - عربي21
تتناول الدراسة الجديدة سيرة الشاعر الصوفي الحلاج - عربي21
عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في عمّان، تصدر قريبًا دراسة مهمة بعنوان "الحلاج سيرة أخرى"، للباحث د. أسامة غالي.

جاء في كلمة الناشر: "لا غرو أن الحلاج بلغ شأناً عظيماً في الثقافة الإسلامية، بل في الثقافة العالمة، وقد تعاور المؤرخون والدارسون والباحثون، قديماً وحديثاً، العناية به، وكان الباعث عندهم هو "الثيوصوفيا" التي استعاد الحلاج وهجها، ووسع أفقها، فضلاً عن سيرته الملأى بالحوادث والمفارقات، وشخصيته ذات النزعة التحررية، ومآله الغرائبي.

كل هذا، وأشياء أخرى، كرست العناية بالحلاج، حتى لا تكاد مدونة تاريخية تخلو من ذكره، وما صار إليه، ثم تمادت العناية إلى الثقافة الشعبية الشفاهية، فقصد العامة تداول ما قرّ في المدونة التاريخية، حتى بلغ الحلاج الشيعوعة، وكانت النتيجة أن يتداخل الواقعي بالمتخيل، وأن تتناوب في السير شخصيتان، الأولى الحلاج فارسي الأصل، والحلاج البغدادي، وأن تدون في ما بعد سيرة أخرى.

يمكن القول إن ما توافر من سير الحلاج الشعبية، ما هي إلا تدوين لشفاهيّ قام على أصل في المدونة التاريخية القُدمى وتماد عنها، غير أن هذا الشفاهي قد وضع نسقاً مغايراً، ولغة ثانية، وحمولات ثقافية ومعرفية، تنتمي إلى عصر مختلف".


Image1_720231221059535575655.jpg
Image2_720231221059535575655.jpg
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأربعاء، 12-07-2023 08:22 م
'' سيرة حياة الحسن البصري '' كان الحسن البصري، زعيم تلاميذ صحابة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، بالتّحديد هو مولى زيد بن ثابت الأنصاريّ، وكانت أمّه تخدم في منزل أمّ المؤمنين أمّ سلمة، وهكذا ولد الحسن في بيت الرّسول عليه الصّلاة والسّلام. كان والده يسار البصري، مولى جميل بن قطبة، وكان عبدًا تمّ القبض عليه في ميسان الواقعة بين البصرة وواسط في العراق، ولكن تمّ إعتاق رقبته في المدينة المنوّرة وعاش فيها، وتزوّج قبل عامين من نهاية خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. ولد الحسن في المدينة المنوّرة، في عام 642 للميلاد، وعندما كانت أمّه تنشغل عنه في خدمة بيت أمّ المؤمنين أم سلمة، كانت ترضعه، ويقول العلماء إنّ علمه جاء من بركة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان الصّحابة يدعون له بالدّين والفقه والعلم. كان الحسن البصري أعظم طُلّاب العلم في البصرة، وسمع الأحاديث من الصّحابة مباشرة، وكان عمره أربعة عشر عامًا، أثناء خلافة عثمان بن عفّان. وهو الذي روى قصّة أنس بن مالك رضي الله عنه، مع قطعة الخشب التي كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يتّكئ عليها أثناء الخطبة، وعندما ازداد عدد النّاس في المسجد، صُنعَ له منبرٌ على بعد خطوتين من القطعة، وبعد مرور النّبي عليه الصّلاة والسّلام من جانبها ووقوفه على المنبر، سمع الصّحابة صوت أنين، ونزل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ووضع يده عليها حتّى سكتت، وكان الحسن البصري عندما يخطب بالنّاس يقول لهم: قطعة من الخشب تشتاق للنّبيّ، وأنتم أحقّ بذلك منها. وهذه القصّة واردة في أحاديث الثّقات من الصّحابة، وليست خياليّة. ونقل الحسن البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أيضًا عن سنّة الاستحمام يوم الجمعة، وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر. "رأي العلماء بالحسن البصري" يقول محمد بن سعد في موسوعته الشّهيرة “الطّباقات”، عن صفات الحسن البصري، كان يحتضن كلّ شيء في العلم، وهو عالِم حقيقي على مستوًى عالٍ، يتفوّق في الفقه، ويمكن الاعتماد عليه كمصدر وجديرٌ بالثّقة، وعابد مخلص، ومحبٌّ للتّعلّم، وصريح وجميل وله وسامة، وكان أيضًا أحد أشجع الرّجال. قال عنه أبي بردة: لا أحد يشبه صحابة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مثلما كان الحسن يشبههم. وهكذا قال أبو قتادة: لم أرَ أحدًا يشبه عمر بن الخطّاب مثل الحسن. قال معاذ بن معاذ: قلت للأشعث: لقد قابلت واصل بن عطاء، لماذا لم تسأله أسألتك؟ فقال: لم أقابل أحدًا أفضل من الحسن البصري. يقول حِمام: يقال إنّ الأرض لن تفتقر أبدًا في سبعة رجال؛ بسببهم سيحصل النّاس على المطر، وبسببهم سيتم الدّفاع عنها، وآمل أن يكون الحسن أحدهم. سأل رجل واصل بن عطاء عن قراءة القرآن في الجنازة، فقال: لم نتعلّم ولم نسمع أحدًا أبدًا يتلو في الجنازة، فقال الرّجل: الحسن يقول أنّه علينا أنّ نقرأ، فقال واصل: اتّبع هذا، لأنّ الحسن عالم عظيم. يقول أبو جعفر الرّازي: بقيت طالبًا عند الحسن لمدّة عشر سنوات، سمعت فيها دائمًا شيئًا جديدًا. كان خالد بن صفوان جارًا قريبًا للحسن البصري، وصفه ذات مرة قائلًا: لم أرَ رجلًا مثله أبدًا، مظهره الخارجيّ مطابق لما في داخله، وكلماته مطابقة لأفعاله؛ إذا أمر بما هو صحيح، فهو أوّل من يفعل ذلك، وعندما ينهى عمّا هو خطأ، هو أوّل من يبتعد عنه، ولم أجده بحاجة لأشخاص آخرين، لكنّ النّاس كانوا بحاجة إليه. قال حجّاج الأسود: أتمنّى لو أنّني كنت ناسكًا مثل الحسن، ومتديّنًا مثل ابن سيرين، وعابدًا صالحًا مثل عبد الله بن عبد القيس، وعالمًا بالفقه مثل سائد بن المسيّب، فقال له جُلساؤه: كلُّ هذه الصّفات موجودة في الحسن البصري. "من أقوال الحسن البصري" من ليس له أدب ليس له علم، ومن ليس لديه صبر ليس لديه دين، ومن ليس عنده تقوى لا يقترب من الله .. اعلم أنّ لا يمكنك حُبُّ الله، حتّى تُحبَّ طاعته .. الشّخص الذي يعمل من دون علم، يفسد أكثر ممّا يُصلح .. يظلُّ المؤمن ينتقد نفسه دائمًا، في طعامه، وشرابه، وكلامه، والمخطئ لا ينتقد نفسه أبدًا. "وفاة الحسن البصري" كان الحسن البصري في كلّ حياته، تقيًّا، وورعًا، وصادقًا، واكتسب محبّة جميع أهل البصرة، وعندما وافته المنيّة في سنّ التّاسعة والثّمانين، في الخامس من رجب من عام 110 للهجرة، وكانت وصيته حيث قال أبو طارقٍ السَّعديُّ : شهِدتُ الحسن عند موتِه يُوصِي، فقال لكاتبٍ : اكتُبْ، هذا ما يشهَدُ به الحسن بن أبي الحسن، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، مَن شهِد بها صادقًا عند موته دخل الجنة وقد حضر جميع سكّان البصرة إلى الجنازة، وكانت المرّة الأولى في التّاريخ التي فرغت فيها جميع مساجد البصرة في وقت صلاة العصر؛ للصّلاة عليه.