أخبار ثقافية

"أشكال" يوسف الشابي تُنطق الإسمنت والنار والجوائز

الفيلم منخرط في فضاء تونسي محلي في ظاهره، إلا أن شكله السينمائي جعله يحلق كونيالا
الفيلم منخرط في فضاء تونسي محلي في ظاهره، إلا أن شكله السينمائي جعله يحلق كونيالا
فاز فيلم "أشكال" للسينمائي التونسي يوسف الشابي مؤخرا، بجائزة "حصان ينينغا الذهبي" في الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان عموم أفريقيا للسينما والتلفزيون "فيسباكو" بواغادوغو.

وسبق ليوسف الشابي أن فاز بفيلم "نحو الشمال" على العديد من الجوائز الدولية.

عُرف المخرج يوسف الشابي بطموحه الجامح وبفنّه الشامل، وجمعه بين الإخراج والكتابة والموسيقى والإنتاج. عمل مساعد مخرج في فيلمين طويلين هما: "الدواحة" لرجاء لعماري و"ثلاثون" للفاضل الجزيري.

هذا الفيلم الروائي الطويل من إنتاج تونسي قطري فرنسي مشترك، والذي يمتد زمنيا على 92 دقيقة، فاز هذا الشريط الذي نال من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مبلغ500 ألف دولار كدعم لمشاريع المخرجين من المملكة العربية السعودية، بثلاث جوائز، في مهرجان مونوبيليه للسينما المتوسّطية في دورته الـ 44، وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى. كما نال الفيلم إعجاب صنّاع السينما وإشادة النقاد، في عرضه العالمي الأول ضمن "قسم نصف شهر المخرجين"، خلال الدورة الـ 75 لمهرجان كان السينمائي، وعرض في العديد من المهرجانات الدولية منها مراكش ولندن.

بين حظائر البناء المهجورة، يُضرِم حارسُ عمارة في جسده النار، ويحُفّ الغموض بملابسات الحادثة. عنصران أمنيان (الممثّل محمد حسين قريع وفاطمة الوصايفي) يعثران على جثة متفحّمة، يدخل البطلان في رحلة بحث طويلة عن الحقيقة، وفي الأثناء يواجهان العديد من الألغاز والتعقيدات الغريبة. معا يعملان مع فارق كبير وجوهري، الأمنية فاطمة التي تتحرك داخل فضاء تلفه المخاطر، ومحفوف بالخطر، وفي مجتمع ذكوري، له دلالاته. الرجال الذين تشترك معهم في إماطة اللثام عن اللغز لا يرون في وجودها أمرا عاديا، فهي لا تجد معاملة تحترم ذاتها وتقدر ما تقوم به.

Image1_820231164638397323777.jpg
"أشكال " لا هوية لها ولا عنوان...

"أشكال" تحترق، نُزعت عنها صفة الإنسانية، النار والتضحية بإحراق النفس متلازمتان، لا شك أنهما كانا حاضرين في ذهن صاحب الفيلمَ برمّته، الذي لا بد انه استبطن حادثة البوعزيزي، الذي أضرم النار في جسده لحظة يأس. التضحية بالنفس، حركة يُمكن أن نفهمها من وجهات نظر مختلفة، منها وجهة النظر الصوفية والدينية.

لماذا يحرق شخص نفسه؟

هل كان مجرد مكان تدور فيه الأحداث، أم هو أكبر من مجرد فضاء استغله المخرج لينفخ فيه، حتى استحال شخصية مهمة بل الشخصية الاولى في الشريط؟

تتحرك الكاميرا داخل الحي تلاحق " شكلا " يسكن الفضاء، شكل أضرم النار في نفسه، شكل إنسان يحترق. من يفك اللغز؟

كم سيستغرق فك اللغز - إن تم ذلك- من الوقت؟

من هو الجاني / المجني عليه؟

ما هي الدوافع التي جعلته يعانق النار؟

سيبدأ فك اللغز أو الإيهام بذلك.

المكان هو العمود الصلب

قال المخرج عنه في حديث لـ"فرانس 24": "حدائق قرطاج مكان خلق بداخلي القصة، فهو بمثابة أستوديو جاهز يمكن التحكم فيه". المكان هو العمود الصلب الذي يتكئ عليه الشريط إذن، وهو الإطار الذي لعب المخرج على وحشته، وصمته، وغرابته."

اختيار المكان لم يكن اعتباطيا، فحدائق قرطاج المكان الراقي، الذي يجسد الثراء والحداثة، أصبح كتلاً إسمنتية مهجورة، ومدينة أشباح، اختارها المخرج لتكون مسرحا لفيلم بوليسي، يحاكي أفلام الرعب.

اكتشف المخرج هذه المنطقة من تونس من خلال والدته التي تمكّنت، بفضل مبادرة حكومية، من الحصول على قطعة أرض هناك لبناء مسكن خاصّ. يقول: "كانت تعيش هناك منذ ثلاث سنوات. حتى ذلك الحين، عاشت أسرتنا في أحياء مختلطة من الطبقة العاملة...حدائق قرطاج لا علاقة لها بذلك. من ناحية، هي مبنية على طراز دبي، بمبانٍ مستقيمة ومزججة للغاية، ومن ناحية أخرى هي مكان مخصّص لاستيعاب المجتمع الراقي، بمن فيهم أعضاء الحكومة. الإيجارات هناك مرتفعة، والحيّ لا حياة فيه، كل شيء يحدث داخل الشقق."

ومع الإسمنت والبنايات التي لا حياة فيها، آن الأوان لتلعب النار دورها الحاسم، في قوالب إسمنتية، تعطل بناؤها بفعل الثورة، التي كانت شرارتها الأولى من نزيف البوعزيزي، والنيران التي التهمت جسده. تضحية البوعزيزي، هي التي أوقفت البناء وتركت الأماكن موحشة في حدائق قرطاج.

هل يغرد طائر في حدائق تغوّل الإسمنت فيها؟

قرطاج، التي اندثرت وسط النيران ولم يبق منها سوى شعار الكبرياء: النار ولا العار. الذاكرة الدامية المستعرة، تشتعل من جديد. اختار المخرج فضاءه "لأنه يحمل خصوصية ترتبط ارتباطاً مباشراً بتونس، فهو مدينة سكنية كانت تُنفّذ لتشبه بكيانها وعماراتها مدناً كبرى مثل دبي، فتمثل حلماً راود النظام الحاكم القديم، الذي سقط إثر الثورة.

 "إنها تشبه المتاهة التي رغبتُ أن يدخلها المشاهد، من خلال أحداث الفيلم: بناءات شاهقة غير مكتملة، أعمدة إسمنتية لامتناهية، جدران غير مطلية، عالم رمادي قُد من كتل عمرانية ضخمة ومتلاصقة أشبه ما تكون بالكائنات الحجرية الباردة."

هل نحن أمام فيلم اعتنق الواقعية، وأوهم أنه ينتمي إلى الأفلام البوليسية، من خلال نشاط الشرطة المكثف، وضغط القيادات العليا لكشف لغز الاحتراق المتكرر؟

أم نحن بصدد التعاطي مع عالم خيالي غرائبي، يتجاوز حدود المنطق والعقل؟

أم هو مزيج بين الواقع والخيال العلمي والرعب؟

هل استعاد المخرج واقعة إضرام ''البوعزيزي'' النار في جسده، ليعيد النبش في ملفات لم تفتح، ونار أسئلة ملتهبة، لم تنطفئ نارها؟

هل هي ''نار'' الثورة المستعر لهيبها، تنتظر أن تكتمل فصولها؟

هل كان المخرج يجري جردا تاريخيا لمسار تخللته أحداث متباينة إبان الثورة؟

هل كان المخرج يسائل بدهاء، حصاد تلك الثورة التي ظلت في حالة مضطربة، تعكس حالة من الاحتراق؟

"أشكال" حلمي الذي تحقق

وفي لقاءات كثيرة أكد مخرج "أشكال" أنه حاول من خلال الفيلم "إلقاء الضوء على أحد القضايا الملحة والتغيرات التي أحدثها الواقع السياسي الجديد، والتغيرات التي طرأت داخل المجتمع التونسي خلال السنوات الأخيرة"، مضيفا أن فيلمه يطرح تساؤلات عدة و"لا يقتصر على تحديد واقع بعينه، رغم أنه يلامس ما عاشته تونس خلال الفترة الماضية، وأن المشاهد العربي دائما ما يربط بين الأعمال السينمائية والواقع، في حين أن السينما يميزها عنصر الخيال، الذي لا يجب أن يتحجج بالواقع ويبقى أسيرا لديه، وفي الفيلم مساحات واسعة للمغامرة والفانتازيا.

اظهار أخبار متعلقة


"أشكال" "هو حلمي الذي تحقق"، هكذا صرح المخرج يوسف الشابي، مضيفا: " كنت أرغب في تنفيذ شريط سينمائي من هذا النسق تتداخل فيه الفانتازيا مع الواقع. وهو نوع من الأفلام لا نصادفه كثيراً في السينما العربية عامة، والتونسية خاصة، وأرى فيه خلطة سحرية للسينما".

الفيلم منخرط في فضاء تونسي محلي في ظاهره، إلا أن شكله السينمائي جعله يحلق كونيا، باعتبار الحدث التونسي، غير منفصل عما يحدث في العالم.

تشكيلات لونية، ولعب بالضوء والنا ر، وتكوينات تبعث بالوحشة، وأصوات نباح الكلاب في ليل بهيم، وموسيقى طاغية، شكلت علامة مهمة جعلت المشاهد في حالة تأهب قصوى لاكتشاف ما هو مخيف، أو مرعب وغير متوقع. الفيلم صرخة من أجل للتعايش السلمي، ألم يقل الطبيب المُعالج حول الرجل ذي غطاء الرأس: "بعد صدمة مماثلة، يتعيّن أنْ يتعلّموا العيش من جديد". أي عيش؟ وعمن يتحدث؟
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الخميس، 03-08-2023 02:46 ص
'' أفلام مثل "ذا ترمنايتور" تروج لفكرة أن يكون هناك صراع بين البشر والآلة '' أشكال من هوليوود" صورة سائدة مغلوطة عن الذكاء الإصطناعي بأنه رجل آلي يريد تدمير البشر "ذا ترمنايتور" هو فيلم حركة وخيال علمي أمريكي من إخراج جيمس كاميرون الذي كتبه مع منتجة الفيلم غيل آن هيرد، وبطولة آرنولد شوارزنيجر وليندا هاميلتون ومايكل بين. يتناول الفيلم حرب من الجائز حدوثها في مستقبل تخيلي تسيطر فيه الآلات على كوكب الأرض، وفي المقابل تكون مجموعة من البشر فريق لمقاومتهم ومحاولة لتحرير الكوكب بقيادة جون كونور ولعدم قدرة الآلات على قتله أثناء المقاومة، فإنها ترسل رجل آلي إلى الماضي قبل مولد جون كونور لقتل والدته سارة قبل ولادتها لجون. (أربعة أفكار خاطئة عن الذكاء الإصطناعي المستقبلي) هناك جانب عملي وتطبيقي للذكاء الإصطناعي على المدى القريب (خلال 30 سنة قادمة)، وهناك جانب نظري و فحص للتداعيات المتوقعة للذكاء الإصطناعي على المدى المتوسط و البعيد (30 سنة فأكثر). فيما يلي بعض الأفكار المغلوطة عن الذكاء الإصطناعي على المدى البعيد: 1 ـ لا داعي للقلق من تطور الذكاء الإصطناعي! البعض يعتقد أن من يقلق من تداعيات الذكاء الإصطناعي هم من الذين يحاربون التقنية ولا يحبون الجديد (لوديت) الحقيقة أنه من أكبر علماء الذكاء الإصطناعي والمفكرين مثل "نك بورستون" و "إيلون مسك" يحذرون من تداعيات الذكاء الإصطناعي ويعتقدون أنه يشكل خطر وجودي على البشرية. القلق نابع من أنه في حال وصول تطور الذكاء الإصطناعي إلى مستوى معين (بسبب السباق الحالي بين الصين و روسيا وأمريكا، ويعد أشبه بالسباق النووي في القرن الماضي) فإنه سيمكن تطوير عميل (وكيل إي) يمكن لمطوره تقييده، لأنه سيكون متصل بالإنترنت وقادراً على التعلم ونسخ نفسه على السحابة الإلكترونية (سحاب) الخطر على البشرية من الذكاء الإصطناعي يوازي أو ربما يتجاوز أمور مثل التغير المناخي، الأمراض المعدية، و حتى اصطدام أجرام سماوية عملاقة بالأرض، حيث أنه في كل الحالات السابقة لدينا حلول ولو نظرية لهذه المخاطر، أما في حالة الذكاء الإصطناعي فلا يوجد حتى حلول نظرية للمشاكل المتوقعة! 2 ـ سيُصبِح الذكاء الإصطناعي متمرد و يتحكم بالروبتات! لا يحتاج الذكاء الإصطناعي إلى روبوتات. كل ما يحتاجه هو كمية حواسيب وتوصيله بالإنترنت حتى يتعلم من النصوص في ويكيبيديا والفيديوهات في اليوتيوب وربط العلوم ببعض، حتى يتمكن من التعلم و العمل بقدرة مهولة يصعب توقع نتائجها. الخوف أنه في حال توصيله بالإنترنت فإنه قد يكون له هدف (الذكاء الإصطناعي دائما يكون مرتبط بهدف)، وهذا الهدف قد يختلف عن ما نريده منه بالتحديد. وبالتالي الفرق بين ما نريده وما تم تحديده كهدف للعميل (وكيل إي) سينتج عنه اختلاف (تضارب المصالح) ويمكن أن يقوم العميل بأمور قد تضر أو حتى تدمر ممتلكات بشرية معينة لأجل تحقيق هدفه دون قصد الضرر (قد يكون هدفه بسيط مثل حل معضلة رياضية معينة! او الفوز بلعبة مثل الشطرنج ولكن قد يستهلك طاقة محطات كهربائية كاملة من أجل تحقيق ذلك وقد يضطر لقطع الكهرباء عن مدن كاملة من أجل حل المعضلة !!). 3 ـ لا يمكن للآلة بأن تتحكم بالبشر هذا اعتقاد سائد عند الأغلب، وأنه كبشر لنا اليد العليا دائماً على الحواسيب. العلم والمعرفة والذكاء تتيح السيطرة والتحكم على من يفتقدها. البشر يستطيعوا أن يضعوا النمور داخل أقفاص، ليس لأنهم أقوى من النمور جسدياً، ولكن لأنهم أذكى من النمور. فبالتالي متى ما وصل ذكاء الآلة لقدرة بشرية أو خارقة في الذكاء والمعرفة، فإن احتمالية التحكم وتقييد حرية البشر من خلاله ليست بالمستحيلة. أفلام مثل المدمر "ذا ترمنايتور" تروج لفكرة أن يكون هناك صراع بين البشر والآلة. في الحقيقة لم يكن هناك صراع بين البشر والنمور مثلاً! .. البشر قتلوا النمور مباشرة، دمرو غاباتهم، وتقريباً تسببوا في انقراضها. النتيجة أقرب لذلك بين البشر والآلة إذا حصل صراع بالفعل في المستقبل. (ملاحظة: هناك نسبة كبيرة من العلماء المتخصصين في الجانب العملي يَرَوْن أن هذا السيناريو بعيد وشبه مستحيل، و يَرَوْن أن الحديث في هذا الموضوع إهدار للوقت وتشتيت للجهود، أمثال: دكتور "أندرو نغ" من ستانفورد. 4 ـ لا يمكن للآلة تكوين أهداف الطيار الآلي للطائرات له هدف وهو الوصول للمطار القادم، هذا مثال على آلة معتادة لنا ولها هدف معين. المشكلة في الذكاء المتقدم للآلة أنه لتحقيق هدف معين قد يطور أهداف جانبية لتحقيق الهدف الأساسي، وهذا ماقام به ألفا زيرو عندما فاز في الشطرنج على أفضل جهاز آلي في 2017، حيث قام بعمل تكتيكات تفقده بعض النقاط في البداية لكي يفوز في النهاية. الآن تخيل معي طيار آلي متقدم لطائرة ذاتية القيادة يريد أن يوصلك بأسرع ما يمكن إلى بيتك، قد يقوم بعمل مخاطرة بالطائرة ويعرض حياة الأشخاص للخطر وتلفيات في الممتلكات من أجل تحقيق هدفه بكفاءة وهو وصولك بأسرع وقت ممكن! من أجل البقاء ، قد يبجث الذكاء المتقدم على الكهرباء بطرق غير متوقعة، مما يثير مخاوف البعض.
نسيت إسمي
الثلاثاء، 01-08-2023 10:08 م
'' كتاب و كرتون و سينما '' 1 ـ (كتاب الخسوف1 البئر) البئر هي الحركة الأولى في رباعية الخسوف، وهي ملحمة تدمج الحاضر بالأسطورة، وتحقق المعادلة الصعبة بين الأصالة والمعاصرة، في رؤية تسائل التاريخ وتمسح زمناً يقارب القرن بمنظار مكبر وبرؤية فكرية واسعة، لتضع كاتبها بين أهم الروائيين العرب المعاصرين. للكاتب إبراهيم الكوني دراستـه الإبتدائية بغدامس، والإعدادية بسبها، والثانوية بموســكو، حـصل على الليسانس ثم الماجستير فـى العلوم الأدبيّة والنقدية من معهـد غوركى لــلأدب العــالمـي بموسكـو.1977 يجيد تسع لغات وكتب ستين كتاب حتى الآن، يقوم عمله الادبي الروائي على عدد من العناصر المحدودة، على عالم الصحراء بما فيه من ندرة وامتداد وقسوة وانفتاح على جوهر الكون والوجود. وتدور معظم رواياته على جوهر العلاقة التي تربط الإنسان بالطبيعة الصحراوية وموجوداتها وعالمها المحكوم بالحتمية والقدر الذي لا يُردّ. بعض المناصب التي تقلدها: عمل بوزارة الشئون الإجتماعية بسبها ثم وزارة الإعلام والثقافة مراسل لوكالة الأنباء الليبية بموسكو 1975 ء مندوب جمعية الصداقة الليبية البولندية بوارسو 1978. رئيس تحرير مجلة الصداقة البولندية 1981.ء مستشار بالسفارة الليبية بوارسو 1978. مستشار إعلامي بالمكتب الشعبي الليبي السفارة الليبية بموسكو 1987. مستشار إعلامي بالمكتب الشعبي الليبي السفارة الليبية بسويسرا 1982. الجوائز التي حصل عليها: جائزة الدولة السويسرية، على رواية" نزيف الحجر" 1995م. جائزة الدولة في ليبيا، على مجمل الأعمال 1996. جائزة اللجنة اليابانية للترجمة، على رواية " التبر" 1997 جائزة التضامن الفرنسية مع الشعوب الأجنبية، على رواية" واو الصغرى" 2002. جائزة الدولة السويسرية الاستثنائية الكبرى، على مجمل الأعمال المترجمة إلى الألمانية، 2005. جائزة الرواية العربية المغرب، 2005. جائزة رواية الصحراء جامعة سبها ليبيا 2005. وسام الفروسية الفرنسي للفنون والآداب 2006. 2 ـ (كرتون ذكريات الطفولة التي لاـتنسى? جيل السبعينات و الثمانينات) "التنيّن الصّغير" أبي أبي يا أبي... ماذا تريد يا ولد... أريد أن أعمل في الإطفاء... هذا عمل فيه عناء... أبي أبي ماذا تريد ياولد • لما لا أعمل في الإطفاء • هذا عمل فيه عناء • أرجوك أبي لا لا لا • هناك حريق • لطيف لطيف • ماذا !؟ هناك حريق في البلد • ما دخلك أنت يا ولد .. الرسوم الثاني: "ليدي أوسكار" في صمتها .. أحلى الكلام? في صوتها .. لحن الكلام? أقوالها حد الحسام ?في حق لا تخشى المسار ?بطلة .. بطلة?? خصمها يتوارى ?بطلة .. بطلة ?سيفها بتار? بطلة بطلة ?خصمها يتوارى ?بطلة بطلة?سيفها بتار .. ليث الزمان يعود، رسوم منقرضة. 3 ـ (سؤال الهجرة سينمائياً: "موطن الذهب") يُراكم المخرج الأميركي الهندي نارديب كورمي، في روائيّه "موطن الذهب" 2022، طبقات متراصة من السرد. يوكل لنفسه مهمّة الكشف عن أشدها التصاقاً بشخصه، كأميركي ابن مهاجر هندي من البنجاب، تاركاً للمُشاهد متعة التفرّج عليها، عافياً عنه دور المُشارك الفاعل في إعادة كتابتها، لا رغبة منه في تجاهله كمتلقٍّ، له الحق في إكمال تأليف نصّه السينمائي، بما أنّه خرج من يديه، بل لأنّه أراد أنْ يكون هو المؤلّف والصانع سيناريو وإخراج، وأيضاً مُجَسِّد ممثل دور رئيسي، يحكي فيه عن نفسه، وعن رحلته القصيرة مع صبية مكسيكية مهاجرة، جاءت كوالده إلى أميركا، بحثاً عن عيش أحسن، في بلدٍ سمّاه المهاجرون الأوّلون "موطن الذهب". المشهد الأول ينقل احتفالاً عائلياً يُقام في بيت كيران، سائق الشاحنة الهندي ـ الأميركي، لحظة توجّه زوجته بالافي ساستري لتصوير أشعة مقطعية، لمعرفة جنس مولودها المُنتظر. مُجرياته تكشف فتوراً بينهما، على أساسه تكتسب تجربته مع الصبية المكسيكية إلينا كارولين فالنسيا، المتسلّلة خلسةً إلى شاحنته، معناها الحقيقي. لا يطيل الكشف عن دوافع بقائها معه في رحلته، لإيصال حمولة إلى مدينة أخرى. المسار مُعدّ كتابةً ليكون فيلم طريق. فيه، تختلط لغات، وتتشابك ثقافات وديانات، بينما يظلّ الخوف من الآخر شاخصاً، لا يُبارح الدواخل، كالماضي الذي يظنّ كيران أنّه تركه وراءه، ولا يريد التفكير فيه. لكنّه ـ بوجود صبية غريبة جالسة إلى جواره في مقدّمة الشاحنة، خائفة طوال الرحلة من اكتشاف رجال الشرطة أمر تسلّلها الحدود سرّاً ـ يعود ثانية. ومضات الذاكرة، المتحفّزة بتذكّر الصبية لأهلها طوال الرحلة، تخترق الجمجمة كشحنة كهربائية شديدة القوة. تستفزّ العقل الباطني لاستعادة صورة الأب يوم وصوله إلى أميركا مُهاجراً، خائفاً من شرطة الحدود الأميركية، وضعيفاً وعاجزاً أمام عنفهم. من وقتها، والأب يطفئ عجزه بجرعات كحول، أدمنها، وبسببها ابتعد عن عائلته. 4 ـ ( حكاية سينمائية عن الملل) المنسي: بطل من صناعة الملل عادل إمام من فيلم المنسي الذي أخرجه شريف عرفة وكتبه وحيد حامد، يوسف المنسي ءعادل إمامء بطل الفيلم عامل تحويلة نساه المجتمع، مهمش مكانيًّا واجتماعيًّا، يعاني من الملل ورتابة الحياة «أنا لو زهقت أتسجن»، ويحاول هو نسيان هذا الأمر عبر التحليق بخياله في عوالم بعيدة التحقيق، «أنا الجواز بتاعي سهل أوي، أنا أختار العروسة أحطها في دماغي وأبص في الضلمة اللي قدامك دي»، يوسف يعلم أنه أصبح عاجزًا عن الحياة مهما استمر في الحلم، تجاوزته الحياة وغرق في رتابتها. أنا فاتني قطارات الدنيا كلها، عارفة حضرتك وأنا صغيّر، فاتني قطر اللعب مع العيال الصغيرين، ولما كبرت شوية وروحت المدرسة يا دوب اتشعبطت في السبنسة بتاعة التعليم، وحتى شقاوة الشُّبان القطر بتاعها يعدي عليَّ من غير ما يهدّي، واديني دلوقت بشتغل في السكة الحديد قطارات كتير تعدي عليَّ ولا يعبروني. تلقي الصدفة غادة في طريقه، سكرتيرة رجل الأعمال الذي يقدمها هدية إلى واحد من الكبار خلال إحدى الحفلات، تهرب غادة وتقع في طريق يوسف الذي يظن أنه يحلم في بداية الأمر، يرسل رجل الأعمال رجاله لإحضار السكرتيرة وتلقين يوسف درسًا لا ينساه، فيقرر المنسي أن ينتقم، انتقام المنسي في الفيلم لم يكن دفاعًا عن كرامته، وإنما إنقاذًا لما تبقى من روحه، يوسف رأى في غادة حلمًا تعلق به وأنقذه من رتابة حياته، «أبوسك في الحلم آه لكن في الحقيقة صعب»، وعندما ينجح في إنقاذها ينفذ طلبها في بداية اللقاء الذي جمعهما «ممكن توقفلي قطر؟» ينقذ المنسي غادة ويصبح بطلًا صنعه الملل، يتراجع إلى الوراء وينضم إلى صفوف البسطاء، أولئك الذين لا يملكون رفاهية الرحيل عند الشعور بـ «الزهق» ولا يشعر بهم أحد.