رياضة دولية

"هلع مالي".. تقرير يكشف مخاطر اعتماد تشيلسي على الشباب

قد يحاول تشيلسي استخدام أكاديميته كقوة مالية تلبي متطلبات اللعب المالي النظيف- تشيلسي / إكس
قد يحاول تشيلسي استخدام أكاديميته كقوة مالية تلبي متطلبات اللعب المالي النظيف- تشيلسي / إكس
نشر موقع "آي نيوز" تقريرًا يتناول مغامرة تشيلسي الكبيرة في الاعتماد على الشباب والمخاطر المحتملة لحدوث حالة "هلع مالي" في النادي، مبينًا استراتيجية تشيلسي في ترويج لاعبين شبان من أكاديميتها ومحاولة تحقيق النجاح بدون الاستعانة بصفقات مكلفة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن فريق تشيلسي الحالي هو الأصغر سنّا والأكثر تكلفة في تاريخ الدوري الإنجليزي، بمتوسط عمر يبلغ 23.3 عامًا وتكلفة تبلغ حوالي 950 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي وحده، لذلك سيضطر الفريق إلى التعامل مع مزيج قوي من التحديات النفسية قصيرة وطويلة الأجل والمخاطر المالية الجسيمة.

وأوضح الموقع أن التحدي الأول هو العدد الكبير للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا؛ فثلثا لاعبي تشيلسي على الأقل لهذا الموسم يبلغون 24 عامًا أو أصغر، لكن هذه ليست المشكلة ذاتها، بل المشكلة أن ذلك يتطلب إدارة حذرة للغاية وقيادة خبراء للتنقل.

وبحسب ما نقل الموقع عن الدكتورة هانا ستويل، أخصائية علم النفس الرياضي، فإن "معاملة دماغ مراهق بنفس معاملة دماغ البالغين، تشبه أن تطلب من طفل رضيع أن يبدأ بالمشي، لذا فإن من الأفضل أن لا نحاول تسريع التطوير".

وأضاف الموقع أن القيادة هي مصدر القلق الآخر داخل فريق تشيلسي، فهناك ثلاثة لاعبين فقط خارج الملعب يمكن أن يقودوا الفريق ويبلغوا من العمر أكثر من 25 عامًا، وهم: تياغو سيلفا ورحيم سترلينغ وبن تشيلويل. ولكن لم يتعلم سيلفا اللغة الإنجليزية، وسترلينغ لديه من المخاوف في اللعب ما يلهيه، ما يترك تشيلويل مع قدر كبير من المسؤولية داخل وخارج الملعب، خاصة مع إصابة الكابتن ريس جيمس البالغ من العمر 23 عامًا، بعد أن بدأ 14 مباراة فقط في الدوري الموسم الماضي.

وذكر الموقع نقلًا عن ستويل أن تشيلسي سيتعين عليه إيجاد طريقة لملء هذا الفراغ، سواء كان ذلك من قبل الموجهين السابقين، أو الموظفين الذين اعتادوا لعب دور الرعاية.

وأوضح الموقع أن هذا الفريق أصغر بمتوسط يقارب السنتين والنصف من أصغر فريق فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فلم يسبق لأي فريق فاز بالبطولة أن كان لديه أكثر من ستة لاعبين تحت سن الـ23 عامًا ويلعبون أكثر من 10 مباريات، في حين يُتوقع أن يكون لدى تشيلسي هذا الموسم 12 لاعبًا على الأقل.

وأشار الموقع إلى أن الفريقين الأكثر تشابها من ناحية التركيبة العمرية ووضع النادي هما آرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا وتوتنهام بقيادة بوشيتينو، فكلا الفريقين كان لديهما ما بين ستة وسبعة لاعبين تحت سن الـ23 عامًا في المواسم الناجحة في الدوري (2022-2023 و2015-2016)، ولكنهما اشتهرا أيضًا بالانهيارات النفسية الحادة التي حالت دون تحقيق أهدافهم النهائية، وهو أمر لدى بوشيتينو خبرة في التعامل معه، ولكنه قد لا يكون قادرًا على مكافحته بشكل كامل.

وقد كان معظم اللاعبين الشباب في صفوف آرسنال وتوتنهام أيضًا إما بريطانيين أو خريجي أكاديميات رياضية، وهو ما لا يتوفر في تشيلسي، وكما أظهرت مشاكل ميخائيلو مودريك على أرض الملعب الموسم الماضي، فإن فهم ثقافة جديدة والتكيف مع مدينة جديدة أمر صعب، وإذا لم يقدم تشيلسي الدعم الكافي للمساعدة في هذا التكيف، فلن يتمكن هؤلاء اللاعبون الشباب من التطور بشكل مريح.

وذكر الموقع أن هذه المخاوف تتزايد عندما تقترن بالمخاطر المالية، فقد يساعد استهلاك تشيلسي لتكاليف الانتقال عبر العقود الطويلة - التي تحسب بقسمة الرسوم على مدة العقد - في التحايل على قواعد اللعب المالي النظيف على المدى القصير، ولكنها مقامرة ضخمة على المدى الطويل، إذ يحتاج تود بويلي والنادي إلى أن يحقق هؤلاء اللاعبون إمكاناتهم، لأنهم لن يتمكنوا من إنفاق مبالغ مماثلة في المستقبل دون مستوى مماثل لنفقات هذا الموسم.

وبحسب ما نقل الموقع عن الخبير المالي الرياضي دان بلاملي فإن العقود الطويلة للاعبين الشباب تحمل خطريْن، الأول أن لا يحقق اللاعبون إمكاناتهم مع تكبد تكلفة كبيرة يصعب التخلص منها لانخفاض قيمتهم السوقية، والثاني أن الإصابات تعرقل بسهولة مسارات الحياة المهنية، والأداء الرياضي الضعيف الناجم عن هذا يمكن أن يضر بالإيرادات، وإذا لم تحصل على دوري أبطال أوروبا فإنك تخاطر بالتخلف عن المنافسة وعن قواعد اللعب النظيف.

وأوضح الموقع أن  مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز يعتقدون أن هناك الآن سبعة فرق كبرى في كرة القدم الإنجليزية، بما في ذلك نيوكاسل الذي تملكه السعودية، وهذا سيجعل التأهل لدوري أبطال أوروبا أكثر صعوبة، ويجعل المخاطرة بالتعامل مع قواعد اللعب المالي النظيف ربما أكبر مخاطرة يتعرض لها تشيلسي.

ووفقا لستويل فإن أزمة مالية بهذا الحجم تدخل اللاعبين في حالة تهديد وتقوض رغبتهم في اللعب بإبداع وحرية.

وأفاد الموقع بأن إستراتيجية النقل الحالية مقلقة أيضًا لأكاديمية تشيلسي الشهيرة؛ حيث يؤدي توقيع أعضاء الفريق الأول من الشباب إلى عرقلة الطريق أمام اللاعبين المحليين، ما يؤدي إلى خفض الحافزية للانضمام إلى الأكاديمية، لكن بيع لاعبي الأكاديمية يعد ربحًا خالصًا وفقًا للوائح اللعب المالي النظيف، وهو أمر حيوي لتحقيق التوازن هذا الصيف.

لذلك؛ فقد يحاول تشيلسي استخدام أكاديميته كقوة مالية تلبي متطلبات اللعب المالي النظيف باستمرار، من خلال تطوير اللاعبين المحليين وبيعهم بمجرد أن يصلوا إلى مستوى الفريق الأول، وهذا قد ينجح على المدى القصير، ولكنه قد يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للنظام الشبابي في المستقبل.

ولفت الموقع إلى أن السنة المقبلة ستكون الأكثر أهمية على الأرجح، وستحدد ما إذا كانت التعاقدات الجديدة مستقرة وتتطور على المدى الطويل، وما إذا كان بإمكان تشيلسي استعادة مكانه في دوري أبطال أوروبا.

واختتم الموقع التقرير بنقله عن ستويل قولها إنه إذا سارت الأمور بشكل صحيح خلال الستة أشهر المقبلة، فإنها ستسير في الأغلب على ما يرام على المدى الطويل، وإذا تم إعداد اللاعبين الجيدين ودعمهم وشعورهم بالأمان النفسي فقد يتمكنون فعلاً من تحقيق ذلك.


الموقع: آي نيوز
الكاتب: جورج سيمز
رابط التقرير:
https://inews.co.uk/sport/football/chelseas-massive-gamble-on-youth-and-the-risk-of-financial-panic-2558074
التعليقات (0)