ملفات وتقارير

ما هي منظمة "أونست ريبورتنغ"؟.. سلاح ضد منتقدي الاحتلال

وصفت وسائل إعلام "أونست ريبورتنغ" بأنها "مجموعة مراقبة إعلامية مؤيدة لإسرائيل"- موقع المنظمة
وصفت وسائل إعلام "أونست ريبورتنغ" بأنها "مجموعة مراقبة إعلامية مؤيدة لإسرائيل"- موقع المنظمة
تقف منظمة "أونست ريبورتنغ" الداعمة لرواية الاحتلال خلف كل عمليات التحريض الواسعة ضد الشخصيات الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء كانت فلسطينية أو عربية أو دولية. كما أنها مسؤولة عن مهاجمة كبرى وسائل الإعلام العالمية بحجة التحيز ضد الاحتلال و"معاداة السامية".
 
ولعل أبرز الهجمات التي نفذتها كانت مهاجمة ثلاثة صحفيين فلسطينيين في آب/ أغسطس 2022، بحجة معاداة السامية، ما تسبب في إنهاء صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التعامل معهم، فضلا عن تحريضها المستمر ضد منظمتي "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" الرائدتين في مجال حقوق الإنسان.


من هي؟
تعمل "المنظمة الخيرية غير الحكومية" والمسجلة في الولايات المتحدة ومقرها في مدينة نيويورك، من مقر آخر في القدس المحتلة، وتختص بمراقبة وسائل الإعلام "بحثا عن تحيز ضد إسرائيل" وقد وصفتها العديد من وسائل الإعلام بأنها "مجموعة مراقبة إعلامية مؤيدة لإسرائيل".

وتقول المنظمة: "نتبنى المبدأ القائل بأن الديمقراطية السليمة تتطلب مواطنين مطلعين جيدا، لذلك فإن مهمتنا هي ضمان الحقيقة والنزاهة والإنصاف، ومكافحة التحيز الأيديولوجي في الصحافة ووسائل الإعلام، لأنه يؤثر على إسرائيل.. ونحن نشرك الجيل القادم ونثقف الجمهور لفهم وتقدير التطلعات".

ويظهر في وصف المنظمة السابق المحال للأرشيف الإلكتروني، تفاصيل أكثر دقة عن طبيعة المنظمة وأساليب عملها، إذ تقول إن "إسرائيل تعيش في خضم معركة من أجل كسب الرأي العام – يتم خوضها في المقام الأول عبر وسائل الإعلام، ولضمان تمثيل إسرائيل بشكل عادل ودقيق، نقوم بمراقبة وسائل الإعلام، وكشف حالات التحيز وتعزيز التوازن وإحداث التغيير من خلال التعليم والعمل".

ذباب إلكتروني؟ 
وتشرح المنظمة أنه "عندما يحدث تحيز لوسائل الإعلام، فإنها تتخذ قاعدة المشتركين لدينا في جميع أنحاء العالم إجراءات من خلال الاتصال بوكالات الأنباء، ولفت انتباههم إلى قضايا التحيز، وطلب التغييرات، وأصبحت وسائل الإعلام والمراسلون والمحررون الآن مسؤولين عن التقارير المتحيزة، وأصبحوا أكثر وعيا بالحاجة إلى تقارير واقعية ومحايدة وعادلة".

وذكرت أن المشتركين لديها يستفيدون من "بياناتنا لتعزيز معرفتهم وفهمهم للقضايا المعقدة في كثير من الأحيان، ونهدف إلى توفير الأدوات والموارد التعليمية لأي شخص يرغب في الدفاع عن إسرائيل، كما تزود موادنا الأشخاص بمعلومات مفيدة عند الرد على وسائل الإعلام، وفي تعاملاتهم في الحرم الجامعي أو في مكان العمل، وفي أي مجال آخر يكون فيه الحصول على مواد أساسية موثوقة ومدروسة ذا قيمة".

وتضيف: "تقوم وسائل الإعلام بتحريك الرأي العام، ما يؤثر بشكل مباشر على السياسة الخارجية تجاه إسرائيل وبالتالي على حياة مواطنيها.. قد لا يؤثر شخص واحد وحده في هذا الصراع، لكن آلافا متحدين يستطيعون ذلك".

من يقود المنظمة؟
تعد أبرز شخصية في المنظمة هي الرئيسية التنفيذية، جاكي ألكسندر، وهي المسؤولة عن قيادة الرؤية الاستراتيجية واتجاه المنظمة، إذ عملت سابقا ولمدة 15 عاما، في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، ضمن هدف لبناء قاعدة الدعم المؤيد لـ"إسرائيل" في جميع أنحاء ولاية فلوريدا. 

وقامت جاكي ألكسندر بإنشاء وتنفيذ حملات سنوية لجمع التبرعات، وحشدت النشطاء من خلال "التثقيف المجتمعي والنشاط السياسي".


ويشغل منصب المدير التنفيذي للمنظمة الصحفي الإسرائيلي، غيل هوفمان، الذي شغل منصب كبير المراسلين السياسيين والمحللين لصحيفة جيروزاليم بوست لمدة 25 عامًا تقريبا.

وتقدم المنظمة هوفمان بأنه "يتمتع بعلاقات جيدة مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد أجرى مقابلات مع كل الشخصيات الرئيسية عبر الطيف السياسي الإسرائيلي، وأجرى مقابلات مع وسائل الإعلام الكبرى في القارات الست، وهو محلل منتظم في شبكة سي إن إن، والجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام".

ويعد هوفمان جنديا احتياطيا في وحدة المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد ألقى محاضرات في كل دولة كبيرة ناطقة باللغة الإنجليزية في العالم، وأكثر من نصف المقاطعات الكندية، ومؤخرًا أصبح أول متحدث يلقي محاضرات عن الاحتلال في جميع الولايات المتحدة الخمسين، بحسب ما ذكرت المنظمة.


أما منصب مدير تحرير المنظمة، فيشغله سيمون بلوسكر، الذي عمل في منظمات غير حكومية بالمملكة المتحدة ودولة الاحتلال، وعاد للعمل مع "أونست ريبورتنغ" في عام 2022 بعد أن كان سابقا جزءا من فريق إدارتها من 2005 إلى 2020.

وعمل سايمون في وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدما هاجر إلى الأراضي المحتلة عام 2001 من العاصمة البريطانية لندن.


"تمويل مشبوه"
استنادا إلى الإقرارات الضريبية والتقارير ربع السنوية، فإن "أونست ريبورتنغ" تنمو بسرعة، إذ تُظهر سجلات عام 2020 أن إجمالي إيراداتها من التبرعات والمنح قفز بأكثر من 60 بالمئة عن العام السابق، حيث بلغت حوالي 3.2 مليون دولار أمريكي، وتضاعفت ثلاث مرات تقريبا منذ عام 2016. 

وفي عام 2021، بلغت التبرعات لصالح المنظمة ما يزيد قليلا على المليوني دولار، وهو أعلى قليلا مما كانت عليه في عام 2019.

وتظهر البيانات أن مؤسسة "فيديليتي" الخيرية تبرعت للمنظمة الداعمة للاحتلال بحوالي نصف مليون دولار في 2021، وهي التي تتعرض لحملة من تحالف يدعى "كشف القناع عن فيديليتي" تطالب بوقف تحويل ملايين الدولارات من خلال أموال مستشاري المانحين إلى المنظمات التي تشجع وتزيد من القمع المنهجي على مستوى العالم.

ويتبنى هذا التحالف حملة مناهضة للفاشية مع التركيز بشكل خاص على كشف وتحدي دور الشركات والمؤسسات الخيرية في تمكين أنظمة العنف والتفوق الأبيض والفاشية، داخل الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي. 


رشيدة وإلهان
هاجمت "أونسيت ريبورتنغ" على مدى سنوات العديد من الشخصيات والنشطاء والصحفيين والسياسيين بسبب انتقادهم للاحتلال أو حتى دعم القضية والحقوق الفلسطينية، ودائما ما كانت تهمة معاداة السامية أو كراهية اليهود المبرر الأول لهذا الهجوم.

وفي آذار/ فبراير 2023، جددت المنظمة الهجوم على عضوة الكونغرس الأمريكي من أصل فلسطيني، رشدية طليب، باعتبار أنها لم تدن ما أسمته بـ"الهجوم الإرهابي خارج كنيس يهودي في القدس". 


وأضافت المنظمة أنه "بالنسبة لطليب فإن المذبحة أتاحت لها الفرصة لاستحضار تكافؤ غير أخلاقي بين الإرهاب الفلسطيني ومكافحة الإرهاب الإسرائيلي، بينما لم تدن الهجوم صراحةً أبدا".

وهاجمت المنظمة عضوة الكونغرس الأمريكي من أصل صومالي، إلهان عمر، واتهمتها بـ ”نشر الأكاذيب" على خلفية تصريح لها يشبه الوضع في فلسطين بالوضع في أوكرانيا، بأن كلا الشعبين يعانيان الآن من الاحتلال.


روث والكرد 
هاجمت المنظمة أيضا رئيس منظمة "هيومن رايتس ووتش" السابق، كينيث روث، قائلة إن حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) يظهر إدانته في المتوسط لـ"إسرائيل" ضعف مرات إدانة إيران وحزب الله و"داعش" وروسيا وسوريا وطالبان مجتمعة.

وجاء التقرير في كانون الثاني/ يناير 2023، بعد أيام من تراجع عميد كلية هارفارد كينيدي، دوغلاس إلمندورف، عن قراره باستخدام حق النقض ضد زمالة عُرضت على روث، إذ إنه قال عندما أعلن عن الرفض لأول مرة إنه متحيز ضد "إسرائيل".


بينما يعد الناشط والكاتب الفلسطيني محمد الكرد، من أكثر المتعرضين للتحريض من قبل المنظمة، إذ إنه واجه في أيار/ مايو الماضي، حملة واسعة للضغط على جامعة "ماونت رويال" الكندية بهدف دفعها للتراجع عن منحه جائزة "كالغاري للسلام 2023"، التي حصل عليها نظرًا لـ"مساهمته في تحقيق السلام والعدالة في النضال، وذلك من أجل حياة أكثر إنسانية وكرامة وحرية للشعوب المضطهدة في فلسطين وخارجها"، بحسب إعلان الجامعة الرسمي.

وجاء في تقرير المنظمة حينها: "إذا كانت جامعة ماونت رويال تريد تكريم ناشط لجهوده في جعل حياة أكثر إنسانية وكرامة لأي شخص، فإن محمد الكرد بالكاد هو المرشح لمثل هذه الجائزة، إذ إنه في السنوات الأخيرة، أصبح محمد الكرد مراسل فلسطين لصحيفة The Nation، المعادية لإسرائيل".


ألبانيز وفاطمة محمد
وفي نهاية تموز/ يوليو الماضي، أفردت المنظمة تقريرا خاصا ضد الطالبة اليمنية الخريجة من كلية نيويورك للحقوق، فاطمة محمد، واتهمتها أيضا بمعاداة السامية، على خلفية ثبات موقفها من القضية الفلسطينية عقب حملة التحريض التي تعرضت لها بعد خطابها الذي أدانت فيه الاحتلال خلال حفل تخريج كلية الحقوق في جامعة مدينة نيويورك.

وقالت المنظمة حينها: "فاطمة محمد ادّعت أن إسرائيل تمطر بشكل عشوائي الرصاص والقنابل على المصلين، وتقتل كبار السن والشباب، وتهاجم حتى الجنازات والمقابر، لأنها تشجع الإعدام خارج نطاق القانون واستهداف المنازل والشركات الفلسطينية، وهي تسجن أطفال فلسطين وتستمر في مشروعها الاستيطاني وطرد الفلسطينيين من منازلهم”.


وأكدت فاطمة محمد، في المقال التي نشرته وتعرضت للتحريض بسببه، أن "خطابي كان متأصلا في القيم المناهضة للعنصرية والقمع، وهي قيم أرشدتني طوال حياتي.. لن أعتذر عن الوفاء بالتزامي الأخلاقي بكشف المؤسسات والأنظمة القمعية أينما وجدت، بغض النظر عن العواقب التي قد أواجهها".



وقد كررت المنظمة تحريضها المستمر ضد المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، متهمة إياها بـ"التحيز للفلسطينيين وإصدار التصريحات المقلقة التي تُشكك في حيادها".

وطالبت المنظمة وسائل الإعلام العالمية بعدم تصويرها وتغطية تصريحاتها التي وصفتها بأنها "فاقدة للمصداقية".


كبرى وسائل الإعلام 
خلال الشهور الأخيرة، هاجمت المنظمة جهات إعلامية بارزة، مثل أسوشييتد برس ورويترز وواشنطن بوست والغارديان وغيرها، متهمة إياهم بالعمل مثل "الجوقة في تغطية قضية رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش السابق، كينيث روث".

وفي آب/ أغسطس الماضي، هاجمت المنظمة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، على خلفية تغطيتها لخبر اغتيال قوات الاحتلال لثلاثة شبان فلسطينيين في مدينة جنين، مدعية أن الهيئة الشهيرة “لم توضح أنهم كانوا مسلحين وأوحت بأنهم مواطنون عاديون”.

وفي مطلع الشهر الماضي أيضا، حرضت المنظمة ضد وكالة “رويترز” لمجرد تناولها خبر استشهاد المقدسي مهند المزارعة (20 عاما)، مدّعية دعمها لـ "الإرهاب"، قائلة "إن مقتل فلسطيني هو محور التركيز الأساسي بدلا من هجوم إطلاق النار الذي نفذه، لقد تم تصنيفه على أنه مجرد فلسطيني وليس إرهابيًا".

التعليقات (1)
7 مجرمين في حمام
الإثنين، 04-09-2023 02:03 ص
منظمة إرهاب فكري أو منظمة الإستعباد. لو نحن فعلا في عالم حر لا أغلقت تلك الغرفةو أعتقلت تلك العصابة ، لتكون لنا عبرة 7 مجرمين في غرفة بحجم حمام منزلي يرهبون من يخاف من ظله