قضايا وآراء

السيد بدير.. الذي لا يعرفه أحد!!!

هشام عبد الحميد
ساهم السيد بدير بإبداعاته ممثلا وكاتبا ومخرجا للإذاعة والسينما والمسرح
ساهم السيد بدير بإبداعاته ممثلا وكاتبا ومخرجا للإذاعة والسينما والمسرح
ذاك العملاق المتعدد المواهب، الذي أثرى حياتنا الفنية بإبداعاته في مختلف حقول التعبير، والذي لعب دورا مهما وخطيرا في إنشاء مسارح التلفزيون في الستينيات، وهو بلا شك ولا منازع الأب الروحي للعديد من النجوم في جميع المجالات الفنية في تلك الفترة الخصبة من تاريخ مصر، فكانت مسارح التلفزيون تحت إمرته معملا لتفريخ المواهب والنجوم التي انطلقت نحو سماء النجومية، وملأت الدنيا فنا وإبداعا.

تألق الوجه الجديد آنذاك فؤاد المهندس في مسرحية السكرتير الفني، وكذلك تألق عبد المنعم مدبولي لا كنجم فقط وإنما كمخرج مسرح كوميدي لا يشق له غبار، كذلك محمد عوض، ومن منا ينسى جملته الشهيرة "أنا عاطف الأشموني مؤلف الجنة البائسة"، ومن منا ينسى أداءه المبهر في مسرحية "نمرة 2 يكسب"، ومن ينسى أمين الهنيدي، ومن ينسى الجميلة شويكار التي كوّنت ثنائيا مع فؤاد المهندس ليرسما لنا البسمة والبهجة.

ولعل هؤلاء نجوم على المسرح، ولكن هناك نجوما في الكواليس، ككتاب سيناريو ومؤلفي مسرح، كالبديع بهجت قمر ومعه سمير خفاجى الذي أصبح بعد ذلك له فرقته الخاصة باسم الفنانين المتحدين، وأصبحت من أكبر فرق القطاع الخاص في مصر. وكذلك قدمت لنا جلال الشرقاوي لأول مرة مخرجا لمسرحية "الأحياء المجاورة" للقمتين سناء جميل وحمدي غيث، أيضا ساهم مسرح التلفزيون بقيادة سيد بدير بتقديم براعم الفن، كعادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني وصلاح قابيل وغيرهم.

لم يقف السيد بدير، بل ولم يستغرقه الجانب الإداري؛ فقد ساهم في الحركة الفنية بإبداعاته ممثلا وكاتبا ومخرجا للإذاعة والسينما والمسرح.

وقد كان ناجحا متميزا ومالكا لزمام الصنعة والحرفية بشكل يثير الإعجاب والدهشة معا، وبرغم تواري ذاك العملاق بعد ذلك عن العمل الفني إلا أن ضربات القدر كانت له بالمرصاد.

فقد كان للسيد بدير ولدان: فقدَ الأول وهو سمير السيد بدير في حرب 73، وفقدَ الثاني العالم العبقري سعيد السيد بدير، الذي راح ضحية لعملية مؤامراتية مخابراتية.

ولا شك أن ضربات القدر هذه قد أقعدت مبدعنا الكبير، ولكن أبدا لم تفتّ في عضده، وبرغم كل التحديات والمنغصات والمحبطات التي واجهته إلا أنه عاد ليقدم مسرحيته الأخيرة "عائلة سعيدة جدا" وأخرجها وهو على كرسيه المتحرك، في تحد صارخ لعامل الزمن والمرض والحزن، وبعد أن تأكد السيد بدير أنه قدم عملا صنع البسمة للمصريين، رحل صانع البهجة صاحب السيرة العطرة والذي أبدا لن ننساه فهو كالطود الشامخ في ذاكرتنا الفنية.

السيد بدير اسم لامع ومعروف، ولكن لا يعرفه أحد!
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأربعاء، 04-10-2023 05:57 م
'' السيد بدير.. فنان شامل '' 1 ـ (سيد كتاب الحوار في السينما) كانت أولى محاولاته في الكتابة للسينما في فيلم "تيتاوونج" عام 1937، ثم تبعه "شيء من لا شيء"، ومن هنا التفت إلى موهبته المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه كتابة سيناريو وحوار فيلم ''دايما في قلبى " الذى كان بداية تعاون طويل بينهما، قدم خلال مشواره الفني أكثر من 200 سيناريو وحوار، منها جعلونى مجرما، ابن حميدو، بياعة الخبز، شباب امرأة، فتوات الحسنية، رصيف نمرة 5، وكان آخر أفلامه فيلم السلخانة عام 1982 أصيب بعده بالمرض وضعف النظر. وكانت شخصية عبد الموجود بن عبد الرحيم بيه كبير الرحيمية قبلي، بمثابة قدم السعد عليه كما يقولون التي أسندها إليه المخرج عباس كامل، فكانت سبب شهرته ومعرفة الجمهور به، وتعلقت بأذهانهم إلى حد أنهم عرفوه بعبد الموجود. 2 ـ (نمرة 2 يكسب 1966) تدور أحداث المسرحية حول مشكلة الشبيه الذي يتم الاستعانة به بديلًا عن الأصل، حيث يتم الاستعانة بشبيه بهدف الحصول على مكافأة من رجل ثري والنصب عليه، ويحاول هذا الشبيه التقرب من ابنة الرجل الثري .. "نجل محمد عوض: مسرحية "نمرة 2 يكسب" نقلة كبرى في حياة والدي" قال المخرج عادل عوض، إن مسرحية «جولفدان هانم» التى عرضها عليه الفنان عبدالمنعم مدبولى، وحققت نجاحا مذهلا، ولأول مرة فى تاريخ مسرح التليفزيون الذى تعرض فيه المسرحية ثلاثة أيام، ويتم تصويرها فى اليوم الرابع، وامتدت هذه المسرحية لمدة شهر. وأضاف عوض في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن النقلة الكبرى فى حياة أبى كانت فى مسرحية «نمرة 2 يكسب»، التى لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحا غير مسبوق، وأصبحت أيقونة المسرح فى الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق فى عدد من المسرحيات، منها مسرحية «العبيط»، وحقق نجاحات غير مسبوقة فى أعداد المتفرجين. 3 ـ (ألسيد بدير تراث مصري) كتب الناقد السينمائي الدكتور وليد سيف عن الفنان سيد بدير1915 ـ 1986 ذاكراً في مقدمة كتابه ألسيد بدير أنه: «قد لا يعرف البعض اسم الممثل سيد بدير لأنه لم يكن أبداً بطلاً أو حتى ممثلاً للأدوار الثانية برغم أنه بدأ حياته الفنية منذ منتصف الثلاثينات من القرن الماضي». وبالتالي، يعرفنا سيف به قائلاً: «ولد بدير في 11 كانون الثاني يناير من عام 1915 في محافظة الدقهلية. وكانت أولى تجاربه الفنية عام 1932 على المسرح المدرسي في مسرحية «الناصر صلاح الدين ومملكة أورشليم». وبعد نجاح المسرحية أرشده الفنان عبدالقادر المسيري إلى جمعية أنصار الممثل وكان عمره وقتئذ لا يتعدى الخامسة عشر عاماً وكانت الجمعية تضم في ذلك الحين كبار هواة التمثيل المسرحي ومنهم عبد الوارث عسر وسليمان نجيب وإحسان عبد القدوس وقد رحب الجميع به لخفة ظله وطيبة قلبه». 4 ـ (الراحل السيد بدير أخرج 400 مسرحية ودفع إبناه حياتهما فداءً للوطن) ?فقد السيد بدير أثنين من أبنائه، الأول هو "سعيد السيد بدير" وهو عالم مصري تخصص في مجال الإتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، والذي ولد في روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية اغتيال مؤامراتية مخابراتية. ?ومن حسن الحظ لم يشهد السيد بدير هذه الواقعة حيث كان قد توفي قبلها بنحو ثلاث سنوات، ولكنه عاش مرارة فقدان ابنه من الفنانة شريفة فاضل ''سيد، والذي استشهد أثناء حرب أكتوبر عام 1973، وغنت له والدته المطربة شريفة فاضل أغنية "أم البطل" و هكذا دفع إبناه حياتهما فداءً للوطن، وكان لاستشهاد ابنه أثر كبير في تدهور حالته الصحية وفقدانه لكثير من وزنه، فبات نحيفا بصورة مغايرة عن التي عرفه الجمهور عليها.