سياسة عربية

في اليوم العاشر للعدوان الإسرائيلي.. قطاع غزة يعيش "نكبة إنسانية"

دمر الاحتلال نحو 2200 مبنى وبرج وعمارة سكنية بشكل كامل- الأناضول
دمر الاحتلال نحو 2200 مبنى وبرج وعمارة سكنية بشكل كامل- الأناضول
مع تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهداف كل شيء بالصواريخ شديدة الانفجار وتشديد الحصار وإغلاق كافة المعابر، دخل قطاع غزة مرحلة وصفت بأنها "نكبة إنسانية".

وخلال الليلة الماضية، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 2750 مواطنا؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل أكثر من 9700 إصابة بجراح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عشرات العائلات الفلسطينية.

وأوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "طبيعة الاحتلال العدوانية وحجم الإجرام الذي يعتلي العقلية الصهيونية، تعودنا عليه في كل عدوان وحرب يشنها على قطاع غزة من خلال تعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من المجازر واستهداف المدنيين الأبرياء، وإلحاق دمار واسع في البنية التحتية؛ سواء على مستوى منازل الموطنين وشبكات الطرق والكهرباء والمياه".

وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "الاحتلال في هذا العدوان فاقم من هذا الواقع من خلال هذا العدد الكبير من المجازر، كي يضيف جريمة جديدة، وهي جريمة العقاب الجماعي والإبادة الجماعية، إضافة إلى مفاقمة الوضع الإنساني عبر تشديد الحصار وقطع الكهرباء والماء والوقود وغيرها من المواد التموينية الأساسية عن القطاع، بما جعل من الأوضاع في القطاع كارثية على المستوى الإنساني".

ونبه معروف أن "هناك معضلة كبيرة تواجه العاملين في الخدمات الأساسية على صعيد السلع والمواد الأساسية التي تعتمد خلال هذا العدوان بشكل أساسي على المخزون المتوفر قبل العدوان، إضافة إلى عمل المنظومة الصحية من خلال القدر اليسير المتوفر لها من الأدوية والمستهلكات الطبية، من أجل القيام بواجبها تجاه هذا العدد الأكبر من الجرحى والمصابين، خاصة وأن جراحهم خطرة وتحتاج إلى متابعات طبية متواصلة".

اظهار أخبار متعلقة


وذكر أن "70 في المئة من عدد الجرحى صنف ما بين متوسطة إلى خطيرة، علما أن جميع غرف العمليات في القطاع تعمل على مدار اللحظة ولا تستطيع أن تواكب هذه الحاجة الكبيرة لإنقاذ المصابين"، منوها أن "قطاع غزة في ظل هذا الواقع، يعيش نكبة إنسانية بكل ما لهذه الكلمة من معنى".

وحول التقديرات الأولية لعدد النازحين داخليا جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي طال كل شيء في القطاع من شماله وحتى جنوبه، قال المسؤول الفلسطيني: "إجمالي من اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخليا في كافة محافظات القطاع الخمس، يبلغ قرابة ربع سكان قطاع غزة (أكثر 500 ألف) بحثا عن الأمن وهروبا من قصف الاحتلال للأحياء السكنية والمباني والأبراج السكنية؛ بينهم أكثر من 70 ألفا نزحوا عند الأقارب والأصدقاء والباقي في مراكز الإيواء".

وبين أن النزوح الداخلي فاقم معاناة سكان القطاع، خاصة في ظل نقص الخدمات الأساسية المقدمة، محذرا من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، والتي لا تقف عن حدود مراكز الإيواء بل ربما تتجاوز حدود القطاع.

وبين أن "العديد من مناطق القطاع تعرضت لسياسة الأرض المحروقة مثل؛ شمال شرق القطاع (بيت حانون) وشمال غرب القطاع، وغيرها العديد من المناطق".

وأشار إلى أن التقديرات الحالية الأولية التي تمكنت طواقم الحصر الميداني من أن تصلها، تشير إلى تدمير الاحتلال نحو 2200 مبنى وبرج وعمارة سكنية، بشكل كامل، تضم نحو 9000 وحدة سكنية، إضافة إلى أكثر من 83 ألف وحدة سكنية لحقت بها أضرار جزئية وبليغة، منها نحو 4500 وحدة باتت غير صالحة للسكن.

وأكد معروف أن "حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، حيث ألقيت مئات الأطنان من المتفجرات على رؤوس الموطنين والمباني والأبراج السكنية، ينذر بأن الأضرار أكبر من ذلك بكثير"، منوها أنه تم أيضا حصر تدمير أكثر من 70 منشأة خدماتية تعود لمؤسسات أهلية والبلديات ومؤسسات قطاع غزة تقدم خدمات عامة، جميعها تعرضت للقصف.

وتابع: "تم تدمير أكثر من 47 مقرا حكوميا، إضافة إلى 157 مدرسة؛ منها 14 مدرسة باتت غير صالحة للاستخدام، وباقي المدارس تضررت بشكل متفاوت"، موضحا أن صواريخ الاحتلال المدمرة استهدفت أيضا العديد من المساجد وتم تدمير بعضها بشكل كلي، إضافة إلى تأثر بعض الكنائس جراء القصف الإسرائيلي.

اظهار أخبار متعلقة


وخلال جولة ميدانية لمراسل "عربي21" في بعض مناطق القطاع، ظهرت طوابير الناس على المخابز في انتظار دورهم، فيما يحاول السكان التكيف مع كميات المياه المتوفرة والاقتصاد في الاستهلاك، فيما حاول البعض التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل، عبر استخدام لوحات الطاقة الشمسية التي نفدت من الكثير من المتاجر التي تمكنت من فتح أبوابها، وذلك بالتزامن مع محدودية توفر الوقود والغاز.

وفجر السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
التعليقات (0)