سياسة عربية

ترقب في عين الحلوة بعد مقتل عنصر لحزب الله بالمخيم

مخيم عين الحلوة - عربي 21 (أرشيفية)
مخيم عين الحلوة - عربي 21 (أرشيفية)

تسود أجواء من التوتر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، في ظل أنباء عن نية الجيش اللبناني دخول منطقة التعمير المجاورة للمخيم، التي تقول وسائل إعلام لبنانية إنها تعد معقلا لجماعات إسلامية تناوئ الجيش وتتخذ موقفا عدائيا من حزب الله.

وتوجه وسائل إعلام لبنانية في كثير من الأحيان اتهامات للمخيم بأنه أصبح ملجأ لجماعات تصفها بـ"الإرهابية"، وهو ما تراه فصائل فلسطينية وناشطون حملة تحريض ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، أطلقت على خلفيتها العام الماضي حملة إعلامية تحت عنوان "أمنك أمني .. لا للتحريض".

تهديدات حزب الله

ويأتي توتر الأجواء مجددا بعد تهديدات أطلقها نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، نبيل قاووق، على خلفية مقتل أحد عناصر الحزب في المخيم قبل عدة أيام، حيث طالب "القيادات السياسية والأمنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بأن تدرك خطورة ما حصل وأن تتحمل المسؤولية دون أي تساهل أو تراخ".

وقال قاووق، خلال تأبين العنصر القتيل، إن ما جرى "أريد منه إشعال نار الفتنة في مخيم عين الحلوة واستنساخ تجربة مخيم اليرموك" في دمشق، داعيا "الفلسطينين إلى استئصال بؤر الفساد والغدة السرطانية في المخيم قبل أن تنتشر"، حسب تعبيره.

وكان قد أُعلن الاثنين الماضي عن مقتل عنصر الحزب مروان عيسى، وقالت قوى الأمن اللبناني إنه تم استدراجه إلى داخل المخيم وتصفيته ووضعه في كيس داخل سيارته، ووجدت بجانب جثته لوحة كتب عليها "هذا جزاء من خان الله ورسوله".

وذكرت مصادر محلية في المخيم أن القتيل هو من عناصر التنظيم الناصري، أحد حلفاء حزب الله في صيدا، لكن المصادر ذاتها عادت لتكشف لـ"عربي21" أنه من عناصر حزب الله الذين قاتلوا الى جانب قوات النظام في سوريا، وأنه من أم فلسطينية وأب لبناني من الطائفة الشيعية وله أقارب في التنظيم الناصري بصيدا.

وكانت القوة الأمنية المشتركة المنبثقة عن اللجنة الأمنية العليا للفصائل الفلسطينية قد قامت بتسليم اثنين من المتهمين بتصفية عيسى، قبل أن تُوجّه الاتهامات في وقت لاحق بالقتل مباشرة لأحد عناصر ما يعرف بـ"تنظيم فتح الإسلام" يدعى محمد الشعبي.

الجيش يضغط

وبينما يطالب حزب الله الفصائل الفلسطينية بتسليم قتلة عيسى إلى الجيش، علمت "عربي21" من مصدر فلسطيني في المخيم أن قيادة الجيش أبلغت الفصائل الفلسطينية بأنه "إن لم تكن القوة الأمنية التابعة لها قادرة على ضبط الأوضاع الأمنية في المناطق التي يعتقد بوجود جماعات إسلامية فيها فلتترك الجيش يتولى هذه المهمة".

وفي ظل هذه التطورات عقدت اللجنة الأمنية العليا الأحد اجتماعا طارئا برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، اللواء صبحي أبو عرب، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والحركات الإسلامية في المخيم.

الفصائل تجتمع

واتفق المشاركون على "تعزيز القوة الأمنية المشتركة خلال الأيام القليلة المقبلة كرسالة حاسمة بعدم السماح بضرب الاستقرار الأمني والعلاقات اللبنانية، واستكمال التحقيقات في جريمة اغتيال عنصر حزب الله مروان عباس عيسى، لجهة الحصول على أشرطة كاميرات الباقية في مكان استدراجه في منطقة التعمير - الطوارئ قبل ارتكاب الجريمة"، بحسب بيان صادر عن الاجتماع وصلت "عربي21" نسخة عنه.

وحسب مصدر فلسطيني، فإنه من المتوقع أن تنتشر القوة الأمنية المشتركة في منطقة التعمير التي لا تعتبر من الناحية القانونية جزءا من المخيم، في ظل تزايد ضغوط السلطات اللبنانية على الفصائل الفلسطينية.

ويضيف المصدر أن من شأن هذه الخطوة إن تمت تجنيب المخيم آثارا سلبية قد تنتج عن عملية محتملة للجيش اللبناني، في مقدمتها نزوح الأهالي فيها إلى داخل المخيم الذي يعاني أصلا من اكتظاظ فاقمه نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا.
التعليقات (0)

خبر عاجل