حول العالم

درجات الحرارة ترفع مستويات روح النكتة لدى الأردنيين

صورة ساخرة نشرها مغردون أردنيون خلال الموجة الحارة - تويتر
صورة ساخرة نشرها مغردون أردنيون خلال الموجة الحارة - تويتر
رفعت درجات الحرارة من روح النكتة لدى المواطنين الأردنيين الذين استقبلوا موجة الحر بعشرات الصور والتعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في كسر الصورة النمطية التي عرفت عن شعب "لا يضحك" وفي "كشرته هيبة" كما يظن الكثيرون.
 
صور وتعليقات ساخرة
 
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور وتعليقات ساخرة عن الحالة الجوية.. يقول أحد المعلقين: "الجو خليجي والراتب أردني" في إشارة لتدني معدل رواتب الأردنيين، بينما نشر أردنيون صورا ساخرة للمجموعة الشمسية تظهر ملاصقة الأردن للشمس.
 
ونشر آخرون مقاطع فيديو لأشخاص "يقلون البيض في الظهيرة بمنطقتي الكرك (جنوبي عمان) ومخيم الزعتري للاجئين السوريين (في الصحراء الشرقية). وأظهر الفيديو شخصين يقومان بقلي بيضة داخل مقلى في الزعتري في إشارة إلى ارتفاع درجات الحرارة.
 
الصحفية غادة الشيخ، المتخصصة برصد شبكات التواصل الاجتماعي في صحيفة "الغد" اليومية ترى في حديث لصحيفة "عربي21" أن "موجة الحر الأخيرة لم تكن هي من كسر الصورة النمطية عن الأردنيين وأنهم شعب "كشر"، حيث سبقتها مواقف وظواهر كثيرة كشفت عن روح النكتة لدى الأردنيين، كالموجات الثلجية، إذ كشفت هذه الظواهر عن قدرة استثمار الأردنيين لها بإطلاق العنان لحس الفكاهة العالي المستوى لديهم".

وبات الأردنيون يواجهون الظروف الخاصة من انخفاض وارتفاع لدرجات الحرارة أو حتى القضايا السياسية من خلال "النكتة".

و لم يسلم رئيس الحكومة الأردني عبد الله النسور، من عاصفة صور وتعليقات ساخرة حول سياسته الاقتصادية ورفعه المستمر للأسعار، حتى إنه بات يرتبط اسمه "برفع أي شيء" حتى "أذان المغرب"، كما يقول ساخرون.
 
الكاتب الأردني الساخر أحمد حسن الزعبي يعتقد أن "روح الدعابة والسخرية لدى الأردنيين بدأت تظهر مع كسر حاجز الخوف في بداية الربيع العربي"، قائلا لـ"عربي21" إن "المواطن الأردني بات يسخر من كل شيء.. حالة طقس وقرارات سياسية"، أما بخصوص "الكشرة الأردنية"، فيرى الزعبي أن "الهيبة الاجتماعية فرضت على الأردنيين الكشرة في بعض المواقف".
 
إلا أن رسام الكاريكاتير الأردني عمر العبداللات فيعتقد أن "سقف السخرية لدى الأردنيين انخفض بعد الربيع العربي مع انخفاض مستوى الحريات في المملكة، إذ بات المواطن الأردني يتجنب السخرية من قضايا جوهرية تمس أمن البلد، كالحديث عن الرشوة والفساد".

وحول حالة الطقس، يقول العبداللات لـ"عربي21" ساخرا: "إن الحكومة الأردنية قامت بالتآمر مع أشهر راصد جوي في الأردن، محمد الشاكر، لرفع درجات الحرارة"، في إشارة إلى شغف الحكومة ورئيسها "بسياسة الرفع".
 
ورسم العبداللات كاريكاتيرا يحمل فيه "المغتربين الأردنيين مسؤولية ارتفاع درجات الحرارة، بعد تغزلهم في طقس الأردن المعتدل مقارنة مع دول الخليج"، ويبين الرسم أن "طقس الأردن أصيب بالعين والحسد".
 
طرق ساخرة لتبريد الأردنيين
 
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، قامت صهاريج مياه تابعة لأمانة عمان الكبرى برش المياه بطريقة الرذاذ على عدد من المواطنين في الشوارع الرئيسة في العاصمة، عقب موجة حر تضرب المملكة منذ أيام.
 
ويقترح الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي، عدة طرق "موفرة لتبريد الأردنيين"، منها "النوم تحت لحاف سميك والانتظار لمدة ربع ساعة، ثم الخروج.. حينها يكتشف المواطن فرقا كبيرا في درجات الحرارة وسوء الوضع الذي كان فيه تحت اللحاف". الطريقة الثانية أن "تنقع قطعة قماش بالماء وتضعها على رأسك".
 
وينتقد الكاتب بعض النصائح التي انتشرت لتجنب موجة الحر ومنها "النصح بشرب مسحوق البندق"، يقول الكاتب أنا "لا أجد الطعام حتى أشرب مسحوق البندق". أما بخصوص نصيحة ارتداء الملابس الخفيفة، فيقول الزعبي: "أنا في الأصل أمضيتها شالحا خصوصا مع انقطاع الكهرباء لفترة طويلة".
 
وفي محاولة لتلطيف الأجواء إلكترونيا نشر مواطنون صورا لهم في العاصفة الثلجية "هدى" التي ضربت المملكة في فصل الشتاء الماضي مع "رسالة اعتذار للمنخفض"، وقال أحد المعلقين: "الآنسة هدى نتمنى ما تزعلي منا وياريت تزورينا هالأيام".

طقس حار حتى منتصف الشهر

ويتوقع مدير العمليات لموقع طقس العرب أسامة الطريفي أن "تستمر الموجة الحارة حتى منتصف الشهر الحالي، لكن بشدة متفاوتة". يقول الخبير في الرصد الجوي لـ"عربي21" إن الأردن وبلاد الشام تعرضت سابقا لموجات أشد حرا في عام 2010 حيث وصلت الحرارة إلى 45 مئوية في العاصمة عمان ولمدة خمسة أيام"، مؤكدا أن "لا علاقة للتغير المناخي بموجة الحر الحالية".
 
وبعيدا عن العالم الافتراضي، فقد رفعت موجة الحر من مبيعات محلات الأجهزة الكهربائية للمراوح والمكيفات بنسبة تصل إلى 80%، بحسب تقدير أيمن غلوس، وهو صاحب معرض للأدوات الكهربائية في وسط العاصمة عمان.
 
يقول غلوس لـ"عربي21" إن " الإقبال كان بشكل لافت على المراوح ذات السعر المتوسط الموفرة للطاقة مقارنة مع المكيفات الكهربائية، حيث شهدت المبيعات ارتفاعا كبيرا منذ بداية الأسبوع الحالي".
 
وسجل الأسبوع الحالي أعلى حمل كهربائي بتاريخ الأردن بسبب تشغيل المكيفات والمراوح، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في الممكلة.
 
وقال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن الأردنية المهندس فاروق الحياري في بيان صحفي، إن "الحمل الأقصى للنظام الكهربائي بلغ عند الساعة الثالثة بعد ظهر أمس الاثنين 3280 ميغاواط وهو رقم جديد غير مسبوق في تاريخ النظام الكهربائي في الأردن".
التعليقات (0)

خبر عاجل