سياسة عربية

"خضرة".. الاحتلال هدم بيتها وشرد أطفالها الأيتام (فيديو)

بدأت مشكلة "أم الخير" مع المستوطنين عام 1980- عربي21
بدأت مشكلة "أم الخير" مع المستوطنين عام 1980- عربي21
حينما تراكمت عليها النكبات؛ لم تملك "أم أحمد" إلا أن تذرف الدموع، وهي الأم الصابرة التي ترعى طفليها لوحدها منذ أصيبت بنكبة وفاة زوجها قبل ثمانية أعوام، لتلاحقها نكبة جديدة بهدم قوات الاحتلال الإسرائيلي مسكنها المتواضع في خربة "أم الخير" جنوب مدينة الخليل المحتلة.

ففي بيتها الصغير (60 مترا) المصنوع من الصفيح، كانت تقيم السيدة خضرة الهذالين (42 عاما)، مع طفليها اليتيمين؛ أحمد (8 أعوام)، وريما (14 عاما)، ترعاهما وتنحت في الصخر من أجل الحفاظ عليهما، فهما بالنسبة لها "المستقبل والأمل"، ولكنها اليوم تقف على "كومة من حديد"، صنعتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الأربعاء.

وتقف "خضرة" وهي تتفحص بعينها ما حل بها، فتتذكر حكايات اللجوء التي طالما سمعتها ممن اكتوى بنارها، وهي تردد بعزم في حديثها لـ"عربي21": "أنا هنا باقية؛ لن أترك أرضي ولا بيتي، حتى لو هدم ألف ألف مرة".

وفي رسالتها للاحتلال الإسرائيلي؛ أعربت "خضرة" عن أملها في أن ينتهي الاحتلال قريبا، متمنية أن تتمكن -بمساعدة المؤسسات المختلفة- من إعادة بناء بيتها المهدوم؛ بعدما تسبب الاحتلال في تشريدها وأطفالها. وأضافت بألم شديد: "الصورة تكفي عن الكلام".

وهدمت قوات الاحتلال، الأربعاء، ستة منازل تعود للحاج المسن سليمان الهذالين (74 عاما)، وأربعة من أبنائه (خيري ومعتصم وعادل وعيد)، الذين عانى والدهم على مدار 68 عاما من مرارة اللجوء، بعدما أجبر على ترك أرضه في فلسطين المحتلة عام 1948.



وقال إبراهيم الهذالين، أحد أفراد العائلة المنكوبة، إن هذه هي "المرة الثامنة التي تقوم فيها قوات الاحتلال بهدم خربة أم الخير"، مشيرا في حديثه لـ"عربي21" إلى أنها "لا تبعد سوى ستة أمتار فقط عن مستوطنة كرمئيل، وهي منطقة احتكاك مباشر مع المستوطنين الإسرائيليين".

وبدأت مشكلة "أم الخير" مع المستوطنين عام 1980؛ عندما استولت قطعان المستوطنين على مساحات كبيرة من أراضي الخربة، بحسب الهذالين الذي أوضح أن أطماع المستوطنين في باقي أرض الخربة "ما زالت قائمة، ولهذا يقوم الاحتلال بهدم منازلنا باستمرار من أجل تهجير الفلسطينيين وتوسعة المستوطنة".

وأكد الهذالين أن "محاولات الاحتلال اليائسة؛ لن تنجح في قلعنا"، مضيفا: "نحن هنا باقون، ولن نغادر أرضنا أو بيوتنا وإن هدمت، ولن نتنازل عن حقنا".

وتابع: "نحن لجأنا هنا منذ 1948 (عام النكبة الفلسطينية)، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال؛ أن نسمح بحدوث كارثة اللجوء مرة أخرى داخل الوطن، وهذه أرضنا ملك لنا".

ولفت إلى أن "إجمالي عدد البيوت الموجودة في الخربة 30 بيتا؛ معظمها من الصفيح، هدمت كلها أكثر من مرة، وعلى فترات متباعدة".

وقال الهذالين إن "الحرب بيننا وبين الاحتلال مستمرة، يهدمون ونبني"، مبينا أن التعاون والتلاحم بين الأسر في "أم الخير" كبير؛ "وسيتم استيعاب العائلات التي هدمت مساكنها في باقي بيوت الخربة، حتى يتم إعادة بناء ما هدمته جرافات الاحتلال، رغم أن الاحتلال يمنع نهائيا البناء في الخربة".
التعليقات (0)