صحافة دولية

"ليترا 43": آخر خريطة لانتشار القوى المتناحرة بسوريا (شاهد)

ليترا 43: الحرب السورية أخذت منحى جديدا في الصراع- جيتي

 نشرت صحيفة "ليترا 43" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على خريطة توزع القوى المتناحرة في سوريا خاصة إثر المستجدات التي ألمت بالبلاد، ونتيجة لذلك، تحولت سوريا من مجرد ساحة لحرب أهلية إلى ميدان حرب بالوكالة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحارب في آخر مرحلة أخطر صراع على مر التاريخ. ومؤخرا، استهدفت القوات الجوية الأمريكية مواقع تابعة للنظام السوري. لذلك، يمكن الجزم أن سوريا تحولت من مجرد ساحة حرب أهلية إلى ميدان حرب بالوكالة. وعموما، لا تزال سوريا منقسمة إلى عدة أجزاء حيث تخضع كل منطقة لسيطرة قوى إقليمية معينة.
 
وذكرت الصحيفة أنه خلال سنة 2016، شهدت الساحة السورية تغييرات في موازين القوى، إذ يعزى ذلك إلى عاملين مهمين أولهما انهيار تنظيم الدولة وفقدانه السيطرة على أهم معاقله، الأمر الذي دفع بالعديد من الأطراف الفاعلة في الصراع إلى تغيير أولوياتهم. أما العامل الثاني، فيتمثل في تعزيز النفوذ الشيعي في المنطقة وذلك من خلال بروز تحالف جديد بين إيران وروسيا والنظام. في المقابل، تحظى المعارضة بدعم من قبل المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا.

 

اقرأ أيضا: هذه أبرز محطات تدخل التحالف الدولي بالأزمة السورية

 
في الوقت الراهن، تخوض تركيا صراعا داميا مع المسلحين الأكراد تهدف من ورائه إلى القضاء على عدوها اللدود نظرا لأن القيادة التركية لن تسمح بإقامة دولة كردية مستقلة، كما أنها لا تقبل بوجود عناصر كردية مسلحة على حدودها الجنوبية. وحاليا، تعتبر الغوطة الشرقية ودير الزور ووادي نهر الفرات وإدلب ومقاطعتها الشرقية، وحماة وعفرين من أهم مناطق التصعيد.
 
وبينت الصحيفة أن منطقة الغوطة الشرقية عادت من جديد إلى واجهة الأحداث مجددا. فبعد فترة الهدوء النسبي الذي عاشته المنطقة، عرفت قرى وبلدات الغوطة الشرقية مواجهات مسلحة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة فضلا عن قصف طائرات النظام للمدينة. ومنذ سنة 2012، أصبحت الغوطة الشرقية معقلا للمعارضة، بالتالي خرجت عن سيطرة النظام منذ ذلك الوقت كما أنها تعرضت إلى حصار محكم من قبل النظام ما تسبب في أزمة إنسانية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انسحاب تنظيم الدولة من دير الزور والرقة إلى جنوب البلاد، اتخذ التنظيم من المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات معقلا له، فيما لا تزال كل من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية تقاتل تنظيم الدولة مع العلم أن القوات الكردية لعبت دورا هاما في الهزيمة التي لحقت بالتنظيم. إلى جانب ذلك، تسعى قوات النظام السوري إلى استعادة السيطرة على آبار النفط التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة.

 

 

 
وفي 8 من شباط/ فبراير، قصفت طائرات أمريكية مواقع تابعة للنظام في رد لها على سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها قوات سوريا الديمقراطية من قبل القوات الجوية التابعة لنظام الأسد.
 
وتطرقت الصحيفة إلى انتصار النظام السوري على المعارضة خلال سنة 2016. فعلى الرغم من الهزيمة التي لحقت بالمعارضة، لم يتمكن النظام من استعادة مدينة إدلب الواقعة بالقرب من الحدود مع تركيا. وخلال سنة 2017، كسر النظام السوري الحصار على عدة مناطق ليصب تركيزه من أجل استعادة منطقة إدلب التي تعد من أهم المدن في سوريا.
 
واعتبر العديد من المراقبين أن هذه الخطوة التي قام بها النظام تعد خطة إستراتيجية هامة ستساعده من أجل استرجاع المدينة من قبضة المعارضة. ونتيجة لذلك، أي منذ مطلع 2018 بدأ المحور السوري الروسي الإيراني بشن هجماته وقصف المدينة من الجهة الشرقية لاستعادة آخر معقل للمعارضة.

 

اقرأ أيضا: دير شبيغل: هل يلعب بشار الأسد أي دور فعلي في إدارة سوريا؟

وذكرت الصحيفة أن مدينة حماة تعتبر آخر معقل لتنظيم الدولة الذي يضم القياديين المقربين من أبي بكر البغدادي. وبالتزامن مع الهجوم الذي يشنه النظام السوري لمدينة إدلب، استهدف الجيش السوري عدة مواقع تابعة لتنظيم الدولة شمال مدينة حماة. ومن المتوقع ألا تجد قوات النظام صعوبة في استرجاع المدينة مقارنة مع مدينة إدلب، ويعزى ذلك لتواجد عدة فصائل موالية للنظام السوري بالقرب من محافظة حماة.
 
وأضافت الصحيفة أنه في الخامس من كانون الثاني/ يناير، شنت القوات التركية هجوما ضد الأكراد في منطقة عفرين. ومن جهتها، قصفت وحدات النقل البري وطائرات مقاتلة تابع لتركيا الأكراد في عفرين الذين يعدون أهم حليف للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة. وعموما، لن تسمح أنقرة بإقامة دولة كردية مستقلة بالقرب من حدودها الجنوبية. والجدير بالذكر أن تركيا شنت في آب/ أغسطس سنة 2016، "عملية درع نهر الفرات" بهدف إبعاد الأكراد من المنطقة.
 
وأكدت الصحيفة أن الحرب السورية أخذت منحى جديدا في الصراع حيث أضحت ساحة للقتال ولتصفية الحسابات بين عدة قوى إقليمية.