صحافة دولية

لماذا وجدت شركة طيران "المفتول الفلسطيني" غير مناسب؟

شركة الطيران قامت بإزالة كلمة "فلسطيني" بعد أن اشتكى زبائن مؤيدون لإسرائيل- أرشيفية

نشر موقع "الانتفاضة الإلكترونية" تقريرا، يقول فيه إن شركة طيران "فيرجين أتلانتك" أزالت كلمة فلسطيني، التي تصف سلطة مفتول، في قائمتها.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن شركة الطيران قامت بإزالة كلمة "فلسطيني"، بعد أن اشتكى زبائن مؤيدون لإسرائيل، فيما اعترفت الشركة بأن الوصفة فلسطينية، لكنها اعتذرت في الوقت ذاته عن "أي أذى تسبب به" استخدام هذا الوصف، لافتا إلى أن هذه الأكلة كانت معروضة للمسافرين من الدرجة الاقتصادية في أواخر عام 2017، وكانت مكتوبة على قائمة الطعام "سلطة كسكس فلسطيني".

 

ويكشف الموقع عن أن أحد زبائن الشركة، ويدعى داني ويليامز، قام باستخدام الإعلام الاجتماعي لاتهام الشركة بـ"التعاطف مع الإرهابيين"، وقال: "هذه آخر مرة أشتري منكم"، مشيرا إلى أن مؤيدين لإسرائيل علقوا على مواقع التواصل الاجتماعي بالادعاء أن "الكسكس ليس فلسطينيا"، وغرد أحدهم على "تويتر" بالقول إنه يجب وصف تلك السلطة بأنها "سلطة يهودية".

ويلفت التقرير إلى أن المعادين للفلسطينيين وضعوا صورة لقائمة الطعام على خطوط الطيران، التي تصف السلطة بأنها "سلطة كسكس فلسطيني"، وهددوا بمقاطعة الشركة، مشيرا إلى أن مجموعة تسمي نفسها حركة الدفاع عن إسرائيل قامت بنشر صورة لقائمة الطعام مع تعليق: "كنا نظن أن هذه سلطة إسرائيلية"، فيما قال ديفيد غارنيلاس، الذي اتهم مؤسس شركة "فيرجين أتلانتك" ريتشارد برانسون، بأنه "ظهر على حقيقته"، وقال إن "على الإسرائيليين مقاطعة الشركة، وعلى إسرائيل المطالبة بالإيضاح".

 

   

 

ويذكر الموقع أنه منذ تلك الشكاوى قامت الشركة بالرضوخ، وحذفت وصف فلسطينية من اسم السلطة، فأصبح الاسم "سلطة كسكس"، لافتا إلى أن الشركة لم تكشف عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تدخلت لتغيير العبارة أم لا.

 

وينقل التقرير عن المتحدث باسم شركة الطيران، قوله للموقع بأن الشركة قامت بحذف الإشارة إلى الأكلة الفلسطينية "بناء على ردود فعل"، بما في ذلك اتصال من صحافي لم يذكر اسمه، مشيرا إلى أن الشركة ترفض الكشف عن عدد الشكاوى التي وصلتها.

 

ويفيد الموقع بأن متحدثا باسم شركة الطيران أقر بأن الوصفة فلسطينية، حيث قال: "سلطتنا مصنوعة من خليط من المفتول (كسكس فلسطيني تقليدي)، وتكمله البندورة والخيار، اللذان يساعدان فعلا في إعطاء السلطة مظهرا جميلا، ويضاف إليها البقدونس والنعناع والليمون والخل، لكن علينا أن نفعل ما يرضي زبائننا، ونتيجة لردود الفعل فإننا قمنا بتغيير اسم هذه الأكلة على قائمتنا، التي كنا نقدمها نهاية العام الماضي، ونحن آسفون لأي أذى تسببنا به".

 

  

 

وينوه التقرير إلى أن المتحدث باسم الشركة لم يستطع أن يشرح لماذا يمكن أن يكون وصفه لأكلة فلسطينية، بالرغم من تأكيد الشركة أنها فلسطينية، أمرا مسببا للأذى، لافتا إلى أن قرار شركة "فيرجين أتلانتك" هو الأخير في سلسلة من محاولات إسرائيل ومؤيدي إسرائيل لمحو اسم أي أكلة أو ثقافة فلسطينية، أو الاستيلاء عليها على أنها "إسرائيلية".

 

ويورد الموقع نقلا عن مؤلفة الطعام الفلسطيني التقليدي، كريستيان دبدوب ناصر، قولها: "العالم مكان حزين عندما يتعرض الناس للإهانة بسبب كلمة (فلسطيني)، وعندما تقوم شركة مثل (فيرجين أتلانتك) بحذف تلك الكلمة لـ(تفعل ما يرضي زبائنها)"، وتضيف: "المفتول أكلة فلسطينية، كما أن فطائر اللحم من كورنوول وباتي دي فوي غراس فرنسية".

 

وتتابع ناصر قائلة: "لا أحد يمكنه إنكار ذلك، لكن شركة الطيران فعلت، وزادت الطين بلة بأن اعتذرت لأي أذى تسبب به استخدامها لتعبير المفتول الفلسطيني".

 

وتواصل ناصر قائلة: "هناك دائما ضغط للتملق لإسرائيل وللصهاينة؛ بسبب الاعتقاد الخاطئ، والمنحرف، بأن الاعتراف بفلسطين أو أي شيء فلسطيني يؤذي مشاعر إسرائيل، وقد يعد حتى معاديا للسامية، وهذا ناتج عن عقود من الدعاية، التي لا تحاول فقط إنكار وجود الفلسطينيين فحسب، لكن حتى ثقافتهم وتاريخهم وذاكرتهم".

 

وينوه التقرير إلى أن هذه الحادثة تبدو مشابهة لما حدث عندما قامت الطباخة راشيل ري بنشر صور للحمص والتبولة الفلسطينية والمتبل على "تويتر"، ووصفتها بأنها أكلات إسرائيلية، مشيرا إلى أن الدولة الإسرائيلية تقوم بحملة دعاية ودبلوماسية الأطعمة، مستخدمة ثقافة الأطعمة طريقة للترويج للبلد في الخارج.

 

ويذكر الموقع أن سلسلة متاجر "ويتروز" أثارت في عام 2015 ضجة كبيرة عندما وزعت مجلة بعنوان أطعمة من إسرائيل، تم إنتاجها بالتعاون مع وزارة السياحة الإسرائيلية، حيث تم وصف أكلات عربية فيها، بما في ذلك الطحينية والزعتر، بأنها إسرائيلية.

 

ويشير التقرير إلى أن هناك جولة "طاولات مستديرة"، تدعمها وزارتا الخارجية والسياحة الإسرائيليتان، ضمت طباخين من أنحاء العالم، تمت دعوتهم للطبخ في مطاعم تل أبيب، مستدركا بأن حركة المقاطعة "بي دي أس" استهدفت ذلك المشروع بالاحتجاج خارج مطاعم الطباخين الذين كانوا سيشاركون، ما اضطر بعضهم إلى مقاطعة النشاط.

 

وبحسب الموقع، فإن المستثمر الأكبر في شركة طيران "فيرجين أتلانتك" ريتشارد برانسون هو عضو في المجلس الاستشاري لمنظمة الشيوخ، ويشارك في أنشطة المنظمة، وهي مجموعة من الشخصيات لطالما تحدثوا لصالح "العدالة" في فلسطين، مبينا أن علاقة برانستون بشركة الطيران -حتى وإن لم يعد يملك منها ما يسمح له بتوجيهها- قد تثير التساؤلات لدى منظمة الشيوخ، بمن فيهم رئيس الأساقفة في جنوب أفريقيا ديسموند توتو، وهو منتقد متحمس لنظام الأبارتايد الإسرائيلي.

ويبين التقرير أن الشركات الأخرى التي تملك حصصا كبيرة في الشركة تتضمن الطيران الفرنسي، و"كي أل أم"، و"يو أس إيرلاين دلتا".

 

ويختم "الانتفاضة الإلكترونية" تقريره بالإشارة إلى أن برانسون لم يسلم من انتقاد المؤيدين لإسرائيل، بالرغم من بيعه لمعظم حصته في الشركة، فمثلا يلوم شخص يسمي نفسه حمص سابيان في تغريدته برانسون؛ بسبب سماحه لشركة "فيرجين أتلانتك" بأن "تقدم مفتولا فلسطينيا".