ملفات وتقارير

انهيار العملة اليمنية يفجر سخطا كبيرا.. تهديد بالمجاعة

واصل الريال اليمني، نزيفه الحاد، أمام العملات الأجنبية، متجاوزا حاجز الـ800 للدولار الواحد- جيتي

تسود اليمن أحداث متسارعة، جراء أزمة انهيار العملة الوطنية بشكل فاق كل التوقعات، وارتفاع جنوني في أسعار الوقود والمواد الأساسية، في ظل صمت وعجز من قبل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عن إيقاف هذا الانهيار الذي يهدد ملايين اليمنيين بالمجاعة، وفق تقارير دولية.


وواصل الريال اليمني، نزيفه الحاد، أمام العملات الأجنبية، متجاوزا حاجز الـ800 للدولار الواحد، بينما وصل سعر الريال السعودي 214 ريالا يمنيا.


وأمام هذا الحدث، شهدت مدن يمنية مسيرات غاضبة، احتجاجا على انهيار العملة، ومنددة بعجز الحكومة اليمنية الشرعية إزاء هذا الوضع الخطير، الذي لم يسبق حدوثه في تاريخ البلد.


ففي مدينتي عدن وأبين (جنوبا)، تظاهر المئات في شوارع المدينتين، احتجاجا على تدهور العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الأساسية والوقود، بشكل فاق قدرة المواطن على تحمله.


كما تظاهر المئات في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت (شرقا)، تنديدا بالتدهور الاقتصادي وانهيار العملة، وعبر المحتجون عن رفضهم لسياسات الحكومة، في وقت أغلقت المحلات التجارية في سياق موجة الاحتجاجات الرافضة لاستمرار هذا الانهيار.

 

اقرأ أيضا: تصاعد التوتر بشبوة بين قوات حكومية وأخرى مدعومة إماراتيا


في غضون ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تظاهرات إلكترونية، حملت عناوين رافضة ومنددة بالعجز الحكومي حيال هذا التدهور الكبير في الأوضاع، ومنها انهيار العملة أمام سلة العملات الأخرى.


وتنوعت الوسوم المعبرة عن حالة السخط التي اجتاحت مواقع "فيسبوك" و"تويتر"، ولعل أبرزها وسم #ثورة_الجياع، و#شباب_فوق_السلطة، وثالث يدعو لإنقاذ اليمنيين من المجاعة #انقذوا_اليمن_من_ المجاعة، وهو ما يضع تساؤلات عدة حول ما يمكن أن تشكله الحالة الاحتجاجية من مقدمة لثورة ما أطلق عليها بالجياع؟


من جهته، قال الصحفي اليمني أحمد شبح إن "الشعب يريد من الرئيس هادي تفسيرات منطقية ومقنعة ومعالجات عاجلة لانهيار العملة الوطنية واتساع دائرة المجاعة".


وأضاف عبر حسابه في موقع "تويتر" أن "الأمر إذا كان يتعلق بالسيادة فمستعدون أن نربط على بطوننا بحجر"، في تلميح منه إلى أن هذه الأزمة تهدف إلى الضغط على هادي للقبول بالتنازل عن مواقع حيوية بالبلاد للسعودية والإمارات.


وفي هذا السياق، قال البرلماني اليمني عبدالكريم الأسلمي إنه "لا شك أن تدهور العملة اليمنية له أسباب كثيرة"، موضحا أن "الجهات المقصرة أيضا كثيرة، وعلى رأسها الحكومة والتحالف والمجتمع الدولي".


وأضاف الأسلمي في تعليق له في موقع "فيسبوك" أن "ما هو ملاحظ في الفترة الأخيرة ازدياد الطلب على العملة الصعبة بشكل غير طبيعي وبأي سعر"، متهما ما وصفها "عصابة الحوثي" بالقيام بتحويل الملايين والمليارات التي نهبوها من خزائن الدولة أو من المواطنين، إلى دولارات، وذلك مع شعورها بالهزيمة، واستعدادا للهروب إذا لزم الأمر"، وفق تقديره.


التحالف والحوثي


من جانبه، أكد الصحفي والناشط السياسي مأرب الورد أن ‏"التحالف الذي تقوده السعودية، يستطيع أن يوقف انهيار العملة خلال دقائق بإيداع 4 مليارات دولار بحسابات البنك المركزي اليمني، وهذا الحد الأدنى من مسؤولية الرياض وأبو ظبي تجاه اليمن بحكم تدخلهما".


وقال في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" إن "التحالف والحوثي شركاء في تجويع اليمنيين ووفاة أطفالهم جوعا في ظل أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم"، مضيفا أن "أطفال اليمن يموتون من الجوع وجيرانهم الذين تدخلوا أثرياء".


وفي سياق التحركات الرسمية، عقد الرئيس هادي اجتماعا، بنائبه ورئيس حكومته، وأعضاء اللجنة الاقتصادية (تم تشكليها لمعالجة الانهيار الاقتصادي بالبلاد) لبحث الانهيار المتسارع للعملة الوطنية.


ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فإن اجتماعا رأسه هادي، لمناقشة عدد من القضايا والملفات المرتبطة بالوضع الاقتصادي وتراجع سعر العملة والمضاربة بأسعارها وتداعيات ذلك على واقع المواطن.

 

اقرأ أيضا: تعليق مثير لوزير يمني بشأن انهيار العملة المحلية


وذكرت الوكالة الرسمية أن الرئيس اليمني وجه اللجنة الاقتصادية بمواصلة اجتماعاتها للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تلك التحديات، واتخاذ الإجراءات العملية الناجعة الكفيلة بخلق الطمأنينة وتحقيق الامن والاستقرار المنشود، مشددا على ضرورة رفع نتائج أعمالها وتوصياتها.


ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الحكومية تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا، بعدما تمكّن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها صنعاء ومحافظة الحُديدة.


وأوقعت الحرب أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف في 2015، وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل التهديدات المتزايدة بوصول اليمنيين إلى المجاعة.