سياسة دولية

84 ألفا شاركوا بالحراك التاسع لـ"السترات الصفراء" بفرنسا

السبت الماضي، شارك 50 ألفا في احتجاجات "السترات الصفراء" في جميع أنحاء فرنسا- جيتي

أعلن مصدر أمني فرنسي، السبت، مشاركة 84 ألف متظاهر في الحراك التاسع لمحتجي "السترات الصفراء" في جميع أنحاء البلاد، مقابل 50 ألفا شاركوا في الحراك الثامن. 

ونقلت شبكة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية عن مسؤول بالشرطة، لم تسمه، أنّ "84 ألفا شاركوا في احتجاجات اليوم، التي كان أكبرها في العاصمة باريس، ثم مدن بورجيه، وتولوز، وبوردو، جان، ومارسيليا". 

وأشار المسؤول إلى أنّ 8 ألاف شاركوا بالاحتجاجات في باريس، فيما شارك 6 ألاف و700 في احتجاجات بورجيه (شمالا)، و5 ألاف و500 في تولوز (جنوب غرب)، و4 ألاف و500 في بوردو (جنوب غرب)، و3 ألاف في كاين (شمال غرب)، وألفين و700 في مارسيليا (جنوب غرب).

 

وقال باتريك (37 عامًا) الذي أتى من منطقة سافوا شرق فرنسا: "جئنا إلى باريس لإسماع صوتنا، ونريد أن نرى بعيوننا، لمرّة على الأقلّ، ما يجري هنا".

والسبت الماضي، شارك 50 ألفا في احتجاجات "السترات الصفراء" في جميع أنحاء فرنسا.

وحينذاك، اعتبرت وسائل إعلامية ذلك العدد "استعادة لزخم الحركة" بعد أن تراجع عدد المشاركين إلى 32 ألفا خلال الحراك السابع، الذي تزامن مع أعياد الميلاد والعام الجديد.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الداخلية الفرنسية وضع 82 متظاهرًا من "السترات الصفراء" قيد الحجز الاحتياطي، في جميع أنحاء البلاد، بذريعة "احتمال حملهم أسلحة محظورة". 

 

إجراءات ماكرون "فتات"

ومنذ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، يندّد فرنسيّون ينتمون إلى الطبقات الشعبيّة والوسطى بالسياسة الضريبيّة والاجتماعيّة للحكومة، التي يعتبرونها ظالمة، ويُطالبون بتحسين قدرتهم الشرائيّة.

ولم يأبه المحتجّون بالتنازلات التي أعلنها ماكرون في محاولة لتهدئة الأزمة.

وقالت كارول ريغوبير (59 عامًا) التي قدمت مع زوجها من جورا (شرقا) إلى بورج: "ننتظر إجراءات ملموسة. إنّ ما أعلنه ماكرون لا يعدو كونه فتاتًا يتحمله دافعو الضرائب".

وأثارت تصريحات لماكرون، الجمعة، انتقادات بعدما قال "إنّ الاضطرابات التي يشهدها مجتمعنا سببها أحيانًا أنّ الكثير من مواطنينا يعتقدون أنّ بالإمكان الحصول" على شيء "بلا جهد".

ومن المقرّر أن تبدأ السلطات الثلاثاء حوارًا وطنيًا لتقريب الناس من صنّاع القرار السياسي. ودعا ماكرون الجمعة الفرنسيّين إلى اغتنام "هذه الفرصة الكبيرة جدًا".

وجعلت السلطات من هذا الأمر أولويّة في الأشهر الأولى من العام، وترى فيه بوّابة خروج من الأزمة الاجتماعية، وأيضًا فرصة لإمكان استعادة زمام المبادرة سياسيًا.

لكنّ التحدّي يبدو كبيرًا، إذ أفاد استطلاع للمعهد الفرنسي للبحوث السياسيّة الجمعة بأنّ انعدام الثقة بالمؤسّسات السياسيّة في فرنسا، وخصوصًا بماكرون، بلغ أعلى مستوى له.


وفقد 10 أشخاص حياتهم، وأصيب 1700 آخرون بجروح منذ اندلاع الاحتجاجات، فيما أوقفت الشرطة 5 آلاف و600 شخص، سجن بينهم أكثر من ألف.

كما أسفرت الاحتجاجات عن فقدان 58 ألف شخص لوظائفهم، وقدرت خسائرها على الدولة بـ32 مليون يورو، إضافة إلى خسائر بـ2 مليار يورو حلت بمراكز التسوق بعموم البلاد.