صحافة إسرائيلية

دراسة إسرائيلية: السعودية ضعيفة "إلكترونيا" وتحتاج مساعدة

هل تطلب السعودية مساعدة إسرائيل؟ - جيتي

قالت دراسة إسرائيلية إن "السعودية تجد نفسها في مكان حساس جدا في الحرب الإلكترونية التي تخوضها ايران والولايات لمتحدة ضد بعضهما البعض، وفي ظل أن المملكة تعتبر نفسها رأس الحربة في المواجهة بين الجانبين، فإنها من المتوقع أن تتلقى ضربات موجعة في هذا الفضاء الإلكتروني، الأمر الذي يتطلب فحص مدى جاهزيتها لسيناريو من هذا النوع".

وأضافت الدراسة التي أعدها يوآل جوزينسكي الخبير العسكري الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، ترجمتها "عربي21" أن "هناك توقعات إسرائيلية بأن تكون المملكة في صدارة استهدافات إيران لها في مجال الحرب الإلكترونية، لأنها لن تتردد بمهاجمة أهداف مدنية واقتصادية للمملكة بصورة لا تقل عن استهدافها للمواقع العسكرية".

وكشف جوزينسكي، مدير دراسات الخليج العربي، وعمل مع رؤساء مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ورؤساء حكومات، النقاب أن "السعودية من الدول الأكثر تعرضا لهجمات إلكترونية، معظمها من إيران، حيث أن 42% من هجمات السايبر تم تنفيذها من مجموعة تسمي نفسها APT33 قريبة من إيران، زادت في السنوات الثلاث الأخيرة من هجماتها ضد أهداف سعودية، فيما جاءت هجماتها ضد أهداف أمريكية فقط بنسبة 34%".

وأوضح أنه "في ظل التوتر الأمريكي الإيراني القائم، الذي قد لا يصل بالضرورة لمواجهة مفتوحة، نظرا لرغبة الجانبين بذلك، فإن السعودية توجد في خطر داهم، وفي ظل القدرات السيبرانية المتطورة جدا لدى الولايات المتحدة التي تحميها من أي هجمات إيرانية، فإن الأخيرة قد تختار استهداف السعودية، باعتبارها البطن الرخوة للولايات المتحدة في منطقة الخليج للضغط على واشنطن بتخفيف عقوباتها على طهران".

وأكد أنه "في ظل القدرات السيبرانية السعودية المتواضعة، فإن ذلك يسهل على إيران وضعها على رأس استهدافاتها في هذا المجال، وبالنظر للأهمية الاقتصادية والجيو-سياسية للمملكة عبر المجتمع الدولي، فإن الهجمات الإيرانية الإلكترونية المتوقعة على أهداف سعودية قد تحقق أهدافا حيوية ومؤلمة".

 

اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية: هكذا يوظف ابن سلمان رجال الدين

وأشار إلى أن "المواقع السعودية المرشحة للاستهدافات الإيرانية تتمثل بمواقع البنى التحتية العسكرية والمدنية على حد سواء، مما قد يترتب عليه خسائر اقتصادية هائلة وعدد كبير من الضحايا، ونموذج على هذا الهجوم التدميري ما حصل في 2017 على أحد المواقع البيتروكيماوية التي كادت أن توقع خسائر هائلة لولا وقوع خطأ في تشغيل الهجوم".

وأضاف أن "هناك أهدافا سعودية غير مباشرة التفافية قد تلجأ إليها إيران من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي في الفيسبوك وتويتر، وتفعيل الحسابات الوهمية لإظهار الدعم لمعارضي النظام في المملكة، وإشعال الأوضاع الداخلية فيها، ومن المتوقع أن تسفر هذه الهجمات الإلكترونية لوقوع كوارث مدنية واسعة، وقد تزعزع المجتمع السعودي، وتشجع حدوث تململ شعبي داخلي في المملكة ضد العائلة السعودية، مع أن إيران لديها مصلحة بأن تزيد من تأثيرها على الشيعة السعوديين ضد المملكة، لوقف الخطوات السعودية ضدها".

وأشار إلى أن "العائلة المالكة في السعودية تعلم هذه المخاطر القائمة في المجال السيبراني، ولذلك أقامت منظومة إلكترونية موازية، لكن وجود أكثر من جهة سعودية عاملة في هذا المجال تصعب تنفيذ الخطط الاستراتيجية للمملكة لمواجهة المخاطر الخارجية".

وأضاف أن "عقبة أخرى تتعلق بانخفاض المعرفة التكنولوجية للمجتمع السعودي، ولأن صناعة تكنولوجيا المعلومات تحتل فقط 0.4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي السعودي، تكتفي المملكة بالاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ برامج إلكترونية".

وأوضح أن "المملكة دأبت مؤخرا على تأسيس وحدات إلكترونية، ومنها ذات الجانب السري والهجومي الضالعة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي المشغلة من قبل محمد القحطاني، اليد اليمنى لولي العهد محمد بن سلمان، ويعمل معه مئات السعوديين كجيش افتراضي في شبكات التواصل الاجتماعي ضد معارضي المملكة، ويوجهون ردودا ويكتبون تعليقات في قضايا حساسة، ويعممون السياسة الرسمية للمملكة حول العالم".

وأكد أن "المملكة تعاني نقصا واضحا في العمل الإلكتروني، فأربعة من كل عشرة مدراء شركات سعودية لديهم القدرة على مواجهة هجمات سيبرانية، مما يؤكد أنها غير مستعدة لهجمات إلكترونية، ويتطلب البحث عن حلول على المدى القصير، كشراء تكنولوجيا ومساعدات من شركات أجنبية لتجاوز أزمتها القائمة، ولعل الولايات المتحدة وإسرائيل مدعوتان لتقديم يد المساعدة للسعودية من خلال قدراتهما التكنولوجية الفائقة".