ملفات وتقارير

قراءة بسيناريوهات ما بعد تكليف الكنيست بتشكيل ائتلاف حكومي

توقع مراقبون أن يصادق الكنيست على قانون يمنع نتنياهو من الترشح قبل الذهاب للانتخابات الرابعة- جيتي

مع انتقال خطاب التفويض لتشكيل الحكومة الإسرائيلية إلى الكنيست، تبرز العديد من السيناريوهات المتوقعة، والتي تعكس الأزمة الراهنة وصعوبة الموقف، الذي وصل إليه رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته والمتهم بالفساد بنيامين نتنياهو.


وقرر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين، إحالة مهمة تشكيل حكومة إلى الكنيست، بعد انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة لرئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، من أجل تشكيل حكومة جديدة، وما تخللته من مفاوضات مع نتنياهو، لم تنجح حتى اللحظة.


وفي قراءة للسيناريوهات المرتقبة، يرى النائب العربي في الكنيست عن القائمة المشتركة سعيد الخرومي، أن "إحالة تشكيل الحكومة للكنيست، هو إجراء قانوني، يتخذه الرئيس الإسرائيلي في حال قدّر أنه لا يمكن لأحد الأطراف أن يشكل الحكومة".


وأشار الخرومي في حديث لـ"عربي21" إلى أن الفترة الممنوحة للكنيست من أجل تشكيل الحكومة، هي 21 يوما، وخلال هذه الفترة يستطيع أي عضو تجميع تواقيع 61 نائبا، ومن ثم التوجه للرئيس بهذه التواقيع، لمنحه فترة 14 يوما، من أجل تشكيل الحكومة.

 

اقرأ أيضا: سجال بين غانتس ونتنياهو إثر تعثر تشكيل حكومة..وتهديد متبادل


ولفت الخرومي إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة بين حزبي "أزرق أبيض" و"الليكود"، خلال الفترة الممنوحة للكنيست، معتقدا أنه "في فترة قريبة يمكن لهما تشكيل حكومة، وإذا لم يتوصلا لاتفاق يقضي بتشكيل الحكومة، فإنه سيتم تفعيل قانون يمنع نتنياهو من رئاسة أي حكومة بالمستقبل.


وبحسب تقدير الخرومي، فإن "هذا ما يخيف نتنياهو ويمثل تهديدا لمستقبله"، منوها إلى أنه "في حال لم ينجح أي عضو بالكنيست في الحصول على تواقيع 61 نائبا خلال الـ21 يوما، ستتجه إسرائيل إلى انتخابات رابعة، وعندها سوف يسن قانون يمنع نتنياهو من الترشح، وسينتهي مستقبله السياسي، وستتم محاكمته في قضايا الفساد المتهم فيها".


وأشار إلى أن "المعارضة التي ستحصل على أغلبية 61 عضوا في الكنيست، ستبادر إلى سن القانون قبل انتهاء فترة 21 يوما، لأنه بعد انتهاء هذه المهلة لا يمكن سن قوانين، لذا سيبادر "أزرق-أبيض" لسن القانون في حال فشل تشكيل حكومة قبل انتهاء هذه الفترة، وبالتالي نذهب إلى انتخابات رابعة بدون نتنياهو".


اللحظة الأخيرة


من جانبه، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "هناك عدة تحديات تواجه نتنياهو شخصيا، خلال الفترة الممنوحة للكنيست، الأول؛ غانتس هو رئيس الكنيست، وعليه في حال لم يتوصل نتنياهو لتشكيل الحكومة، بإمكان رئيس الكنيست، أن يمرر قانون منع نتنياهو من أن يكون رئيسا للوزراء".


وفي هذه الحالة، بحسب أبو عامر في حديثه لـ"عربي21"، هناك "خياران لتطبيق هذا القانون في حال إقراره، إما أن يطبق فورا أو في انتخابات قادمة"، منوها إلى أن "فشل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة خلال فترة الـ21 يوما، يجر الاحتلال إلى انتخابات رابعة، مع ضمان عدم تكليف نتنياهو برئاسة الحكومة الجديدة، وهذا ما لا يريده نتنياهو المتهم بالفساد، الذي يريد تولي رئاسة الحكومة المقبلة بأي ثمن".

 

اقرأ أيضا: ريفلين يحيل التكليف للكنيست بعد فشل تشكيل الحكومة


وأوضح أبو عامر، أن "نتنياهو يناور حتى اللحظة الأخيرة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية في موضوع تعيين القضاة، أو سن قانون جديد يضمن له الاستمرار في حياته السياسية وعدم محاكمته".


ووجه المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي ماندلبليت، رئيس الوزراء نتنياهو، تهم "الفساد وتلقي الرشوة والتحايل وخيانة الأمانة" في الملفات الأربعة التي جرى التحقيق معه فيها، والمعروفة إعلاميا بملفات 1000، 2000، 3000، و4000.


وفي سياق متصل، استبعد وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، وهو الشريك السابق في تحالف "أزرق-أبيض" الذي شكل حزب "تيلم"، وهو أحد المركبات الأساسية في التحالف قبل فض الشراكة مع غانتس، أن يصل الأخير لسدة الحكم والجلوس على مقعد رئيس الوزراء، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.


وقال يعالون: "بدلا من أن يتعامل غانتس مع تداعيات كورونا، يمنح نتنياهو حصانة، لذا لا يوجد مكان للحديث عن قيادته"، على حد قوله.


وحذّر الموقع، من أن "الانقسامات العميقة داخل الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، تنذر باستمرار أطول جمود سياسي تعيشه إسرائيل، خاصة في ظل غياب شكل واضح لائتلاف قابل للحياة، بعد إحالة ريفلين مهمة تشكيل حكومة إلى الكنيست".