صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: علينا تطبيق درس "انتفاضة الأقصى"

بحسب الخبير يوآف ليمور فإن الدرس هو المبادرة والسيطرة على الأحداث وعدم الانجرار إليها- جيتي

في الذكرى الـ20 لانطلاق شرارة "انتفاضة الأقصى"، شدد خبير عسكري إسرائيلي، على ضرورة تطبيق الدرس الأساس المستفاد من الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 

وبحسب الخبير يوآف ليمور، فإن الدرس هو المبادرة والسيطرة على الأحداث وعدم الانجرار إليها. 
 
وأوضح ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "المجتمع الإسرائيلي كبت الانتفاضة الثانية، رغم ثمنها الباهظ، وهي بالكاد تذكر في الخطاب الإسرائيلي؛ فخمس سنوات من المواجهات الدموية، صممت علاقات المجتمع الإسرائيلي مع الفلسطينيين لأجيال إلى الأمام، اختفت وكأنها لم تكن". 

وأضاف: "مع ذلك، يجدر الانشغال بدروس الأحداث التي بدأت قبل عشرين عاما، في أعقاب حجيج (اقتحام) أرئيل شارون إلى الحرم"، منوها أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، "بحث في حينه عن حرب تحرير، وتطلع لأن يجلب لشعبه دولة". 

 

ولفت إلى أن "عرفات، رأى أن بضعة أسابيع من القتال ستؤدي بإسرائيل لمزيد من التنازلات، لكنه لم يأخذ بالحسبان موضوعا حرجا؛ بأن إسرائيل قبل بضعة أشهر من ذلك انسحبت من جنوب لبنان، وشبه حسن نصر الله المجتمع الإسرائيلي بـ "بيت العنكبوت"، واستغل اندلاع المواجهات في المناطق لاختطاف ثلاثة من جنودنا". 

وزعم ليمور، أن "إسرائيل لم تكن ترغب في أن تستسلم مرة أخرى، ونفست غيظها في الفلسطينيين (قتلت نحو 4412 فلسطينيا)، وبدلا من تغيير الاتجاه، تمترس عرفات ورفض كل محاولات إعادة تحريك المسيرة السلمية، ورفع مستوى العنف؛ بداية بعمليات إطلاق النار، وبعد ذلك بتحرير كبار رجال حماس والجهاد الإسلامي من السجون الفلسطينية". 

 

ولفت إلى أن "إسرائيل" على الفور شعرت بتأثير هؤلاء الرجال، عبر "الارتفاع في عدد العمليات (وخاصة العمليات الانتحارية) وفي عدد المصابين، وفقد ايهود باراك رئاسة الحكومة لصالح شارون، الذي قرر مراكمة الائتمان الداخلي والدولي، قبل تنفيذ حملة شاملة لسحق البنى التحتية للعمليات في الضفة". 

حرية العمل 
ورأى الخبير، أن النقطتين الأساسيتين في هذه المسيرة هما؛ "العملية التي وقعت في حزيران/يونيو 2001، وأدت لمقتل 21 إسرائيليا، والتي في أعقابها فقدت إدارة بوش ثقتها بعرفات وعمليا قطعت العلاقة معه، وعملية فندق بارك في نتانيا في آذار/مارس 2002 وأدت لمقتل 21 إسرائيليا، والتي في أعقابها خرجت إسرائيل لحملة السور الواقي"، مضيفا: "في الوسط وقعت هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة". 

وقدر أن عملية "السور الواقي" التي حشد لها جيش الاحتلال عام 2002 أكثر 30 ألف جندي في الضفة، وأدت لاستشهاد أكثر من 200 فلسطيني واعتقال قرابة 5000 آخرين، "أعادت السيطرة من جديد على مناطق "أ" وسمحت لقوات الجيش الإسرائيلي بحرية العمل في عموم المناطق، وبالأساس أعادت لإسرائيل الثقة بالنفس". 

وتابع: "منذئذ، لا تعتمد إسرائيل إلا على نفسها؛ وهذا يبرز بشكل خاص بالمقارنة مع ما يجري في قطاع غزة، حيث يقيد الجيش الإسرائيلي نشاطه جدا، وبالتأكيد منذ فك الارتباط الذي هو أيضا كان نتيجة متأخرة لموجة العمليات التي بدأت في أيلول/سبتمبر 2000 (بداية الانتفاضة الثانية)". 

ونبه ليمور، أن "تل أبيب اختارت ألا تلغي اتفاقيات أوسلو، وبرغم القطيعة السياسية مع السلطة الفلسطينية، تعاونت أجهزة الأمن من الطرفين (التنسيق الأمني) في 15 سنة الأخيرة بشكل حميمي، وأنقذت حياة الكثير من الإسرائيليين، بما في ذلك أمام انتفاضة الأفراد والسكاكين". 

وأفاد أن خليفة عرفات، رئيس السلطة محمود عباس، "هو الذي يقود الطريق المعاكس لطريق سلفه، والذي في أساسه المقاومة غير العنيفة للاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا: "ليس من الواضح كم من الوقت يمكن لإسرائيل أن تتمتع بهذا الهدوء في الضفة وغزة أيضا". 

وقال: "لقد تقدمت إسرائيل جدا منذ عام 2000، ولكن الفلسطينيين بقوا عالقين في الخلف، وخسروا منذئذ في كل جانب؛ سياسي، أمني، اقتصادي واجتماعي، وفي حال لم يحصلوا على أفق، ففي وقت ما، من شأنهم أن يستيقظوا ويبحثوا مرة أخرى عن مخرج عبر المواجهات". 

وختم :"بناء على ذلك من الصواب أن تطبق إسرائيل الدرس الأساسي للانتفاضة الثانية وهي؛ المبادرة، السيطرة على الأحداث، عدم الانجرار إليها، تحديد هدف والتطلع إليه".