سياسة دولية

مساع أممية لاستئناف المفاوضات بشأن قضية قبرص

منذ 1974 تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين: تركي في الشمال ويوناني في الجنوب- الأناضول

أعلنت الأمم المتحدة، أن زيارة مستشارة الأمين العام "جين هول لوت" لجزيرة قبرص تستهدف الترتيب لعقد اجتماع غير رسمي لمجموعة (5+1) التي تضم الدول الضامنة الثلاث (اليونان وتركيا وبريطانيا) وشطري الجزيرة بالإضافة إلى الأمم المتحدة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وأوضح دوجاريك، أن زيارة المستشارة الأممية للجزيرة القبرصية بدأت منذ 10 كانون الثاني/ يناير وتستمر حتى الثلاثاء.

وأردف بأن "الزيارة تعد جزءا من المشاورات التي تقوم بها المستشارة الأممية باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، مع زعيمي الطائفتين أرسين تتار (رئيس جمهورية شمال قبرص التركية)، ونيكوس أناستاسياديس (رئيس إدارة قبرص اليونانية)".

وتابع دوجاريك: "الهدف من هذه المشاورات هو تقييم الظروف لعقد اجتماع غير رسمي لمجموعة (5+1)".

 

بدوره قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار، إن بلاده تبحث في قبرص عن "اتفاق يقوم على أساس دولتين قادرتين على العيش جنبا إلى جنب على أسس المساواة في السيادة".


وأوضح تتار أن اللقاء مع لوت كان مثمرا، وأن المباحثات التي أجريت على أسس الفيدرالية في قبرص على مدار 50 عامًا لم تأت بنتيجة.


وأضاف: "أكدنا أننا نبحث عن اتفاق يقوم على أساس دولتين قادرتين على العيش جنبا إلى جنب على أسس المساواة في السياسة بقبرص".

 

اقرأ أيضا: بزيارة للجزيرة.. أردوغان: أزمة قبرص يجب أن تنتهي بحل الدولتين

وشدد على أنهم سيطرحون هذه الرؤية خلال اجتماع مجموعة (5+1)، وسيستمرون في المحادثات الرسمية في حال لاقىت القبول.


وتتألف مجموعة (5+1) من الدول الضامنة الثلاث (اليونان وتركيا وبريطانيا) وشطري الجزيرة بالإضافة إلى الأمم المتّحدة.


وأردف: "ألمحت لوت إلى إمكانية عقد اجتماع غير رسمي لمجموعة (5+1) بخصوص قبرص بمشاركة الدول الضامنة وبرعاية الأمم المتحدة في نيويورك وفق تاريخ يناسب الجميع في نهاية شباط/ فبراير أو مطلع آذار/ مارس المقبلين من أجل تحديد ما إذا كانت هناك أرضية من عدمها (لاتفاق بخصوص قبرص)، وقالت إنهم يعملون من أجل تحديد تاريخ للاجتماع".


وأكد تتار أن الجانب التركي من قبرص سيتشاور مع تركيا في كل المباحثات المقبلة.


وشدد تتار على أن الحقائق على الأرض في قبرص تحتم الحديث بشأن حل الدولتين، وإلا فإن مسلسل المفاوضات غير المجدية سيتواصل دون فائدة لأي طرف.


ولفت إلى أن المجتمع الدولي أيضا بات يعي تبلور رؤية جديدة قائمة على حل الدولتين في قبرص.


وأشار إلى أنه لطالما تم طرح رؤية الحل الفيدرالي الرامي لتوحيد شطري الجزيرة كأساس للتفاوض، وفق معايير الأمم المتحدة.


وأضاف: "بعد 50 سنة (من المفاوضات لتوحيد الجزيرة) نؤكد أنه حان الوقت لإعادة النظر في تلك المعايير، ويبدو لي أن طرحنا هذا بات يلقى قبولا".


وتابع: "أنا سعيد جدا بهذا الاجتماع، (جين هول) لوت أتت إلى هنا لإجراء مقابلة بعد تحليل شامل لما قلناه سابقا وأخذتنا على محمل الجد مع الطرف المقابل (اليوناني)".


وأردف: "هذا يعني أننا حققنا شيئا ما في هذه المرحلة، العالم بدأ الآن يرى الحقائق عن قبرص بطريقة أفضل".


وزاد: "نحن في تشاور كامل وانسجام مع الوطن الأم تركيا، وبدأ العمل المنسجم في إعطاء ثماره الآن"، مشددا على ضرورة القيام بعمل منطقي وعقلاني للوصول إلى سلام واستقرار إقليميين مربحين للجميع.


وكانت لوت التقت صباح الاثنين زعيم إدارة قبرص اليونانية، نيكوس أناستاسياديس قبل توجهها إلى قبرص التركية.


وأفاد المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية، كيرياكوس كوسيوس، بأن أناستاسياديس ولوت عقدا اجتماعًا بناء وتباحثا الاجتماع غير الرسمي لمجموعة (5+1) المزمع عقده تحت قيادة الأمم المتحدة، بحسب أنباء محلية.


وذكر كوسيوس أن أناستاسياديس عبّر عن استعداده لحضور الاجتماع الذي ستقوده الأمم المتحدة.


والأحد، أعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، استعداد بلاده وقبرص اليونانية للمشاركة في اجتماع مجموعة (5+1) الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سعيا لاستئناف مفاوضات شاملة بين طرفي الجزيرة.


ومنذ 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ويوناني في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.