أخبار ثقافية

رغم أجواء الحرب.. مأرب اليمنية تقيم معرضا للكتاب (شاهد)

معرض الكتاب أقيم في مأرب رغم حالة الحرب بين الحوثي وقوات الحكومة الشرعية- تويتر

تقيم محافظة مأرب شرق اليمن، معرضا للكتاب لأول مرة، رغم أجواء الحرب المحتدمة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي، منذ ثلاثة أيام.

ويستمر المعرض الأول للكتاب 2021، الذي انطلق الأربعاء، لعشرة أيام، بمشاركة 20 دار نشر محلية وعربية، في خطوة رأى مثقفون أنها "تحقق ارتباطا عضويا بالعاصمة التاريخية والحضارية التي تمتد جذورها في التاريخ أكثر من سبعة آلاف سنة".

وقال المسؤول الإعلامي للمعرض، فؤاد العلوي، إن هناك زخما وإقبالا كثيفا على المعرض بشكل غير متوقع، حيث شهدت ساعات المساء، إقبالا واسعا من السكان المحليين، على اقتناء الكتب والمؤلفات الثقافية المعروضة في أرجاء وأقسام المعرض.

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن حركة الإقبال التي كانت أكبر من المتوقع، "تجسد حالة الوعي لدى المجتمع في محافظة مأرب والنازحين الموجودين، الذين يزيد عددهم على المليونين".

وأشار العلوي إلى أن المعرض الأول للكتاب يعرض 20 ألف عنوان، في كل عنوان 50 ألف نسخة، وما يصل إلى مليون كتاب.

 

 


وبحسب المسؤول الإعلامي للمعرض، فإن إقامته في مأرب، يبعث رسالة مهمة بأن المدينة "وطن الحضارة والمعرفة، تتطلع للعلم والقراءة والسلام".

 


وقال إنها "تبعث برسالة أخرى، للمجتمع اليمني، وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، تفيد بأن مأرب تعيش في سلام، وتكذب الشائعات التي يسوقها الحوثيون بإحكام سيطرتهم عليها، وبالتالي الزج بأبنائهم في محرقة على أطراف المدينة".

وأوضح أن هناك نشاطا ثقافيا ومعرفيا وتجاريا تشهده مأرب، "رغم محاولة الحوثي التشويش على ذلك، من خلال الهجمات الصاروخية التي تستهدف بها المدينة"، وفق قوله.

ولفت إلى أن حالة الإقبال على اقتناء وشراء الكتب والإنتاجات المعرفية والفكرية الموجودة في المعرض، أكبر من التوقعات، في مؤشر يدفع دور النشر للمعاودة والمشاركة في معارض ستقام مستقبلا في هذه المحافظة.

من جانبه، أكد مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب بمأرب ناصر الشريف أن افتتاح مأرب معرض الكتاب الأول والفعاليات المصاحبة له يؤكد للعالم أجمع في الداخل والخارج، أنها تعلي قيم الأمن والسلام والمحبة والتنوع والعلم مثلما تعلي وتدافع عن قيم الدولة والمواطنة المتساوية.

وقال الشريف، وفق ما نقله موقع السلطة المحلية في مأرب، إن هذه القيم التي تؤمن بها مأرب والنابعة من إرثها الحضاري الضارب في التاريخ منذ آلاف السنين، جعلها اليوم تمثل العمق الاستراتيجي لليمن وآخر قلاع وحصون الجمهورية، وملاذا آمنا لأكثر من 3 ملايين نازح ومهجر، شردوا من منازلهم جراء التنكيل بهم بأيدي مليشيا "الحوثي" أمام صمت مطبق من المجتمع الدولي.

وبحسب المسؤول الحكومي، فإن "تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والأدبية التي تحتضنها المحافظة لأول مرة يتزامن مع هجوم عسكري واسع من مليشيا الحوثي، واستهداف المدنيين الآمنين من نازحين ومهجرين في مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة".

 

من جهته، اعتبر المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية لدى السعودية، عارف أبو حاتم، أن إقامة معرض الكتاب الأول بمأرب "خطوه كبيرة تحقق ارتباطا عضويا للقراء والمثقفين بعاصمتهم التاريخية والحضارية التي تمتد جذورها في التاريخ أكثر من سبعة آلاف سنة".

وقال في تصريح صحفي، إن "هذا المعرض دليل إضافي يؤكد تعافي هذه المحافظة التي تنهض كل يوم".

وأكد أبو حاتم أن "وجود معرض للكتاب في مأرب في مثل هذه الظروف العصيبة يجعل العالم يرى أن ثمة نورا يشرق من مأرب، ونقطة ضوء تشرق وتتسع كل يوم من هذه الأرض، لتضيء اليمن أرضا وسماء".

وتابع بأن "المدينة اليوم تستعيد وهج وابتهاج مأرب الحضارة، مأرب سبأ وحمير".

وتقام هذه الفعالية الثقافية في مدينة مأرب، في وقت تشهد فيه جبهات القتال في ضواحي المدينة الغنية بالنفط، معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، الذين بدأوا هجوما واسعا عليها من محاور عدة، لليوم الثالث، تزامنا مع هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة تعرضت لها أحياء سكنية هناك.

وأمس الثلاثاء، كشف مصدر أمني حكومي عن استهداف مدينة مأرب، بـ 8 صواريخ باليستية، خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بالإضافة إلى الأضرار التي تعرضت لها منازل المواطنين فيها. 

"إضافة نوعية"

فيما قال الصحفي اليمني، عبدالباسط الشاجع، إن انطلاق معرض الكتاب في مدينة مأرب يعد "إضافة نوعية لمحافظة لعبت دورا بارزا في رسم مشهد جديد في خارطة الصراع اليمني، من خلال تصديها لتمرد جماعة الحوثي المدعومة من إيران ووقوفها إلى جانب الدولة".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن المدينة "تحولت إلى عاصمة لكل اليمنيين الفارين من بطش الجماعة الحوثية".

ولفت الصحفي اليمني إلى أنه "رغم الهجمات العسكرية التي تشنها مليشيات الحوثي في مناطق واقعة في أطراف المحافظة واشتدادها منذ خمسة أيام، بالإضافة إلى قصفها واستهدافها الأحياء السكنية في مدينة يقطنها مليونا نازح بحسب تقديرات الأمم المتحدة، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، بلغت ثمانية صواريخ خلال اليومين الماضيين، إلا أنها لم تمنع سلطات المحافظة من تنظيم معرض الكتاب الذي يعد هو الأضخم فيها".

واعتبر الشاجع أن هذه رسالة واضحة للحوثيين، بأن "صواريخكم لن ترهبنا"، مؤكدا أن "هذه المحافظة التي تضج بالحياة وتتعافى كل يوم وتنطلق نحو المستقبل، ستظل منبع الإنسانية والتعايش والسلام".