ملفات وتقارير

إقبال بارز على التسجيل للاقتراع بالانتخابات بالضفة وغزة

محللون قالوا إن ارتفاع نسبة التسجيل يعكس تعطش الناس للديمقراطية وممارسها حقها في الاختيار- صفحة لجنة الانتخابات

مع تواصل التحضيرات لإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، ارتفعت بقوة عملية تسجيل الناخبين في السجل الانتخابي في كافة المدن والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة

وبحسب المرسوم الصادر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 15 كانون الثاني/ يناير 2021، فإنها ستجرى انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو 2021، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو 2021، على أن تستكمل المرحلة الثالثة الخاصة بالمجلس الوطني الفلسطيني، التي تعد نتائج انتخابات التشريعي هي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس يوم 31 آب/ أغسطس 2021. 

وبلغ عدد المسجلين للانتخابات الفلسطينية أكثر من 2.622 مليون مواطن ومواطنة، حتى منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء (آخر أيام التسجيل)، بما يشكل 93.3 في المئة من إجمالي أصحاب حق التسجيل، بحسب إحصائية صادرة عن لجنة الانتخابات المركزية.


وقالت اللجنة في تقرير أطلعت عليه "عربي21"، إن "هذه الأرقام تعكس إقبالا كبيرا على عملية التسجيل، ما يعكس رغبة المواطنين في المشاركة بالعملية الانتخابية"، مشيرة إلى أن "عملية التسجيل تمت وفقا للخطة المعدة سلفا، دون أي مشاكل تذكر". 


وبموجب قانون الانتخابات، ستبدأ من صباح اليوم الأربعاء عملية إدارة وتنقيح بيانات المسجلين، والاستعداد لمرحلة النشر والاعتراض التي ستنطلق في الأول من آذار/مارس المقبل، وتستمر لمدة 3 أيام. 

يشار إلى أن عدد المقترعين في انتخابات 2006 وصل 1,042,424، فيما بلغ إجمالي عدد المسجلين 1,350,655، بمعنى أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 77.18 في المئة من إجمالي عدد المسجلين لانتخابات التشريعي في 2006، وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن لجنة الانتخابات. 

وخلال تفحص "عربي21" لنسب التسجيل في المدن الفلسطينية المحتلة، كان من اللافت تجاوز بعض المدن نسبة 100 في المئة، حيث وصلت في مدينة سلفيت بالضفة 100.27 في المئة وفي غزة 100.31 في المئة. 

وللوقوف على تفسير هذه الأرقام تواصلنا في "عربي21" م المدير الإقليمي للجنة الانتخابات المركزي بغزة، جميل الخالدي، الذي أوضح أن "اللجنة تعتمد على تقديرات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني لعدد السكان فوق 17 عاما، وهذ التقديرات ليست بالضرورة أن تكون بنسبة 100 في المئة، قد يكون هناك نسبة تقريبية، ونحن سجلنا عدد أكبر مما كان يتوقعه تقديرات جهاز الإحصاء المركزي، وهذا أمر طبيعي". 

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن أن كل مواطن يقوم بالتسجيل في منطقة ما، ومن ثم يعود للتسجيل في منطقة أخرى، مباشرة يتم إلغاء التسجيل الأول واعتماد التسجيل الجديد. 

 



الإقبال كبير والتحضير مستمر 

وعن الإقبال على التسجيل للانتخابات، أوضح المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية هشام كحيل، أن "الجهد المبذول من قبل اللجنة في الوصول للمواطنين، عبر وسائل التواصل والتطبيق الإلكتروني الذي تم تطويره عام 2016، وفتح عدد من مراكز التسجيل، وانتشار 600 شخص داخل التجمعات في مختلف محافظات الوطن، إضافة للترحيب الشعبي والفصائلي لدعوة الانتخابات، كل ذلك ساعد في دفع المواطنين للانخراط في عملية التسجيل، وهذا يدل على أن المشاركة في الاقتراع ستكون عالية". 

وعن تفاوت نسب التسجيل بين المدن الفلسطينية، قال في تصريح خاص لـ"عربي21": "ليس لدينا دراسة علمية تحليلية مجتمعية تفسر ذلك، ولكن يلاحظ أن التسجيل في شمال الضفة أعلى من باقي المناطق، وغزة أعلى وأعلى". 
 
ونوه إلى أنه "بعد الانتهاء من فترة تسجيل الناخبين، ستعمل اللجنة على التحضير لمرحلة النشر والاعتراض التي تبدأ من الأول من الشهر المقبل، لمنح المواطنين الفرصة للتأكد من بياناتهم ومراكز اقتراعهم، ومن ثم يتم إزالة الوفيات وندير قاعدة البيانات الخاصة بالسجل الانتخابي، ومن ثم ننتج السجل النهائي الذي يحوي أسماء الناخبين في يوم الاقتراع الموافق 22 أيار/ مايو 2021، ومن ثم نحضر لفترة الترشيح والتي تبدأ يوم 20 آذار/ مارس المقبل لمدة 12 يوما". 

وأشار المدير التنفيذي للجنة، إلى أن "هناك 2.2 مليون سجل سابقا، سجل ذاتيا عبر بوابة التطبيق الإلكتروني بلغ أكثر من 307 آلاف مواطن، وهذا مؤشر على نجاح التطبيق، وتم تسجيل 70 ألف مواطن عبر المركز والفرق المتنقلة". 

البحث عن واقع جديد أفضل
 

وعن دلالة الإقبال الكبير للمواطنين الفلسطينيين على التسجيل لضمان حقهم الانتخابي، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن "هذا يدلل على رغبة الناس في العملية الديمقراطية وإجراء الانتخابات، وهنا يوجد أكثر من دافع يحضر في مثل هذه الظروف منها؛ التصويت العقابي، حالة الاستقطاب الحزبي، الرغبة في التغيير أو المشاركة السياسية، أو تعزيز طرف على طرف وغيرها من الدوافع التي تقف خلف زيادة هذا العدد". 

وبشأن زيادة نسبة الإقبال في غزة عن الضفة، قال في حديثه لـ"عربي21": "لا شك أن واقع الحياة وطبيعة الجغرافيا، ولو أسقطنا علم الاجتماع السياسي على الضفة الغربية، نجد أن هناك حالة عدم اكتراث أكثر مما هي في غزة، فالطابع السياسي والاقتصادي وحالة الانقسام والاستقطاب السياسي في غزة أكبر من الضفة، التي لديها أيضا نسبة تسجيل جيدة جدا". 

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، الذي اقترب كثيرا مما ذهب إليه الدجني، فأكد أن "نسبة التسجيل كبيرة، وهي تعكس تعطش الناس للديمقراطية وممارسة حقهم في الاختيار". 

ونبه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هناك أيضا مناخا عاما ساهم في الوصول لهذه النسبة، من توافق الفصائل والرغبة لدى الناس في تجاوز الواقع القائم والبحث عن واقع جديد أفضل، إضافة إلى حشد الفصائل للرأي العام". 

ولفت عوكل، إلى أن "تسجيل أكثر من 90 بالمئة في السجل الانتخابي، لا يعني أنهم سيذهبون إلى تعزيز الثقة في الفصائل أو تكرار ما حدث سابق، لذا فأعتقد أن جزءا كبيرا من المواطنين لديهم الرغبة في الانتقام، كل منهم بطريقته من الجهة التي يعتقد أنها مسؤولة عن المصائب العامة". 

وقال: "على الفصائل أن لا تفرح بارتفاع نسبة التسجيل، علينا أن ننتظر كيف ستترجم بعد ذلك في صندوق الاقتراع، وحينها سنكتشف أن الجمهور الفلسطيني واع ويدرك ما الذي يفعله". 

وأشار الكاتب، إلى أن "لدى الناس مواقف، من الصعب تغييرها بمجرد إعلانات وحملات انتخابية أو زيارات للمنازل أو تقديم مساعدات"، مضيفا أن "15 عاما رسخت لكل مواطن موقفا واضحا، سيعبر بعضهم عنه عبر التصويت". 

 

أقرأ أيضا : نائب فلسطيني لـ"عربي21": اتفاق القاهرة إيجابي.. 3 أمور مقلقة