صحافة دولية

كيف تتوزع مناطق النفوذ بسوريا بعد 10 سنوات من الثورة؟

النظام يسيطر على 63 بالمئة من الأراضي السورية، والتي تقع عليها أكبر ست مدن في البلاد- الأناضول

نشر موقع "هومانيتي" الفرنسي حوارا مع الخبير بالشأن السوري والأستاذ في معهد واشنطن فابريس بالانش، سلط فيه الضوء على خريطة مناطق النفوذ في سوريا بعد مرور 10 سنوات من الثورة والحرب.

 

واعتبر بالانش في هذا الحوار الذي ترجمته "عربي21"، أن النظام السوري فقد سيادته عمليا على الأرض السورية رغم أنه يسيطر على أكثر من نصف مساحة البلاد.

مناطق النفوذ

أشار الخبير إلى أن النظام يسيطر على 63 بالمئة من الأراضي السورية، والتي تقع عليها أكبر ست مدن في البلاد.

 

وقد لعب الدعم الروسي والمساعدة الإيرانية دورا كبيرا في استعادة هذه المدن من جديد بعد أن سيطرت عليها المعارضة في سنوات سابقة. 

وتفرض السلطات السورية سيطرتها على مساحة يسكنها حوالي ثلثا السكان، أي ما يقارب 11 مليونا من أصل 17 مليون نسمة ما زالوا في سوريا، مع وجود 7 ملايين لاجئ خارج سوريا.

ويضيف الخبير أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تتكون في معظمها من الأكراد، تسيطر على الشمال الشرقي السوري، أي ما يعادل ربع سوريا، ويبلغ عدد السكان في هذه المساحة حوالي 2.5 مليون نسمة.

ويُعرف شمال شرق سوريا بأنه منطقة غنية بالنفط، إذ تضم حوالي 80 بالمئة من الثروة النفطية السورية، وهو ما يساعد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة ودول الخليج على الحصول على الموارد المالية، ويمنحها استقلالية في مجال الطاقة ويزيد من نفوذها.


اقرأ أيضا : في ذكرى الثورة السورية.. تغييرات شاملة بهيكلية المعارضة


أما الطرف الثالث في المعادلة، فهو هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية لتركيا التي تسيطر على محافظة إدلب التي تضم حوالي مليوني نسمة، أو ما يعادل 5 بالمئة من مساحة سوريا. 

تواجه هذه الفصائل، قوات سوريا الديمقراطية، حيث تهدف تركيا إلى إنشاء ما يسمى بـ"الطوق الأمني" في شمال سوريا، كما حدث سابقا في منطقة عفرين وغيرها من المناطق الكردية.

الحدود الدولية خارج سيطرة النظام


وأوضح بالانش أن الحدود الدولية لسوريا تخضع في معظمها لسيطرة قوى خارجية. تسيطر الحكومة السورية على 15 بالمئة من مجموع الحدود، بينما يبسط حزب الله والميليشيات الموالية لإيران سيطرتهم عن الحدود السورية مع لبنان والعراق. 

وتسيطر روسيا منذ تشرين الأول /أكتوبر من عام 2019 على الحدود التي تربط سوريا مع تركيا، أي نقاط المواجهة بين القوات الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية. من جانبها، تسيطر الولايات المتحدة إلى جانب الأكراد على جزء من الحدود العراقية.

وحسب رأيه، فإن النظام في دمشق فقد سيادته على الحدود، كما أنه عاجز عن السيطرة على الأجواء السورية، كما تخضع الحدود البحرية لرقابة روسيا التي ترافق الناقلات الإيرانية التي تزود سوريا بالنفط. 

واعتبر الخبير أنه يمكن أن تطرأ تغييرات على مناطق النفوذ في البلاد، لا سيما في ظل استمرار رغبة الأتراك في السيطرة على المناطق الكردية تزامنا مع رغبة موسكو ودمشق في انتزاع محافظة إدلب من الجهاديين واستعادة طريق اللاذقية حلب السريع. 

ويختم بالانش بأن الولايات المتحدة لن تدعم إنشاء منطقة انفصالية في سوريا، كما ترفض دمشق رفضا قاطعا أن تتكرر تجربة إقليم كردستان العراق في سوريا. 

 

خريطة النفوذ بحسب موقع هومانتي الفرنسي :