سياسة تركية

ترقب لتعديل وزاري بتركيا.. وأردوغان يتحدث عن "الدستور الجديد"

أردوغان: مصممون على زيادة عدد أصدقائنا وإنهاء حالات الخصومة في الفترة القادمة- الأناضول

أكد "ماهر أونال"، نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أنباء عن عزم الرئيس رجب طيب أردوغان إجراء تعديل وزاري، وبحثه والإعلان عنه خلال المؤتمر العام للحزب.

 

ويعقد الحزب مؤتمره في أنقرة، الأربعاء، حيث ينتظر، بحسب "أونال"، أن يتم إجراء تعديلات تطال الهيكل التنظيمي للحزب أيضا.

 

وفي حديث لقناة "أن تي في" المحلية، الثلاثاء، قال أونال إن التغييرات تأتي في إطار ترتيب جديد لعام 2023، الذي سيشهد إجراء انتخابات عامة.

 

لكن أونال لم يشر إلى طبيعة التغييرات وحجمها، فيما لفتت وسائل إعلام إلى احتمال زيادة عدد الحقائب الوزارية وتغيير عدد من الوزراء. 

 

وكانت الأشهر الأخيرة من العام الماضي قد شهدت تكهنات حول نية أردوغان إجراء تعديلات وزارية في حكومته، وذلك لأول مرة منذ تشكيلها قبل أكثر من عامين.

وأضاف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية أنه "عندما نطرح السؤال حول بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة لمدة 19 عاما، فأعتقد أن أفضل إجابة عن هذا، هي أن حزب العدالة والتنمية تنظيم يتعلم باستمرار. لدينا معارضة ولم تفز بأي انتخابات. نحن أمام معارضة تدهورت صحتها العقلية بسبب نفسية عدم القدرة على الفوز في أي انتخابات".

وتأتي هذه التطورات عقب قرار أردوغان إقالة محافظ البنك المركزي، ناجي أغبال، وتعيين شهاب قافجي أوغلو، ما تسبب بانهيار مؤقت لليرة التركية.

ويتأثر سعر صرف الليرة المحلية بخطوات أردوغان الرافضة لرفع نسبة الفائدة، وبـ"تدخله" في المنظومة المالية، فيما تأتي خطوات الرئيس التركي في إطار تبنيه سياسة محافظة.

 

اقرأ أيضا: تحركات لأردوغان تشمل تغييرات محتملة بالحكومة والحزب الحاكم

 

أردوغان قائدا للحزب.. ويتحدث عن "الدستور الجديد"

 

وشهد المؤتمر العام السابع للحزب الحاكم، والمنعقد في أنقرة، التجديد لأردوغان في قيادته، فيما ألقى الأخير كلمة تحدث فيها عن "الدستور الجديد".

 

وقال أردوغان: "الدستور الجديد يجب أن يكون دستور الشعب مباشرة، وليس من صنع الانقلابيين"، مؤكدا أنه سيُعد بالإجماع وسيُطرح لتصديق الشعب عليه.


وأضاف أن مناقشة إعداد دستور جديد للبلاد باتت أمرا حتميا نظرا لتاريخنا والمتغيرات الدولية.


وتابع: "الأسرة والتعليم والثقافة، ستشكل أساس رؤية تركيا المنشودة لعام 2053".

 

واستهل أردوغان كلمته بقراءة سورة الفاتحة وترجمتها إلى التركية، وهو ما تم تداوله بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

وقال الرئيس التركي في كلمته: "نبني تركيا القوية من خلال تحويل أهدافنا المنشودة لعام 2023 إلى بداية جديدة على أرض الواقع".


وأضاف أن بلاده ألحقت هزائم كبيرة بـ"التنظيمات" التي وصفها بـ"الإرهابية"، وفي مقدمتها "حزب العمال الكردستاني"؛ بحيث "لم تعد قادرة على القيام بعمليات داخل حدود تركيا".


وتابع: "الذين شغلوا تركيا بمشاكلها الداخلية على مدى القرنين الماضيين وأبعدوها عن التغيرات الجذرية لن ينجحوا في محاولاتهم المتجددة".


وقال: "سنضمن تحقيق أهداف تركيا المنشودة لعام 2023 ومن ثم 2053 عبر تحالف الشعب".

 

السياسة الخارجية

 

وفي معرض حديثه عن السياسة الخارجية قال أردوغان، إن بلاده مصممة على زيادة عدد أصدقائها في العالم.


وشدّد أردوغان أن "حزب العدالة والتنمية" تمكن -منذ توليه السلطة قبل 19 عامًا- من تعزيز وتنويع الأدوات التي تمتلكها تركيا في السياسة الخارجية.


وتابع: "نعتقد أنه ليست لدينا مشكلة لا يمكن حلها مع أي دولة تحترم المصالح الوطنية لبلدنا".


وقال: "مصممون على زيادة عدد أصدقائنا وإنهاء حالات الخصومة في الفترة القادمة لتحويل منطقتنا إلى واحة سلام".


ولفت إلى أن تركيا فتحت حدودها وقلبها للمضطهدين السوريين في الوقت الذي تخلى العالم كله عنهم.


وبيّن أردوغان أن العمليات العسكرية العابرة للحدود التي نفذتها تركيا حالت دون مقتل ملايين الأبرياء على يد النظام السوري والمنظمات الإرهابية.


وأضاف: "قدمنا دعما مخلصا وبنّاء للجهود المبذولة بهدف ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها"، وشدد قائلا: "سنواصل جهودنا حتى تصبح سوريا بلدا يديره أبناؤها بمعنى الكلمة ونقف إلى جانب شعبها".


أردوغان، قال إن من بين انفتاحات تركيا في السياسة الخارجية أيضًا، الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة الليبية الشرعية بشأن مناطق الصلاحية البحرية في المتوسط، عام 2019.


وزاد: "سنواصل صياغة علاقاتنا مع جميع الدول بدءا من الولايات المتحدة وحتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبنا".


وأردف: "على اعتبار أننا نتوسط القارات الثلاث الكبرى، فلا يمكننا أن نتجاهل الغرب ولا الشرق".


وقال: "بالطبع، نحن نعلم أنه ليس من السهل تطوير تعاون متوازن ومتسق وطويل الأمد في آن واحد مع الدول التي يوجد بينها تنافس وحتى توتر، لكن تركيا تتمتع بالقوة والحكمة اللازمة لتحقيق ذلك بفضل موقعها الجغرافي ومصالحها الاقتصادية ورؤيتها الشاملة في السياسة الخارجية".

 

يلدريم وقورتولموش

 

اختار حزب "العدالة والتنمية" التركي، الأربعاء، كلا من بن علي يلدريم ونعمان قورتولموش نائبين لرئيس الحزب.


جاء ذلك ضمن سياق إعلان التشكيلة الجديدة للجنة التنفيذية المركزية المنبثقة عن هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.


كما تم اختيار نور الدين جانيكلي رئيسا للشؤون الاقتصادية، ووداد دمير أوز رئيسا للشؤون المالية والإدارية، ومصطفى شين رئيسا لشؤون الأبحاث والتطوير في حزب العدالة والتنمية، ضمن تشكيلة اللجنة التنفيذية المركزية الجديدة.


وتم اختيار جوليدة سارير أوغلو رئيسة للسياسات الاجتماعية، وأوزليم زنغين رئيسة للعلاقات العامة والمجتمع المدني، ومحمد أوز حسكي رئيسا للإدارات المحلية لحزب "العدالة والتنمية".


وعقدت هيئة القرار والتنفيذ المركزي، اجتماعا برئاسة أردوغان، في العاصمة أنقرة، لتسمية التشكيلة الجديدة للحزب.