صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من حرب أهلية بين اليهود

أهاروني: بتنا أمام دموع لا يمكن تجفيفها وصدوع عميقة للغاية وكراهية مشتعلة وخطوط واضحة بين كل معسكر على حدة- ا ف ب

قالت كاتبة إسرائيلية إن "اللحظة التي لن يكون فيها بنيامين نتنياهو رئيساً لوزراء إسرائيل تبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى، وهناك من لا يزال ينتظر إخراج "الأرنب من القبعة"، لكني واثق أن الساحر سيفعل ذلك مرة أخرى، وينجح في اللحظة الأخيرة بتشكيل الحكومة، لكننا اعتدنا على شيء غير متوقع قادم في اللحظة الأخيرة".


وأضافت ميخال أهاروني في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أن "الكثير من الإسرائيليين يخافون من اللحظة التي لا تسمع فيها عبارة "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، فماذا سيحدث حينها، وكيف سيرد أنصاره، وماذا سيفعلون، مع أن هذه ليست مخاوف نظرية، أو قلقا ينتشر في فراغ، لأن من لا يدعم نتنياهو يتعرض منذ سنوات لاعتداءات عنيفة على شبكات التواصل، وعلى أساس يومي".


وأشارت إلى أن "نتنياهو تمكن من تحويل النقاش السياسي في إسرائيل إلى كونه ليس عاطفيًا فحسب، بل شخصيًا أيضًا، كل شيء من أجله واسمه، ما أكسب أعضاء الكنيست والوزراء المحيطين به فرصة لاستغلال هذه المسألة لكسب المزيد والمزيد من السلطة السياسية، ولفترة طويلة، دون أن يكون هناك شيء لمحاولة خلق تمثيل للوحدة الإسرائيلية الزائفة".


وأكدت أنه "لسنوات طويلة، لم يكن هناك شيء يوحد المجموعات الإسرائيلية المختلفة، وأننا دولة صغيرة بها الكثير من الناس، لكننا فجأة بتنا أمام دموع لا يمكن تجفيفها، وصدوع عميقة للغاية، وكراهية مشتعلة، وخطوط واضحة بين كل معسكر على حدة، ولعل ذلك اتضح في واحدة من الرسومات الساخرة التي باتت تشهدها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهي تشخص غياب الكيمياء الشخصية بين القادة الإسرائيليين".


وأوضحت أن "الأمر القائم اليوم أن الزعماء الإسرائيليين لم يعودوا يتوافقون، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، وبالتالي فسوف نكون مستعدين لأعمال الشغب والمظاهرات الضخمة ومسلسلات الألم والعنف، ولذلك فإن من المحتمل أن يتم تجنيد كتيبة احتياط كاملة للتصدي لهذه الاحتجاجات القادمة، أكثر من ذلك، فالأمر أبعد مما نتصور، لأن كل سيناريوهات النهاية باتت ماثلة أمام نواظرنا".


وأضافت أن "هذه التحديات الداخلية ستكون حاضرة بين الإسرائيليين رغم أننا لا نحب الشجارات، لكن لأن الخلافات الداخلية غدت ذات أهمية، والفجوة بيننا عميقة، رغم أن اليهود هم الأغلبية في إسرائيل، والسلطة السياسية بكامل صلاحياتها في أيديهم، فإن من هو الأكثرية لا يجب أن يغضب حقًا، لأنه بالعادة يجب أن يشعر بالراحة، فهو محمي وآمن، أو على الأقل هكذا يجب أن يكون".


وختمت بالقول إن "انتماء اليهود لإسرائيل يعتبر مادة لاصقة، وينبغي أن نتحرك كأسياد في الدولة، وليس كأفراد سوف يتمزقون في أمكنتهم، ومع ذلك فإن اللغة والثقافة والجيش والعقلية التي تحكم إسرائيل، كلها سوف تتبدد بسبب الكراهية والغضب الذي يعتمل بين الإسرائيليين".